أخبار عربية – مقالات
أنور بن سعدون
عندما تغلق كل المنافذ في وجوه كل المارة والمسافرين عدا منفذ واحد..
عندما لا تجد سبيلاً للعبور والسفر أو العودة من وإلى البلاد إلا عن طريق منفذ واحد..
فمن جراء الحرب التي شنها الحوثي في البلاد وامتدت آثارها نحو دول الجوار فلم يعد تعمل المنافذ أو تعمل بطريقة طبيعية جراء هذه الحرب..
فقد تعطلت كل من منفذ الطوال والخضراء ومنفذ علب فأصبحت كل هذه المنافذ مسرحيات للحرب المستعرة.. إلا منفذ الوديعة التي كانت وستظل بآذن الله بمنآى عن مآسي وشرور الحرب..
فهاهو الآن موضوعنا عن منفذ الوديعة اليمني (الميناء البري الوحيد الرابط بين المملكة واليمن).
وهنا يأتي التراكم في منفذ الوديعة ولنجد العبىء الكبير والضغط الشديد.
فقد كانت لنا الفرصة والمتمثلة بتقديم العزاء والمواساة للأخ سعادة مدير منفذ الوديعة مطلق الصيعري وإلى أسرة الفقيد رحمة الله عليه عمه عامر بن ملهي.
فقد قمت مساء الأحد 23 أغسطس 2020 بزيارته والتحدث إليه وكم كانت لدينا من جملة الإستفسارات والتساؤلات التي بحوزتي والتي تهم المواطن اليمني بشكل خاص والشأن اليمني بشكل عام، والتي أجاب عنها جميعاً بكل شفافية ووضوح تام، وفي البدء أكد لنا بأن المنفذ اليمني يعمل بشكله الطبيعي والمعتاد في إستقبال المسافرين العائدون إلى بلدانهم في اليمن وكذلك في تسهيل وإدخال كل المواد والسلع التي تأتي عن طريق القاطرات والتريلات وكل سيارات الشحن ومن ثم عودة هذه الآليات إلى المملكة بكل يسر وسهولة، ولكن الأمر غير متاح بعد لمن أراد العودة (أصحاب العودات) أو الزيارات إلى المملكة وذلك ضمن إجراءات سلطات البلدين أكان من الجانب اليمني أو الجانب السعودي في هذا القرار.
وقد تحدث إلينا بإسهاب عن خطط تطوير المنفذ وتحديثه وتجهيز وإنشاء المنفذ الجديد إلا أن لأسباب وظروف الحرب قد تأجل استكمال الانتقال للمنفذ الجديد نظراً لضروف الحرب الملحة وبعض الإنشاءات المتبقية بداخلة، حيث ويواصل المنفذ الحالي عمله بوتيره عالية جداً وبشكل دؤوب ليلاً ونهاراً في أداء عمله وإنجاز مهامه بما يحقق للمسافر أو السائق سرعة إنجاز المعاملة بقدر الإمكان برغم العبىء والضغوطات والصعوبات التي بواجهها المنفذ بشكل يومي على مدار الأربع والعشرين ساعة.
وقد تحدث إلينا سعادة المدير عن رؤيته وطموحه في التوسعة وتطوير المنفذ وتقديمه خطة متكاملة للميناء في كافة الجوانب والأصعده وقد حضيت باهتمام من دولة الدكتور معين عبدالملك رئيس مجلس الوزراء المكلف والذي يأمل أن ترى النور في الفتره القريبة المقبلة إن شاء الله، حيث الميناء بحاجة إلى اعتماد جزء من إيراداته لتطويره وتقدم الاحتياحات اللازمة لكافة الجهات العاملة بالميناء مدنية وأمنية وعسكرية وفق الخطة.
إلا أنه برغم ذلك فقد تم إنجاز عدة منشآت منها:
وضع الترتيبات الهندسية اللازمة للمنطقة الحرة في الوديعة مع السلطة المحلية بالمحافظة والوزارة والحكومة لتنسيقات النهائية مع الأخوة الأشقاء في المملكة لإقامة هذا المشروع الهام والحيوي الذي سيكون داعم أساسي للتبادل التجاري ورافد لميزانية الدولة بمبالغ مالية طائلة وفتح فرص عمل للأيادي العاملة وتقليص إعداد البطالة. رفع خطة الإستيعاب من سيارات والناقلات للبضائع بين المنفذين لتسهيل حركتها ومرورها بأعداد مضاعفة عن الفترة السابقة القريبة.
توسعة المركز صحي بإيجاد عدد من الأجهزة الحديثة بتنسيق مع الصحة لعلاج الحالات الطارئة، إلى جانب وجود المستشفى الميداني المكرمة من المملكة العربية السعودية.
عمل كراسي انتظار في هنقر استقبال الواصلين من المملكة لراحة المسافرين وقت انتظارهم وتشجير مسار الوصول ولافتة ترحيبة، وإلزام مكاتب تخليص البضائع والمسافرين بآلية للتعامل مع الواصلين من حيث الملبس وإبراز البطاقة التعريفة، إلخ..
السماح لأصناف عديدة في عملية التبادل التجاري بين اليمن والمملكة لأول مرة عبر منفذ الوديعة بتنسيق مسبق مع الجهات المعنية بالجانب السعودي لتوسعة الجانب التجاري بين البلدين من أهمها (الأسماك والفواكة والخضروات وعدد من أنواع الحبوب الزراعية) تشجيعاً للمزارعين وكمردود مادي طيب لهم.
إلى جانب الخدمة السريعة التي يجدها المسافر عند موظفي المنافذ لإنهاء الإجراءات والمعاملات..
بالرغم أنه قد حصل في فترة من الفترات ظاهرة سلبية و مسيئة لكنها لا تعبر أبداً عن رضانا ولكننا حريصون دائماً على أن يكون التعامل الأمثل مع كل المسافرين لنيل رضاهم واستحسانهم.
وقد أكد لنا سعادة المدير بأن المحاولات جارية وحثيثة وبحسب خطة تطويرية بأن يرتقى بمستوى المنفذ إلى المكانة العالمية الراقية.
ونوه أن المنفذ فيه 13 إداره مختلفه مدنية وأمنيه وعسكرية كل إدارة لها إجراءاتها حسب الاختصاص والقانون
ولديها أيضاً جهة إشرافية تنفيذية بالمحافظة أو بالمركز الرئيسي.
حيث أشار أن الخطة تضمنت عدة نقاط تطويرية في مجال الانشاءات في البنية التحتية ونفقات تشغيلية لها وعمل حوافز لكافة العاملين في الميناء من الجهات المدنية والعسكرية والأمنية وتعديل بعض الإشكاليات التي تواجه هذه الخطة وهي كفيلة بتطوير المنفذ وتلبي طموحاتنا وتطلعاتنا والتي ستسر الجميع.
وفي ختام اللقاء، شكر سعادة المدير العام القيادة السياسية ممثلة في فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادة التحالف العربي والملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع يحفظهم الله وحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما يبذلونه من الدعم الكثير الغير محدود والتعاون الآيجابي والمثمر في دعم ومساعدة الشعب اليمني جراء مايمر به من ظروف وأزمات.