أخبار عربية – بيروت
إذا كنت من متابعي الناشطين الكوميديين على مواقع التواصل الاجتماعي، فلا بد أنك تعرف “توفيلوك“، وهو من أبرز المؤثرين على موقع “إنستغرام” في لبنان.
وفي حوار مع موقع “أخبار عربية”، تحدث “توفيلوك” واسمه الحقيقي توفيق بريدي، عن مسيرته في إدخال الفرح على قلوب العرب واللبنانيين، متحدثاً عن المصاعب التي واجهته في فترة سابقة من حياته حين كان يعاني من الوزن الزائد.
كما تحدث توفيق عن كيفية تعامله مع منتقديه، بالإضافة إلى مسابقة “المقالب عبر الهاتف” التي تصدرت مواقع التواصل في 4 دول عربية.
وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة:
توفيق، هل لك أن تعرفنا عن نفسك؟
توفيق بريدي، ملقب بـ” toufiluk”، بالغ من العمر 21 سنة، لبناني الأصل، أقطن الآن في لندن. متخصص بالهندسة. أكملت دراستي الجامعية في كلية “كينغز كوليدج” في لندن أيضاً.
نعرف أنك عانيت في السابق من السمنة وزيادة الوزن، وقد واجهت حملة تنمر كبيرة بسبب ذلك. كيف تخطيت تلك المرحلة؟ وماذا يقول توفيق الحالي لتوفيق السابق؟
سبق أن عانيت من مشكلة وهي زيادة الوزن. لم أصبح نحيفاً كي أرضي الآخرين، إنما لأجل صحتي ومستقبلي كشخص، صحيح أني كنت أحب الأكل بشكل رهيب، لكن وصلت إلى مكان رأيت أن صحتي بدأت تتأثر سلبياً. اليوم، نحن نعرف أن الجسد والدماغ يتواصلوا سوياً ويتأثروا ببعض. فكيف سيكون لديك جسم محطم بوزن زائد، وعقل سليم في آن واحد؟ مسألة واضحة وجاوبها “مستحيل”.
منذ حوالي سبع سنوات، أخدت قرار بمفردي، واستطعت أن أنحف 52 كيلو، بفضل ثقتي بقدراتي. وزني كان 132 كغ واليوم أصبح 82. وحتى اليوم أنا محافظ على وزني وأقضي أكثر وقت ممكن بالنادي الرياضي. لذلك “إنت وحدك قادر تعمل تغيير، إذا كان نابع من قلبك!”.
toufiluk اليوم راضي تماماً عن toufiluk السابق، “صحيح كنت ناصح” لكن هذا الأمر لم يؤثر علي من أي ناحية، ربما لأني كنت أبلغ فقط 14 عاماً. أما اليوم فالنتيجة التي وصلت لها تجعلني أكون فخوراً، كون مجتمعنا وللأسف يحب المظاهر وبالأخص أني وصلت لمرحلة أختار فيها شريكة حياتي.
كيف بدأت مسيرتك؟ ما السبب الذي جعلك تفتح صفحتك على “إنستغرام”؟
بدأت مسيرتي منذ حوالي ثلاث سنوات. لقيت تشجيع كبير من قبل بعض الأصدقاء، نظراً لامتلاكي الموهبة، فقد كنت أنجح بإضحاك الآخرين بسهولة.
خطوتي الأولى كانت مع نشر صور معارضة لأمور تحصل في المجتمع، وبعدها انتقلت إلى الفيديوهات. بالطبع، كانت البداية صعبة للغاية، فقد واجهت العديد من الكره وعدم التفاعل مع منشوراتي، لكن لم يكن هذا حاجزاً أمام طموحي بالوصول، وها أنا ليوم أقترب خطوة خطوة من مبتغاي.
تواجه الكثير من الانتقادات من ناس هدفها التحطيم والتقليل من قيمة أعمالك، وبالتالي من قيمتك، كيف تتصرف مع هذا النوع من الناس؟ وهل تلجئ للـ”roast” لتظهر لهم أن الأذية سهلة؟
كل انتقاد إيجابي مرحب به، بل أيضاً أخذه بعين الاعتبار من أجل التحسين والقيام بأداء أفضل. لكن، كل انتقاد سلبي، أو كل شتيمة تصلني، فأنا لا أنتظر أو أتجادل مع صاحبها، بل ألجأ فوراً إلى “استئصاله” من صفحتي وأيضاً من حياتي.
يجدر الذكر هنا، أن كل شخص يتعرض لي أو يتوجه بصورة سلبية نحو أعمالي بشكل فاضح يجد على صفحتي ما يسمى بالـ”روست” أي الإجابة على هذه التعليقات بكل ثقة وبنفس المستوى. كثير ما يعتبر هذا الأسلوب انتقاد وتحطيم للآخر، إنما أنا اسميه دفاع عن النفس. فأنا ألجأ إليه بحالات استثنائية، ودائماً ما ألحظ تفاعلاً إيجابياً كبير من قبل متابعيني.
