أخبار عربية – دمشق
انسحبت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، الأحد، بشكل كامل من مدينة رأس العين الحدودية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تنفيذاً لاتفاق تركي أميركي لوقف إطلاق النار ينص على انسحاب مقاتليها من منطقة حدودية.
وينص الاتفاق على انسحاب تلك القوات من منطقة بعمق 32 كلم لم يحدد طولها. وأكدت قوات سوريا الديمقراطية، السبت، أنه بمجرد السماح لمقاتليها بمغادرة رأس العين، ستسحب قواتها من منطقة تمتد بين رأس العين وتل أبيض بطول نحو 120 كلم، لكن أنقرة تصر على انسحاب المقاتلين الأكراد من منطقة بطول 440 كلم من الحدود العراقية إلى نهر الفرات.
احتلال رأس العين
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن القوات التركية والفصائل الموالية لها، احتلت مدينة رأس العين بريف الحسكة، بعد انسحاب مجموعات من قوات سوريا الديمقراطية من المدينة.
وفي وقت سابق، غادرت قافلة تضم سيارات إسعاف وشاحنات تقل مقاتلين من “قسد”، مدينة رأس العين المحاصرة من القوات التركية وفصائل سورية موالية لها شمال شرقي سوريا.
وذكر مراسل وكالة “فرانس برس”، أن خمسين سيارة على الأقل، بينها سيارات إسعاف، غادرت مستشفى في المدينة، يشكل خط تماس بين القوات التركية وحلفائها من جهة، وبين قوات سوريا الديمقراطية من جهة ثانية، لافتاً إلى أن ألسنة النيران تصاعدت من المستشفى بعد وقت قصير من انطلاق القافلة.
وكانت موفدة قناة “العربية” نقلت عن مصدر في قوات سوريا الديمقراطية بأن تركيا خرقت وقف النار في شمال سوريا، مرجحة انهيار اتفاق وقف النار مع الجانب التركي.
فيما أكد قيادي بارز في قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية، أن قواتها ستنسحب من المنطقة الحدودية مع تركيا، بموجب الاتفاق المبرم بين أنقرة وواشنطن.
وأعلن ريدور خليل لوكالة “أسوشيتد برس” أمس السبت، أن “قسد” ستسحب مقاتليها من المنطقة الحدودية بطول 120 كلم الممتدة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض وبعمق 30 كلم إلى داخل الأراضي السورية.
ولفت المسؤول إلى أن الانسحاب سيبدأ عقب سماح تركيا لـ”قسد” بإجلاء مقاتليها والمدنيين من مدينة رأس العين المحاصرة، مؤكداً أن الإجلاء الجزئي من المدينة قد جرى أمس السبت، بعد إرجائه مراراً وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، وثمة خطة لإكمال عملية الإجلاء اليوم الأحد إن لم يحدث هناك تأجيل جديد.
القواعد الأميركية
وانسحبت القوات الأميركية، الأحد، من أكبر قواعدها العسكرية في شمالي سوريا، تنفيذاً لقرار واشنطن الأخير بسحب نحو ألف جندي من تلك المنطقة، وفق مراسل “فرانس برس” وصور بثتها الوكالة.
وشاهد المراسل أكثر من 70 مدرعة وسيارة عسكرية ترفع العلم الأميركي، وتعبر مدينة تل تمر في محافظة الحسكة، بينما كانت مروحيات برفقتها تحلق في الأجواء، أثناء الانسحاب من مطار صرين الذي اتخذته القوات الأميركية قاعدة لها.
ويقع المطار على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب مدينة كوباني (عين العرب)، التي كانت في قلب العملية العسكرية التركية على شمال شرقي سوريا، لطرد القوات الكردية وإقامة “منطقة عازلة”.
فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، السبت، أن وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا متماسك بشكل عام.
وقال إسبر للصحافيين، وهو في طريقه للشرق الأوسط، إنه من المتوقع انتقال كل القوات التي تنسحب من شمال سوريا والتي يبلغ عددها نحو ألف جندي إلى غرب العراق لمواصلة الحملة ضد عناصر تنظيم “داعش” و”للمساعدة في الدفاع عن العراق”.
كما لفت إلى أن “الانسحاب الأميركي ماضٍ على قدم وساق من شمال شرق سوريا. إننا نتحدث عن أسابيع وليس أياماً”.
وأضاف أن “الخطة الحالية هي إعادة تمركز تلك القوات في غرب العراق”، والتي قال إن عددها يبلغ نحو ألف فرد.