أخبار عربية – يريفان/باكو
شهد إقليم ناغورني كاراباخ اشتباكات ليلية عنيفة، مساء الجمعة، على جبهات القتال بين طرفي الصراع، القوات الأرمينية والجيش الأذري، في وقت يتبادل في الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة الإنسانية، فيما تكثف واشنطن من جهود الوساطة لإنهاء القتال.
وبعد لقاء جمعه بنظيريه الأذربيجاني جيهون بيرموف والأرمني زهراب منا تسا كانيان في واشنطن، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أرمينيا وأذربيجان إلى إنهاء أعمال العنف وحماية المدنيين في إقليم ناغورني كاراباخ.
كما أكد بومبيو رغبة واشنطن حل النزاع بالطرق السلمية، دون اللجوء إلى القوة أو التهديد باستعمالها.
وصرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن “تقدماً طيباً” جار إحرازه بشأن القضية لكنه لم يخض في التفاصيل، كما رفض الإفصاح عما إذا كان تحدث مع أي من زعيمي البلدين.
وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض: “نعمل مع أرمينيا. لدينا علاقة طيبة للغاية مع أرمينيا.. سنرى ما سيحدث”.
أما وزير الخارجية الأذربيجاني فقال في بيان إن باكو ملتزمة بإيجاد حل دبلوماسي للنزاع، وعلى استعداد لاستئناف المفاوضات الجدية بشكل فوري. وطلب بيرموف من بومبيو أن تضع أرمينيا “حداً لاحتلالها” ناغورني كاراباخ وأن تختار السلام الدائم.
من جهته، اتهم وزير الخارجية الأرميني باكو بالتسبب في العنف، كما اتهم تركيا بالتورط مباشرةً في النزاع عبر الدعم التقني العسكري وإرسال الإرهابيين إلى المنطقة.
وقوض انهيار اتفاقين لوقف إطلاق النار تما بوساطة روسية الآمال في إنهاء القتال الذي اندلع في 27 سبتمبر بسبب الإقليم المتنازع عليه، وهو إقليم منشق يقع في أذربيجان لكن تسيطر عليه أغلبية عرقية أرمينية.
وتريد قوى عالمية منع تحول القتال إلى حرب أوسع تتورط فيها تركيا التي تدعم أذربيجان، وروسيا التي تربطها اتفاقية دفاعية مع أرمينيا.
وقبل قليل من بدء محادثات واشنطن، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحافيين في إسطنبول إنه يأمل في أن يكون بإمكان موسكو وأنقرة العمل معاً لحل النزاع.
وواشنطن جزء من الرئاسة المشتركة لمجموعة مينسك، مع كل من موسكو وباريس. وقد أسست منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هذه المجموعة لتكون الوسيط الأساس في النزاع.
وقال أردوغان مكرراً المطالبة بدور تركي في الوساطة التي تقودها منذ أمد طويل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا: “تعتقد تركيا أن لها الحق مثل روسيا في المشاركة في السلام”.
وتجاهلت واشنطن وباريس وموسكو هذه المطالبات وكان من شأن الخلافات الناجمة عن النزاع حدوث المزيد من التصدع في العلاقات بين أنقرة وشركائها في حلف شمال الأطلسي مع اتهام بومبيو لتركيا بتصعيد النزاع من خلال تسليح الجانب الأذربيجاني. وتنفي تركيا هذا الاتهام.
وفي أحدث اشتباكات أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن عدة مناطق شهدت قتالاً ومنها مناطق قريبة من خط التماس الذي يفصل الجانبين.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية عن وقوع قتال في عدة مناطق، وقالت إن بلدة مارتوني في ناغورني كاراباخ تعرضت للقصف مجدداً خلال الليل. وتنفي أذربيجان ذلك.
وقُتل نحو 30 ألفاً في حرب استمرت من عام 1991 إلى عام 1994 بسبب ناغورني كاراباخ.