أخبار عربية – نيويورك/واشنطن
أكدت ليندا توماس-غرينفيلد مرشحة الرئيس جو بايدن لمنصب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الأربعاء، على أهمية عودة بلادها للمشاركة بنشاط في المنظمة الدولية لمواجهة مساعي الصين “للدفع بأجندة استبدادية”.
وتحاول الصين اقتناص نفوذ عالمي أكبر في تحد للقيادة الأميركية التقليدية على الساحة العالمية. وتصاعد التوتر بين القوتين العملاقتين العام الماضي في الأمم المتحدة بسبب جائحة كورونا.
وفي جلسة بمجلس الشيوخ لتأكيد ترشيحها، تعهدت الدبلوماسية المخضرمة بالتصدي “بشراسة للجهود الصينية الخبيثة في نيويورك”.
وقالت توماس-غرينفيلد أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: “نعلم أن الصين تعمل في كل أروقة الأمم المتحدة للدفع بأجندة استبدادية تتعارض مع القيم التي تأسست عليها المنظمة الدولية والقيم الأميركية”.
وتابعت قائلة: “نجاحهم مرهون باستمرارنا في الانسحاب”، في إشارة للإدارة السابقة في عهد دونالد ترمب التي تعاملت بازدراء مع عدد من الوكالات الدولية وانسحبت منها. وأضافت: “لن يحدث هذا خلال وجودي في المنصب”.
وبات من المرجح تأكيد ترشيحها في مجلس الشيوخ في غضون أيام بعد أن أشاد أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالدبلوماسية المخضرمة التي عملت في أربع قارات، وخصوصاً أفريقيا.
وسألها عدد من الأعضاء عن خطاب ألقته في 2019 واعتبروا أن فيه محاباة لبكين. وقالت: “لست ساذجة على الإطلاق فيما يتعلق بما يفعله الصينيون.. كنت أندد بسلوكهم باستمرار”.
وقالت توماس-غرينفيلد إن وزارة الخارجية تراجع توصيف إدارة ترمب لما فعلته الصين خلال قمعها للإيغور المسلمين بأنه إبادة جماعية للتأكد من ثباته لأنه “لم يتم اتباع جميع الإجراءات”.
وتعرضت الصين لانتقادات على نطاق واسع بعد إنشائها مجمعات في إقليم شينجيانغ تصفها بكين بأنها “مراكز تدريب مهني” للقضاء على التطرف وتنفي اتهامات إساءة المعاملة.
عودة المشاركة الأميركية
وقالت توماس-غرينفيلد: “ما يحدث مع الإيغور شيء مروع وعلينا أن نعترف به على حقيقته”.
وكانت توماس-غرينفيلد، التي عملت دبلوماسية في رواندا خلال الإبادة الجماعية عام 1994، تحدثت في وقت سابق عن مواجهة حدثت لها مع شاب لم يتمكن من التفريق بينها وبين امرأة أخرى أُرسل لقتلها.
وقالت: “لذلك أنا أعرف كيف يبدو هذا. وأعرف هذا الشعور.. وعلينا أن نعترف به على حقيقته”.
وفى حالة المصادقة على ترشيحها، ستنضم إلى نظرائها الذين يتمتعون بعقود من الخبرة الدبلوماسية من بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وهي الدول التى تشكل، مع الولايات المتحدة، الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن الدولي الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو).
وقالت إن على الولايات المتحدة العودة للانخراط مع حلفائها وخصومها، وانتقدت إدارة ترمب بسبب محاولتها “السير بمفردها”، لا سيما في جهودها الفاشلة لحمل كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية.
وأضافت: “عودة التفاعل مع كوريا الجنوبية ومع اليابان وكذلك مع الصين وروسيا، وخصوصاً لدفعهم لاحترام نظام العقوبات على كوريا الشمالية، أمر مهم للغاية”.
وقالت إن على واشنطن دفع مستحقاتها للمنظمة الدولية “لنتمكن من مواصلة نفوذنا”. والولايات المتحدة، هي أكبر مساهم في الأمم المتحدة، وعليها حالياً متأخرات بقيمة 600 مليون دولار للميزانية العادية وحوالي ملياري دولار لميزانية حفظ السلام.