أخبار عربية – واشنطن
تداولت الصحافة العالمية، الخميس، فيديو يظهر لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية في إيران وتناثر حطامها المحترق على الأرض.
وأظهر فيديو آخر متداول على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة إصابة الطائرة الأوكرانية بصاروخ في سماء طهران.
ويظهر الفيديو، الذي يبدو أن أحداً التقطه بكاميرا هاتفه المحمول، كرة مشتعلة تسقط من السماء بسرعة كبيرة، ثم ترتطم بالأرض محدثة انفجاراً هائلاً.
وكان رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، أعلن مساء الخميس، إن “الأدلة تشير إلى أن صاروخاً إيرانياً أسقط طائرة الركاب الأوكرانية، وربما كان الحادث غير مقصوداً”.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إنه يعتقد أن شخصاً ما ارتكب خطأ أدى إلى إسقاط الطائرة الأوكرانية في طهران، فيما قال مسؤولون أميركيون إنهم واثقون بأن صاروخاً إيرانياً موجهاً قد أسقط الطائرة.
وصرح ترمب في مؤتمر صحافي، الخميس: “لدي شكوك بشأن تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران، وربما شخص ما ارتكب خطأ”.
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة “رويترز” نقلاً عن مسؤولين أميركيين قولهم “إنهم على ثقة بأن الطائرة أُسقطت بصاروخ إيراني استناداً إلى بيانات أقمار صناعية ومسؤولين بالحكومة”.
بدورها، نقلت مجلة “نيوزويك” عن مصادر استخباراتية أميركية أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض – جو من طراز “روس إم – 1” روسي الصنع، والمعروف لدى “الناتو” باسم “Gauntlet”.
وأوضح المصدر أن الطائرة الأوكرانية ربما تكون قد أسقطت عن طريق الخطأ باعتبار مضادات الطيران الإيرانية كانت مفعلة في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنه الحرس الثوري على مواقع عسكرية عراقية تضم جنوداً أميركيين، والذي جاء رداً على مقتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني الأسبوع الماضي.
وقد طالبت بريطانيا وكندا طهران بإجراء تحقيق شفاف بشأن الحادثة، خاصة وبعد رفض طهران تسليم الصندوقين الأسوديين لشركة بوينغ أو أميركا لفحص البيانات الواردة فيهما.
بريطانيا منزعجة
وذكرت مصادر في مجلس الوزراء البريطاني أن لندن منزعجة من تقارير تتحدث عن احتمال إسقاط إيران للطائرة الأوكرانية بصواريخ.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون إن بريطانيا تريد تحقيقاً نزيهاً في حادث تحطم الطائرة وذلك عقب اتصال هاتفي بين جونسون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ونقل المتحدث عن رئيس الوزراء تأكيده على ضرورة “إجراء تحقيق كامل ونزيه في ملابسات الحادث”.
وعندما سئل عن تقارير عن أسباب التحطم أشارت إلى ضربة صاروخية أو عمل إرهابي، قال المتحدث: “لا أتكهن لكن التقارير التي سمعناها مقلقة للغاية”.
كندا تطالب بالمشاركة
وفي سياق، متصل، أجرى وزير الخارجية الكندي اتصالاً نادراً مع نظيره الإيراني للتشديد على رغبة بلاده في التحقيق في تحطم الطائرة التي كان على متها 63 مسافراً كندياً.
وبحسب البيان الصادر عن الخارجية الكندية، فقد “شدد الوزير على الحاجة إلى سرعة السماح لمسؤولين كنديين بدخول إيران لتقديم خدمات قنصلية والمساعدة في تحديد هوية الضحايا والمشاركة في التحقيق في التحطم”.
وأردف البيان: “لدى كندا والكنديين أسئلة كثيرة ستحتاج إلى الإجابة عنها”.
وتحدث الوزيران في وقت متأخر من مساء الأربعاء، لكن البيان صدر اليوم الخميس. وتجدر الإشارة إلى كندا لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إيران منذ 2012.
“تحقيق أولي”
وكان تقرير أولي لمحققين إيرانيين قد أفاد بأن النار اشتعلت في الطائرة قبيل تحطمها جنوب غربي طهران.
وأورد تقرير هيئة الطيران المدني الإيرانية إفادات شهود على الأرض وفي طائرة أخرى كانت تحلق على ارتفاع عال قالوا إن النيران اندلعت في الطائرة أثناء تحليقها.
وأضاف التقرير أن الطائرة، وعمرها ثلاث سنوات والتي أجريت أحدث صيانة لها يوم الاثنين، واجهت مشكلة فنية بعد فترة وجيزة من إقلاعها وبدأت في التوجه إلى مطار قريب قبل تحطمها.
ولم يحدد التقرير نوع المشكلة الفنية وقال إن الطيار لم يجر اتصالاً لاسلكياً والطائرة اختفت من على شاشات الرادار وهي على ارتفاع 2440 متراً.
في المقابل، قال أولكسي دانيلوف، أمين عام مجلس الأمن الوطني الأوكراني، إن المحققين الأوكرانيين يريدون البحث في احتمال وجود حطام صاروخ روسي في موقع تحطم الطائرة بعد الاطلاع على معلومات على الإنترنت.
وكتب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إن كييف تدرس عدة أسباب محتملة لتحطم الطائرة بما في ذلك هجوم صاروخي أو تصادم أو انفجار محرك أو عمل إرهابي.
وطلب الرئيس الأوكراني في تصريحات بثها التلفزيون الكف عن التكهن ونظريات المؤامرة والتقييمات المتعجلة فيما يتعلق بتحطم الطائرة، موضحاً أنه سيتحدث هاتفياً مع الرئيس الإيراني لتعزيز التعاون من أجل معرفة سبب التحطم.
التعرف على الجثث
وذكر التقرير الإيراني أن الطائرة أقلعت من مطار طهران في الساعة 6:12 صباحاً بالتوقيت المحلي أمس الأربعاء وحصلت على إذن بالتحليق على ارتفاع 26 ألف قدم. وتحطمت بعد ست دقائق قرب بلدة صباشهر.
وتابع التقرير أن الجثث والأشلاء التي انتشلت من موقع التحطم نقلت إلى مكتب الطب الشرعي لتحديد هويات أصحابها.
وتناثر الحطام والمتعلقات ومنها أحذية وملابس في أحد الحقول حيث تحطمت الطائرة أمس الأربعاء وانتشل عمال إنقاذ يرتدون كمامات عشرات الجثث.
وكان على متن الطائرة 146 إيرانياً وعشرة أفغان و11 أوكرانياً وخمسة كنديين وأربعة سويديين، وفقاً للتقرير الذي أشار إلى أن البعض ربما يحمل جنسية مزدوجة.
وكانت السلطات الأوكرانية قالت إن الطائرة كانت تقل 82 إيرانياً و63 كندياً و11 أوكرانياً.
ويشيع استخدام مسار الطائرة من طهران إلى تورونتو عبر كييف بين الكنديين من أصل إيراني الذين يزورون إيران في ظل غياب رحلات مباشرة.