أخبار عربية – واشنطن
حذر باحث أميركي في مقال بصحيفة “نيوزوويك”، من أن قطر تعمل على استمالة صناع القرار في واشنطن، والتأثير في سياسة البيت الأبيض، مشيراً إلى أن الدوحة تستخدم وكلاء وجماعات ضغط لتحقيق تلك الغاية.
وبحسب تقرير الصحيفة الأميركية، تسعى قطر لاستمالة صناع القرار في واشنطن، المؤدين للرئيس دونالد ترمب والمعارضين له.
وطالما اعتمدت الدوحة استراتيجية “اللعب على الحبلين” في معظم سياساتها الخارجية، فهي تقيم العلاقات مع إسرائيل وتدعم حركة “حماس” الفلسطينية في آن واحد، كما تستضيف قاعدة أميركية تنطلق منها معظم العمليات ضد التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تدعم علناً وسراً جماعات متطرفة مثل “طالبان” في أفغانستان و”جبهة النصرة” في سوريا و”الإخوان المسلمين” في مصر.
وأوضح مقال “نيوزوويك” أن قطر تجند لهذه الغاية جيشاً من الوكلاء وجماعات الضغط، وتنفق ملايين الدولارات، في ظل استمرار مقاطعة رباعي الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية ومصر والإمارات والبحرين).
حرب ذهنية
وقال إن الدوحة شنت خلال السنوات الماضية “حرباً ذهنية مكثفة ومكلفة”، لكسب قلوب وعقول المحافظين الجمهوريين.
كما أشارت “نيوزويك” إلى أنه على الرغم من كون قطر “مُصدّرا رئيسياً للأفكار المتطرفة، والراعي الرسمي لتنظيم الإخوان المسلمين، فإن إغراء ثروتها مكّنها من شراء بعض المؤيدين”.
وذكر التقرير أن معهد قطر الأميركي، الذي يتخذ من هيوستن مقراً له، سجل أوراقه مؤخراً كوكيل أجنبي، بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب.
ووفقاً للملفات المقدمة إلى وزارة العدل الأميركية، يسجل المعهد “موكله الأجنبي” على أنه دولة قطر.
ورغم أنه مسجل كمعهد بحثي مستقل وغير ربحي، كشف التقرير أنه تلقى أكثر من 5 ملايين دولار من سفارة الدوحة في واشنطن العام الماضي.
وبعد تتبع طرق إنفاق تلك الأموال، توضح الإيصالات أنها صرفت على مجموعة واسعة من المؤثرين على قرارات الإدارة الأميركية.
ووفقاً للكاتب، لم تدفع قطر فقط لمؤيدي ترمب، للتأثير على السياسة الأميركية نيابة عنها، لكنها سعت أيضاً للوصول إلى معارضين بارزين له.
دعوى قضائية “غير مسبوقة” ضد قطر في أميركا
وفي سياق متصل، أقام محام أميركي دعوى قضائية ضد قطر في الولايات المتحدة، بسب تمويل الدوحة جماعات إرهابية أدت هجماتها إلى مقتل أميركيين وإسرائيليين، وفقما ذكرت وسائل إعلام أميركية، الخميس.
وجاء في تفاصيل الدعوى التي قدمها المحامي الأميركي ستيفن بيرل نيابة عن أسر القتلى، الأربعاء، في نيويورك، أن “قطر قدمت تمويلاً سرياً للعديد من الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة أميركيين وإسرائيليين”.
وبحسب صحيفة “واشنطن فري بيكون” الأميركية، فقد قدمت عدة مؤسسات مالية قطرية يسيطر عليها إلى حد كبير حاكم البلاد تميم بن حمد آل ثاني، ملايين الدولارات إلى حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتين.
وتصنف الولايات المتحدة الحركتين على أنهما منظمتان إرهابيتان، وقد شنتا عدة هجمات أدت إلى مقتل مواطنين أميركيين، وفقاً للدعوى القضائية التي وصفتها وسائل إعلام أميركية بأنها “غير مسبوقة”.
