بعد دخولها حيز التنفيد.. هل ستطيح العقوبات الأمريكية بالنظام الإيراني ؟

أخبار عربية – (طهران)

الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية على إيران ستبدأ غدا والتي ستشمل فرض قيود على شراء إيران للدولارات وعلى تجارة الذهب والمعادن النفيسة وتعاملاتها في مجالات المعادن والفحم وبرامج الكمبيوتر المرتبطة بالصناعات .

كما منعت الولايات المتحدة استيراد السجاد الإيراني والمواد الغذائية المصنعة وبعض المعاملات المالية المرتبطة بذلك يأتي كل هذا في وقت تتزايد فيه شدة الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في إيران على التدهور الاقتصادي وترد الأوضاع المعيشية وتفشي الفساد الإداري والمالي وزيادة التضخم وانهيار سعر الريال الإيراني مقابل الدولار .

كل هذه العوامل دفعت النظام الإيراني إلى التحرك وبذل جهود دبلوماسية مكثفة لإنقاذ ” الاتفاق النووي ” والإبقاء على العلاقات التجارية مع الدول الأوربية والحيلولة دون توقف شراء النفظ الإيراني من دول مثل الصين والهند وغيرها هذا إضافة للجهود العسكرية والمناورات والتهديد بإغلاق مضيق هرمز ومضيق باب المندب لمنع مرور ناقلات النفط الخليجي عبر هذين المضيقين واستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وهي تهديدات أطلقت على لسان اكثر من مسئول إيراني اخرهم قاسم سليماني قائد فيلق القدس .

الولايات المتحدة الأمريكية لا تستهدف النظام الإيراني ولا تسعى لتغييره وانما للضغط عليه حيث أوضح وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قبل أيام أن واشنطن لا تتبنى سياسة تغيير أو إسقاط النظام الإيراني إنما تستهدف تغيير السلوك الإيراني وما يمثله من تهديدات تجاه جيرانه.

هذا وتريد الولايات المتحدة استثمار هذه الضغوط التي تمارسها ضد إيران لجني أكبر قدر من المصالح من حلفائها العرب بالمنطقة باسم الحماية وردع إيران حيث دعت مؤخرا لتشكيل حلف ناتو عربي لمواجهة إيران ولكن الأمر في كل الظروف والأحوال لن يصل إلى حد مواجهة عسكرية بين أمريكا وإيران وانما هي لعبة توازنات ومصالح واذا حدثت مواجهات فستكون بين القوات العربية بقيادة السعودية وبين القوات الإيرانية في حال تم إغلاق المضايق وتكرر الاستهداف الايراني لناقلات النفط السعودية وتضررت المصالح السعودية والخليجية بشكل مباشر .

الأمريكان حريصون جدا على بقاء النظام الايراني نظام الملالي الذي يمارس الارهاب بحق شعبه والشعوب التي ضمها واحتلها وكذلك تصديره للإرهاب والمشاكل والفوضى لجيرانه اضافة إلى قائمة طويلة من الكوارث التي يرتكبها نظام بهذا الوضع هو بمثابة الدجاجة التي تلد ذهبا للأمريكان إن ذبحوها سيخسرون الذهب ولذا فلن تكون الإدارة الأمريكية من الحماقة بحيث تضحي بنظام تعتبره فزاعتها لتخويف العرب وحلبهم باسم الحماية منه ولذا ستحافظ عليه بكل قوتها مع بقاء لغة التهديد والوعيد والشد والجذب والضغوط الاقتصادية .

لا يوجد توجه خارجي لاستهداف النظام الإيراني وعلى صعيد الداخل ربما تتواصل المظاهرات والاحتجاجات وتكون اكثر زخما وقسوة وتردد شعارات غير مسبوقة من قبيل شتم المرشد الأعلى خامنئي وهو إيران المقدس ولكن هذه التظاهرات لن تفضي إلى تغيير النظام فإلنظام الايراني لديه سياسة نفس طويل في التعامل مع هذه الإحتجاجات وسبل امتصاصها وقمعها وتفريقها ومهما تدهورت الأوضاع الاقتصادية فالنظام الإيراني بارع في الهروب إلى الإمام وافتعال مشاكل مع جيرانه وقمع الاحتجاجات الشعبية الداخلية بدعوى ان إيران تواجه مؤامرة أمريكية صهيونية وامبريالية وهو خطاب دأبت عليه وسائل الإعلام الإيرانية منذ عقود وستواصل ترديده كاسطوانة مشروخة بغية الحصول على اصطفاف شعبي واسع خلف هذا النظام الذي يزعم انه يواجه الاستكبار العالمي والهيمنة الأمريكية .

النظام الايراني سوف يسقط في حال وجود ارادة شعبية ايرانية داخلية تسعى للتغيير وهذه لن توجد الا بوجود قوة ايرانية داخلية منظمة سياسيا وعسكريا وقادرة على كسب ثقة الشعب الايراني وتقديم بديل لهذا لنظام الملالي اما هذه العقوبات الخارجية والتظاهرات الداخلية ستفضي إلى تغييرات جزئية في الحكومة وسيزداد التدهور الإقتصادي بشكل أسوأ وتعلو الأصوات المتحجة على السياسة الإيرانية الخارجية والتي تجيد صناعة الأعداء وتصدير المشكلات للجيران وقمع الداخل دون أن تؤدي كل هذه العوامل إلى سقوط النظام الايراني إلا كما قلنا سابقا في حال وجود قوة داخلية منظمة سياسيا وعسكريا تستطيع قيادة الشعب الايراني نحو تغيير النظام الحالي بزخم شعبي وتحرك عسكري هذا امر ما يزال بعيدا على المدى القريب من وجهة نظري .