هل تعتقد أن الشخصية الكوميدية بكونها رجل أم امرأة تؤثر على عامل الضحك أو نشر الفرح؟
أبداً، على الرغم من إطلاق تسمية “المجتمع الذكوري” في عالمنا العربي. هذا لا يؤثر على شخصية الكوميدي سواء كان رجل أم إمرأة، فهناك عدد كبير من النساء في لبنان تنجحن بتألق في هذه المهمة.
بالنسبة لي، المرأة هي سبب لوجود الرجل. المرأة أساس، وهي عنصر قوي وناجح في المجتمع.
ما السبب الحقيقي وراء إطلاقك مسابقة “المقالب عبر الهاتف” عبر تقنية البث المباشر في “إنستغرام”، والتي جلبت لك شهرة غير مسبوقة في لبنان والعالم العربي؟ هل هي فعلاً من أجل إيجاد مواهب جديدة، أم هي فقط لتسليط الضوء على نفسك؟
السؤال جريء فعلاً وسبق أن وصلني من قبل العديد من المتابعين. في البداية، عندما بدأت الـ”pranks on the phone” في الفيديوهات المباشرة، لم أكن أتوقع أن تنال هذا الكم الهائل من التفاعل. التفاعل مع الفكرة في العالم كان “مخيف”، لدرجة أني علمت بأن البث المباشر تصدر قائمة الأكثر مشاهدة بين الفيديوهات الكوميدية في كل من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين. الفيديوهات أضحكت آلاف الناس.
بدأت التحدي لأني أحب التحاور مع الناس، بالإضافة إلى أني أحب فكرة “لجنة التحكيم” وأن يكون لي السلطة بأن أقرر من يتأهل ومن يخرج من المسابقة. جمعت المتسابقين خلال يومين.
المسابقة جلبت الربح للجميع، وليس فقط لي، فكل المتسابقين نالوا شهرة واسعة واكتسبوا متابعين جدد، والرابح (طوني إيلي كنعان) حصل على هاتف آيفون بالإضافة للمتابعين.
هل توفيق راضي عن نفسه اليوم؟
هناك صرعات عديدة واجهتها مع ذاتي. موجات انتقاد واسعة صوبت على أعمالي، هادفة إلى تغيير وجهة نظري وأسلوبي. لكن، نظراً لتمسكي الصلب بأهدافي، استطعت مواجهتها والصمود أمامها.
نعي جيداً أن كل يوم بالحياة هو بمثابة درس مهم لنا. فاليوم، أنا أنضج وأوعى مقارنةً مع الثلاث سنوات الماضية. لن أكذب، فلست راضٍ لدرجة الكمال، ولا أعتبر أن كل خطواتي صحيحة، لكني مقتنع أنني أسلك طريقاً صحيحاً. و”علبناني: القناعة كنز لا يفنى” . أستمد قناعتي من كل التعليقات الإيجابية ومن محبة المتابعين التي لا توصف مؤخراً.
هل واجهت فكرة إقفال الصفحة يوماً ما؟
تم إغلاق الصفحة في السابق من قبل أشخاص أرادوا إلحاق الأذية. حادثة مؤلمة، أدت إلى تحطيم فؤادي! فتخيلي، أنك تبنين منزل لثلاث سنوات وإذ فجأة يأتي زلزال قوي يؤدي إلى زواله.
في المرة الأخيرة عندما تم تسكير الصفحة، قيل لي أنه بات من المستحيل إعادتها. وما كان علي إلا الرضوخ للأمر الواقع. حالة نفسية مدمرة رافقتني (…) رغم ذلك، لم أفقد الأمل، وبمساعدة أخصائيين، استطعنا استعادتها، وبناؤها مجدداً.
خلاصة ما سبق، أنه يستحيل أن ألغي هذه الصفحة أو أن أستغني عنها. فيمكنني القول، أنها باتت من أحد حواسي وصعب العيش بدونها.
ما هي رسالتك لكل إنسان خسر حلمه وطموحه بسبب الانتقاد الذي تعرضوا له؟
عدد كبير من الناس يلجأ لنصيحة مني نظراً لما سبق وذكرته. رسالتي هي التالية: كما وصلت أنا اليوم، كل فرد منكم قادر على الوصول.. أنا اليوم عرفت شغّل مفتاح هو الثقة بالنفس وأستفيد منه لأقصى حد.
الثقة بالنفس واحترام رأي الآخر، ولو كان انتقاد، يوصل للناجح والتقدم. هذا هو المفتاح، وهو موجود عند كل إنسان وعلى كل منا أن يعرف كيف يستغله.