رضوان عقيل
يقدّم المرشح عن أحد المقاعد السنّية في طرابلس رئيس لائحة “الجمهورية الثالثة” عمر حرفوش نفسه بصورة انتخابية تختلف في مقارباتها عن الآخرين. ويثير مادة من الجدل في اطلالاته على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي حيال برنامجه الذي يبدأ بكفاحه لاستعادة الاموال المنهوبة والنهوض بالمدينة ليحوّلها نموذجاً في الانتاج وعدم جعلها سلعة للتسول واستغلال اهلها، ويرفض اعطاء وعود غير عملية.
ويتحدث لـ “النهار”عن تقدم لائحته مقارنة مع منافساتها حيث حرص على اطلاق حملة انتخابية غير تقليدية، وان أكثرية المتابعين له باتوا على علم بان استراتيجيته مختلفة وغير كلاسيكية كالتي سبق للبنانيين ان اعتادوا عليها، وان لائحته تصعد الى مرتبة أعلى.
ويقول: “لم أتحالف مع اي فريق او أي حزب. ويقوم برنامجي على قيادة دولة جديدة هي جمهورية لبنان الثالثة. وانا متأكد ان اللبنانيين وصلوا الى طريق مسدود ولا امكانية للحل إلا بالبدء من الصفر، ولم يعد لدينا شيء لنخسره. ويجب ان نقعد سوياً ونضع اسساً لاطلاق مؤتمر تأسيسي لجمهورية ثالثة تكون عابرة للطوائف، وان واحدة من المشكلات التي أوصلتنا الى هذا الانسداد وعدم وجود أفق هي الطائفية في لبنان. ولا بد من محاربة الفساد، لأن مزاريب الهدر انهكت المؤسسات والشعب، واذا اتفقنا وقررنا حلّهما فليس امامنا إلا خريطة الطريق هذه”.
ورداً على سؤال: ألا تبدو “حالماً” في هذا الطرح في ظل كل الجدران المذهبية؟
يقول: “ما أعلنه ليس حلماً بل هو حقيقة، والدليل ان شعبيتي تزداد يوما بعد آخر، وان المتابعين لي أخذوا يؤمنون بأفكاري والخطة التي وضعتها، خصوصا ان لا تشكيك في صدقيتي عند اكثر اللبنانيين. وفي موضوع محاربة الفساد فلا أحد لديه شك في انني كنت في مقدم الذين بدأوا بكل جدية قبل الانتخابات بسنة ونصف سنة عندما عقدت مؤتمراً في هذا الخصوص في مقر الاتحاد الاوروبي وكنت جالساً على منصته واعلنت الحرب على الفساد. ومنذ ذلك الحين قرر الاتحاد الاوروبي بتصويت اكثرية النواب وقف تقديم الهبات للبنان، واكتفوا بارسال مساعدات وفق برامج معينة ومن دون هبات. وانشأت لوبي لتحقيق هذا الهدف. وبسبب عملي هذا فتح الاتحاد الاوروبي تحقيقا لمعرفة الاموال التي وفّرها للبنان وأين اختفت. وسبق له ان قدم 30 مليون دولار لمعمل النفايات في طرابلس. واحضرت وفودا من النواب الاوروبيين للتحقيق في الأمر واكتشفوا ان المعمل مقفل وتمت سرقة الاموال المرصودة له، واملك وثائق في هذه الموضوع. بعدها عمد الاوروبيون وبمبادرة شخصية مني الى اجراء تحقيقات لتحديد اين ذهبت الاموال التي أعطيت للبنان في آخر خمس سنوات. وتزامن هذا الامر مع تدفق النازحين السوريين وتقديم هبة من الاتحاد الاوروبي حصل عليها لبنان بقيمة مليار دولار وتبخرت، وما يقارب الـ 30 في المئة منها جرى توزيعه بالمحاصصة المتوازنة بين الافرقاء. وهناك جهات لبنانية مولت جماعات ارهابية في سوريا من هذه الهبات الأوروبية تحديدا”.