“التبرعات الخيرية”
وأشارت الدعوى إلى أن مؤسسات قطرية، من بينها “قطر الخيرية”، استخدمت النظام المصرفي الأميركي لتمويل هذه الجماعات بشكل غير قانوني، واستغلت الجماعات بدورها الأموال في شن هجمات ضد أميركيين وإسرائيليين.
وأوضحت الدعوى القضائية التي رفعها بيرل، الذي ترافع في العديد من قضايا الإرهاب، أن “قطر الخيرية” تعد أكبر الداعمين لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، وقدمت لهما تمويلاً بالدولار الأميركي تحت غطاء “التبرعات الخيرية”.
وقال بيرل لصحيفة “واشنطن فري بيكون”: “بالإضافة إلى محاسبة أولئك الذين مولوا الإرهاب، فإن هذه القضية يجب أن تكون رادعاً قوياً للآخرين الذين قد يفكرون في أنشطة مماثلة”.
ومن بين المدعين في القضية، التي تم تقديمها بموجب قانون مكافحة الإرهاب الأميركي، عائلة تايلور فورس، وهو عسكري أميركي مخضرم قتل على يد حركة “حماس” عام 2016.
وتستهدف الدعوى الأميركية تحديداً مؤسسة “قطر الخيرية”، التي أنشئت عام 1992 تحت اسم العمل الخيري، لكنها تعمل “كمصدر تمويل رئيسي للإرهابيين الدوليين”، ويعتقد أنها كانت مصدراً رئيسياً لتمويل زعيم تنظيم “القاعدة” السابق أسامة بن لادن.
وبحسب الدعوى القضائية، فقد عملت “قطر الخيرية” مع مصرف الريان وبنك قطر الوطني، اللذين يسيطر عليهما أفراد من العائلة الحاكمة، لإرسال ملايين الدولارات إلى “حماس”.
ويخضع مصرف الريان حالياً للتحقيق في المملكة المتحدة، بسبب مساعدته “قطر الخيرية” في إرسال الأموال إلى حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في فلسطين.
وأشارت الدعوى إلى أنه بين مارس وسبتمبر 2015، وزعت “قطر الخيرية” ما لا يقل عن 28 مليون دولار أميركي على شركات تابعة للحركتين الفلسطينيتين، فيما ساعدت هذه الأموال في تنفيذ 6 هجمات على الأقل بين عامي 2014 و2016.
كيل الاتهامات لمعارضي “اللوبي الإخواني”
وفي مايو الماضي، تعرض المستشار السابق للرئيس الأميركي من أصل لبناني، وليد فارس، إلى هجمة واسعة من قبل “اللوبي الإخواني” الممثل في منظمات ورجال أعمال وصحف داخل الولايات المتحدة، بسبب موقفه المعاد للجماعة.
وزعمت صحيفة “نيويورك تايمز” أن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ومكتب المحقق الخاص روبرت مولر حققا فيما إذا كان فارس “عمل سراً لصالح الحكومة المصرية” للتأثير على الإدارة الأميركية في الأشهر التي سبقت تولي دونالد ترمب منصبه الرئاسي.
مع أن “نيويورك تايمز” أكدت أن مجموعة مولر لم تتهم فارس بأي عمل خاطىء. كما أنها كتبت في بداية المقال إن “مصدراً مصرياً” كان قد بعث بهكذا اتهامات للاستخبارات الأميركية وتبين أنها لم تكن صحيحة. ويعتقد البعض أن هذا المصدر “إخواني”.
وعلق فارس حينها على مقال “نيوريوك تايمز” ضده، قائلاً إن الأمر أكبر من تلك الصحيفة. وأضاف أن قناة “الجزيرة” القطرية نشرت فيديو موجه ضده، مشيراً إلى أن “البداية كانت عندما انتصر الرئيس ترمب في انتخابات عام 2016 ويوم الانتصار بدأت الجزيرة نشر مقالات ضدي”.
وتابع قائلاً إن جماعة “الإخوان المسلمين” قاموا بحملة شرسة ضده حتى لا يتقلد أي منصب في الإدارة الأميركية، موضحاً أنه كان دائماً يقف في مواجهة المتطرفين في مصر.