لبنان.. عون والحريري يواصلان مسلسل تشكيل الحكومة وسط احتجاجات واشتباكات مسلحة

أخبار عربية – بيروت

وضع الرئيس اللبناني ميشال عون في خطاب، مساء الأربعاء، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أمام خيارين، إما تشكيل الحكومة بشكل “فوري” أو التنحي عن المهمة التي كُلف بها في أكتوبر الماضي، بينما أصدر الأخير بيان رداً على الخطاب.

وقال عون في كلمة متلفزة: “أدعوه إلى قصر بعبدا من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معي”.

وأضاف: “أما في حال وجد نفسه في عجز عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني تتصدى للأوضاع الخطيرة التي تعاني منها البلاد والعباد، فعليه أن يفسح في المجال أمام كل قادر على التأليف”.

وشدد عون على أنه “لا فائدة من كل المناصب وتقاذف المسؤوليات إن انهار الوطن وأصبح الشعب أسير اليأس والإحباط، حيث لا مفر له سوى الغضب”.

وقال رئيس الجمهورية إنه سلك “درب المساءلة الوعرة في ظل نظام تجذر فيه الفساد السلطوي والمؤسساتي واستشرى، وارتفعت أمامي كل المتاريس”، مؤكداً أنه يرفض “الإذعان والرضوخ دفاعاً عن” كرامة اللبنانيين.

وأكد عون على أن معاناة اللبنانيين “بلغت مستويات لا قدرة لشعب على تحملها”. وأضاف: “فالوباء يتربص والفقر والعوز والبطالة والهجرة، والقهر وزوال القدرة الشرائية نتيجة الارتفاع الجنوني للدولار الأميركي مقابل الليرة”.

“انتخابات رئاسية مبكرة”

ورداً على خطاب الرئيس اللبناني، دعا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الرئيس عون إلى “إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة، والمصارحة بأسباب تعطيله لإرادة المجلس النيابي”.

وقال الحريري في بيان: “أنتظر اتصالاً هاتفياً من فخامة الرئيس ليناقشني في التشكيلة المقترحة لإصدار مراسيم الحكومة الجديدة”، مذكراً أنه زار عون 16 مرة منذ تكليفه لـ”الاتفاق على حكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة على تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها ووقف الانهيار الذي يعاني منه اللبنانيون”.

وأشار الحريري إلى أنه سيتشرف بـ”زيارة الرئيس عون للمرة السابعة عشرة فوراً إذا سمح جدول مواعيده بذلك، لمناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه منذ أسابيع عديدة”.

وأضاف: “في حال وجد فخامة الرئيس نفسه في عجز عن توقيع مراسيم تشكيل حكومة اختصاصيين، فسيكون عليه أن يصارح اللبنانيين بالسبب الحقيقي الذي يدفعه لمحاولة تعطيل إرادة المجلس النيابي الذي اختار الرئيس المكلف، والذي يمنعه منذ شهور طويلة عن إفساح مجال الخلاص أمام المواطنين، وأن يختصر آلامهم ومعاناتهم عبر إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة وهي الوسيلة الدستورية الوحيدة القادرة على إلغاء مفاعيل اختياره من قبل النواب لرئاسة الجمهورية قبل خمسة أعوام، تماماً كما اختاروني رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة قبل خمسة أشهر”.

جرحى باشتباك مسلح في بيروت

وبعيداً عن مسلسل تشكيل الحكومة المستمر بين الرئيس ورئيس الوزراء المكلف، سقط عدد من الجرحى في اشتباك مسلح بمنطقة عائشة بكار في العاصمة اللبنانية بيروت.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنه حوالي الساعة الرابعة عصراً اندلع اشتباك قرب مسجد القصار في عائشة بكار بين شخص محسوب على “حركة أمل” التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري، وآخر قيل إنه ينتمي لـ”تيار المستقبل” برئاسة سعد الحريري.

وبحسب وسائل الإعلام نفسها، فقد وقع الاشتباك على خلفية قطع الطرقات، وترافق مع ظهور مسلح في المنطقة.

وقالت مصادر “حركة أمل” و”تيار المستقبل” إن الإشكال فردي وليس له أسباب أو أبعاد سياسية.

بدوره، أفاد الجيش اللبناني في بيان أنه “بتاريخ 17/3/2021 تطور إشكال فردي بين عدد من الشبان في منطقة عائشة بكار إلى إطلاق نار ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح نقلوا على أثرها إلى المستشفيات للمعالجة، وعلى الفور تدخلت قوة من الجيش وعمدت إلى ضبط الوضع وإعادة الأمور إلى طبيعتها، وملاحقة مطلقي النار لتوقيفهم”.

وجددت قيادة الجيش في بيان “دعوتها الجميع إلى سلمية التحرك وعدم القيام بكل ما من شأنه أن يمس بالسلم الأهلي”.

قطع طرقات.. واحتجاجات قرب القصر الرئاسي

وفي وقت سابق من الأربعاء، نظمت مجموعة من المحتجين أتوا من عكار شمالي لبنان، مظاهرة في محيط القصر الجمهوري في بعبدا، اعتراضاً على الأوضاع المعيشية المتردية وأزمة الدولار.

وقام الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي باستقدام تعزيزات أمنيه إلى المنطقة لمنع المحتجين من إكمال طريقهم.

بالتزامن، قطع محتجون طرقاً عدة في بيروت ومناطق لبنانية أخرى في ظاهرة تكررت خلال الأسبوعين الماضيين، في وقت حاولت مجموعة منهم اقتحام وزارة الاقتصاد احتجاجاً على ارتفاع الأسعار الجنوني مع تسجيل الليرة تدهوراً قياسياً.

وصباح الأربعاء، تجمع عدد من المحتجين أمام مقر وزارة الاقتصاد في وسط بيروت. وحاول بعضهم اقتحام المبنى، ما أدى إلى وقوع إشكال بينهم وبين القوى الأمنية، بحسب ما نقلت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية.

وقال أحد المحتجين لقناة محلية: “نتشاجر مع بعضنا البعض من أجل كيس حفاضات للأطفال أو عبوة حليب” داخل المتاجر، مضيفاً بانفعال: “لقد أذلونا”.

وأقدم محتجون آخرون على قطع طرق رئيسية بالإطارات المشتعلة في بيروت ومناطق أخرى، في البقاع شرقاً وطرابلس شمالاً وعلى الطريق السريع جنوب بيروت.

وعادت منذ مطلع الشهر الحالي الاحتجاجات إلى شوارع لبنان. وقطع متظاهرون لأيام طرقاً رئيسية في أنحاء البلاد. وتستمر التحركات بشكل شبه يومي، لكن بصخب أقل.