ماذ تقول للناخب الطرابلسي؟
يجيب: “النجاحات التي حققتها فرضت معرفة كيف تبخرت تلك الاموال. وقدمت سلسلة من الحجج والبراهين في الاتحاد الاوروبي منحتني الصدقية، وجاء نواب جدد وقرروا في لجنة داخلية ان يستمر التحقيق، وعرضوا عليّ المساومة او غض النظر ولم أقبل. كما عُرضت عليّ مبالغ ضخمة ورفضت بالطبع فكانت التهديدات لتخويفي. وتكمن قوتي في القضاء الاوروبي لأنني أعمل بشفافية. وقد غضب مني الرئيس سعد الحريري بسبب التحقيقات بأموال اوروبية للنازحين السوريين في لبنان، وفي عشاء له مع الرئيس ايمانويل ماكرون عندما كان مكلفا تشكيل الحكومة، طلب الحريري منه تزويده ملفاً عني لاستخدامه، وردّ ماكرون بأنني نظيف”.
ما هو مشروعك؟
يجيب: “بعد الحراك الذي حصل والمطالبة باستعادة الاموال المنهوبة والتضييق الذي مارسته المصارف على ودائع اللبنانيين وانا واحد منهم، قررت العمل لاستعادة هذه الاموال وأحضرت قضاة اوروبيين الى لبنان، وسيحضر وفد منهم الى بيروت الاسبوع المقبل. وعقدنا اجتماعاً ومحاضرةً في نقابة المحامين ايام النقيب السابق ملحم خلف. وصدمني موقفه الى جانب آخرين لم يكونوا على مستوى التطلعات. والتقينا المدعي العام المالي القاضي علي ابرهيم الذي ابلغنا ان القانون اللبناني يمنع استعادة الاموال المنهوبة والمجمدة”.
ويضيف: “أواصل ملاحقة الاموال المنهوبة، وبمساعدة جمعية “شربا” الفرنسية غير الحكومية والتي تملك برنامجا، سأواصل ملاحقة الثروات غير الشرعية، ولسنا في حاجة الى صندوق النقد الدولي. ويمكن تحقيق هذا الامر في حالتين اذا كنتُ نائباً او ان اصبح رئيسا للحكومة. وباسمي الشخصي أصل الى المنصات الاوروبية، فكيف اذا اصبحت نائباً وأملك ملفات المشبوهين من سياسيين ومصرفيين وهي موجودة في اوروبا؟ وقد تم تهريب 8 مليارات دولار من تشرين الاول 2019 الى اليوم. وتعود هذه المبالغ الى أفراد الكارتيل الذين التقاهم ماكرون في قصر الصنوبر وقد سمّاهم المافيا. ويجب منعهم من السفر الى حين استرداد الاموال”.
ويتابع: “ترشحت عن طرابلس لأنني ابنها، وموسيقاي كلها منها ويعيش أهلي وأحبتي فيها ولا أملك غير الجنسية اللبنانية وانا فخور بها، ورفضت اكثر من جنسية أوروبية وغيرها. وتشكل طرابلس نموذجا مختلفا عن بقية المناطق وهي معزولة جغرافياً والافقر على البحر المتوسط في وقت تملك اسساً ووضعت مشروعاً لانقاذها وهي غنية. ووعدي ان أحوّلها مدينة اوروبية. وسوف أحاول أن أجلب لها ملياري دولار الى جانب شقيقتيها المنية والضنية وانشاء مشاريع سياحية وانمائية والإتيان بأكبر الشركات العالمية الى لبنان. وأتلقى دعما من المواطن الطرابلسي شيئا فشيئا رغم حملات الافتراء التي أتعرض لها. ولا أميز بين اهلي السنّة والعلويين والمسيحيين، وألقى ترحيباً في المسجد والكنيسة معا. وثمة جيوش الكترونية تعمل ضدي إضافةً الى متفلتين في الشارع يعملون على محاربتي ومهاجمتي. ونرى إنفاق الاموال في المدينة من القوات اللبنانية وغيرها”.
ويختم: “ما اوصل الطرابلسي الى حمل أطفاله والهرب عبر البحر هم الزعماء الذين يطالبون الناس باعادة انتخابهم. والجريمة الاولى هي وجود اغنياء على حساب الاهالي ليتعلقوا بهم. والجريمة الثانية هي تجويع الطرابلسيين عن عمد من أجل ألا يموتوا وتعرّضهم لسوء التغذية، وانا أوفر الطعام لـ 1000 عائلة في المدينة من أول رمضان الى اليوم مع توازن في التغذية في الوجبات التي تقدم. ولن أتراجع او أستسلم امام خدمة مدينتي رغم كل التحديات والصعوبات”