بنك هندي يفجر مفاجأة جديدة في “أزمة شيتي”

أخبار عربية – دبي/لندن

في ظل اشتداد الأزمة التي تعصف بإمبراطورية شركاته، التقى بافاجوتو راجورام شيتي مسؤولين من بنك برودا في منتصف مارس للنقاش بشأن 250 مليون دولار يدين بها هو وشركاته.

وبحسب ملفات قضائية، جرى منح القروض على خلفية السمعة القوية لشيتي كملياردير ولشركاته، وبالأخص “إن إم سي هيلث”، وهي مجموعة المستشفيات التي يتركز نشاطها في منطقة الشرق الأوسط والتي صنع منها ثروته.

وقال مصرفيون ومحللون لوكالة “رويترز” إنه ليس غريباً في منطقة الخليج الاقتراض على أساس السمعة، أو ما يعرف “بالإقراض اعتماداً على اسم المقترض”، والانكشاف بشكل كبير على شخص واحد أو كيان واحد بالرغم من وقائع سابقة سارت بشكل سيئ للغاية.

واقترضت “إن إم سي هيلث”، وهي أكبر مجموعة للمستشفيات الخاصة في الإمارات، دون إلزامها بتقديم ضمانات من عشرات البنوك التي مقراتها في المنطقة أو لها أنشطة فيها.

وجاء انهيار “إن إم سي” هذا العام، وسط مزاعم احتيال والكشف عن ديون مخفية بأكثر من 14 مليار دولار.

ويقاضي بنك برودا الهندي شيتي على خلفية التراجع عن اتفاق يقول إنه جرى التوصل إليه خلال اجتماع في مارس لإعطاء البنك 16 عقاراً كضمان للديون وللحصول على ضمانات إضافية.

ويقول شيتي إن الاتفاق “وثيقة احتيال”، وذلك بحسب بيان معارضة قُدم للمحكمة في 16 يونيو واطلعت عليه “رويترز”.

وبحسب أوراق دعوى 16 يونيو، يقول شيتي أيضاً إن القروض جرى إصدارها في الإمارات ولا يجوز إخضاعها لمحكمة في الهند.

ويقول البنك إن القروض جرى منحها من خلال مكاتبه المحلية في الإمارات وسلطنة عمان ومومباي.

ولم يرد بنك برودا على طلب للتعقيب. وامتنع ممثل عن شيتي عن التعقيب.

وسبق لرجل الأعمال وأن ألقى باللائمة على مجموعة صغيرة من المسؤولين التنفيذيين الحاليين والسابقين بشركاته، فيما يتعلق بأزمة “إن إم سي”، زاعماً أنهم استخدموا وثائق مزورة للاقتراض نيابة عنه.

وقال محامو شيتي في ملف دعوى 16 يونيو الماضي إنه تقدم بشكوى إلى النائب العام للدولة في أبوظبي لكونه ضحية احتيال وتزوير وغسل أموال.

وأعلنت بنوك إماراتية بالفعل عن انكشاف بأكثر من ملياري دولار على “إن إم سي” نصيب بنك أبوظبي التجاري منها مليار دولار تقريباً.

وقال شابير مالك، محلل شؤون الخدمات المصرفية لدى المجموعة المالية “هيرميس”: “مكمن الخطر حالياً هو أن المخصصات التي حصلت عليها البنوك قد لا تكون كافية وقد يلزم الحصول على المزيد”.

ووُضعت “إن إم سي” قيد الوصاية الإدارية في أبريل، وفي أواخر مايو، قال الأوصياء المختارون من “ألفارز آند مارسال” إنهم يجرون تحقيقاً بشأن عمليات اقتراضها وما يشتبه به من احتيال عبر سلطات قضائية متعددة.

وتفيد قائمة نشرتها “ألفارز آند مارسال” للدائنين الذين لم يحصلوا على ضمانات بأن “إن إم سي” اقترضت أموالاً دون الإلزام بتقديم ضمان من حوالي 80 بنكاً.

وقروض شيتي من بنك برودا جرى منحها من خلال بعض مكاتبه المحلية حيث، وفقاً لمصدر مقرب من البنك، لم تكن ملاءته المالية محل تساؤل.

وبحسب إفصاح من البنك في دعواه ضد شيتي، قال بنك برودا إنه تلقى عدة ضمانات شخصية وضمانات من الشركات في مقابل الديون.

وقال ريدموند رامسدال، مدير فريق تصنيفات بنوك الشرق الأوسط لدى “فيتش” للتصنيف الائتماني: “كان من الصعب نسبياً التنبؤ بمشكلة إن إم سي الفعلية”.

وفي أواخر فبراير، أبلغت سلطة السلوك المالي البريطانية “إن إم سي” بأنها بدأت تحقيق إنفاذ رسمياً ضد الشركة التي كانت سابقاً ضمن المؤشر “فايننشال تايمز 100” البريطاني الرفيع المستوى، في حين فتحت الجهة التنظيمية البريطانية المعنية بالشؤون المحاسبية تحقيقاً في تدقيق “إي واي” في حسابات “إن إم سي هيلث”.

وتقول “إي واي” إنها ستتعاون في المراجعة ورفضت الإدلاء بمزيد من التعليقات.

وطفت مخالفات “إن إم سي” المالية للسطح عندما شككت شركة “مادي ووترز” المتخصصة في العمل بآلية البيع على المكشوف في بياناتها المالية العام الماضي. وفي البداية، قالت “إن إم سي” إن تقرير “مادي ووترز” خاطئ ومضلل.

وقال كارسون بلوك، مؤسس “مادي ووترز”: “اعتقدنا أنهم يدركون أن ديونهم على أقل تقدير بمئات ملايين الدولارات، وأن الأرصدة النقدية مبالغ فيها. لكن لا يمكن لأحد إيجاد غطاء كبير بما يكفي لديون مخفية بقيمة أربعة مليارات دولار، ولهذا سارت الأمور على هذا النحو”.