أخبار عربية – بكين
قررت الصين فرض الحجر الصحي بحكم الأمر الواقع، على مدينة ثانية، لتعزل بذلك أكثر من 18 مليون مواطن، بهدف منع انتشار وباء كورونا المستجد الذي دفع السلطات حول العالم لاتخاذ تدابير وقائية طارئة.
وأعلنت بلدية هوانغانغ أن حركة القطارات ستتوقف في المدينة، التي يقطنها 7.5 مليون نسمة، والواقعة على بعد 70 كيلومتراً نحو شرق ووهان، حتى إشعار آخر في نهاية النهار.
وعزلت السلطات الصينية أكثر من 11 مليون مواطن، الخميس في مدينة ووهان، في محاولة وقف تفشي فيروس جديد قاتل أصاب المئات، وانتشر في مدن عدة، ودول أخرى، خلال عطلة السنة القمرية الجديدة، التي تشهد ازدحاماً في السفر داخل وخارج الصين.
وقامت فرق من الشرطة وقوات التدخل السريع والأمن بإغلاق محطة قطارات ووهان، حيث سمح للركاب الذين يحملون تذاكر سفر فقط بدخول المحطة.
وفي تمام الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت الصين سدت القضبان المعدنية مدخل المحطة، ليعود المسافرون أدراجهم، وهم يشكون من أنهم لا يملكون ملجأ آخر يمكنهم الذهاب إليه.
كما أعلنت كوريا الشمالية عزمها إغلاق حدودها أمام السياح كإجراء وقائي لمنع وصول الفيروس من الصين المجاورة، وفق ما أعلنت وكالة سفر، الأربعاء.
وظهرت الأمراض الناجمة عن فيروس كورونا الذي تم التعرف عليها مؤخراً للمرة الأولى في ووهان الشهر الماضي، وكانت غالبية الحالات، التي بلغت 571 حالة، في الصين.
بيد أنه تم اكتشاف حالات أخرى في تايلاند والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. وتم تأكيد حالة واحدة في إقليم هونغ كونغ الصيني الجنوبي، بعد تأكيد حالة واحدة في ماكاو، وكان معظمهم من ووهان أو سافروا مؤخراً إلى هناك.
وتوفي 17 شخصاً، جميعهم في ووهان والمناطق المحيطة بها. وكان متوسط عمر الضحايا 73 عاماً، وأكبرهم سناً يبلغ من العمر 89 عاماً وأصغرهم 48 عاماً.
إجراءات دولية
وعززت المطارات على مستوى العالم فحص الركاب القادمين من الصين. ورجح المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها فيتقييم للمخاطر انتشار الفيروس بدرجة أكبر على مستوى العالم.
وقالت الوزيرة البريطانية المعنية بقطاع الأعمال أندريا ليدسوم، اليوم الخميس، إن انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين يمثل مصدر قلق كبير للعالم.
واتخذ العديد من البلدان في الشرق الأوسط تدابير وقائية في المطارات لفحص المسافرين القادمين من الصين عبر أنظمة الكشف الحراري.
وأعلنت مطارات دبي وأبوظبي والقاهرة، عن تفعيل إجراءات فحص المسافرين.
إرشادات للمسافرين
ونشرت منظمة الصحة العالمية، على موقعها، بعض الاحتياطات التي يجب على المسافرين أخذها بعين الاعتبار لحماية ووقاية أنفسهم من “كورونا”.
وقالت المنظمة العالمية إن احتمالات وطرق انتقال هذا الفيروس ما تزال غير واضحة، مشيرة إلى أنه من شأن تقليل خطورة الإصابة بالالتهابات التنفسية الحادة أثناء السفر إلى مناطق متضررة بالمرض (مدينة ووهان حالياً) أن يكون أمراً رشيداً.
ونصحت المنظمة بتجنب مخالطة المصابين بالتهابات تنفسية حادة وحيوانات المزارع أو الحيوانات البرية مخالطة حميمة، إلى جانب المواظبة على غسل اليدين مراراً وتكراراً.
كما جرى التشديد على ضرورة تزويد الممارسين في مجال الصحة وسلطات الصحة العمومية المسافرين بمعلومات تقلل خطورة إصابتهم عموماً بالالتهابات التنفسية الحادة عن طريق الاستعانة بالعيادات الصحية والوكالات المعنية بشؤون السفر.
ما علاقة “الكوبرا الصينية”؟
وبحسب ما أوردت شبكة “سي أن أن” الأميركية، الخميس، يرجح العلماء أن تكون أفعى كرايت أو ما تعرف بـ”الكوبرا الصينية” السبب الرئيسي في تفشي المرض المميت أحياناً، وتخطى حدود الصين.
وتعيش الكوبرا الصينية في وسط الصين وجنوبها، وفي جنوب شرق آسيا، وتعرف بسميتها الشديدة.
وتم الإبلاغ عن فيروس كورونا في أواخر ديسمبر عام 2019 في مدينة ووهان، التي تقع وسط الصين، قبل أن ينتشر الوباء في أرجاء عدة في البلاد، ويعزز هذا الأمر فرضية أن مصدر الفيروس هو الكوبرا الصينية.
وعمد علماء في الصين إلى فحص عينات من مرضى كورونا، من أجل تقصي كيفية وصوله إليهم.
وحللوا رموز البروتين المرتبطة بفيروس كورونا البشري، وقارنوها برموز البروتين في فيروسات كورونا الموجودة في الحيوانات، ليجدوا أن الرموز متطابقة في تلك الموجودة في العثابين.
وأشارت تقارير محلية في الصين إلى أن ثعابين ميتة بيعت في سوق للمأكولات البحرية بمدينة ووهان، وخلال أقل من شهر على تفشي الفيروس.