أخبار عربية – بيروت
بعد التصعيد الذي شهده جنوب لبنان، الأحد، بين “حزب الله” وإسرائيل، عاد الهدوء الحذر إلى جانبي الحدود، رغم اختراق جوي إسرائيلي جديد.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن طائرة استطلاع إسرائيلية مسيرة حلقت فوق جنوب لبنان ليلاً.
كما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية اللبنانية أن إسرائيل أطلقت صباح الاثنين، منطاداً تجسسياً، مقابل منطقة العاصي في بلدة ميس الجبل المحاذية للحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأعلنت الوكالة أيضاً أن الجيش الإسرائيلي استأنف عمليات حفر ورفع السواتر الترابية قرب طريق عسكرية محاذية لمنطقة حدودية، جنوب لبنان.
ويسود هدوء حذر في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، ولا مؤشرات على تصعيد جديد بين إسرائيل و”حزب الله”، بعد المواجهات التي اندلعت الأحد ولم تتجاوز الساعتين.
هجوم جديد
في حين توقعت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن يكرر أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله، توجيهَ ضربة لإسرائيل تنفيذاً لرغبة قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني.
وقالت الصحيفة إن نصرالله ربما سيرسل مقاتلين لتنفيذ هجوم جديد على أمل دفع ثمنٍ بالدم، وذلك انتقاماً من إسرائيل التي أحبطت هجوماً إيرانياً بطائرات بدون طيار على مرتفعات الجولان.
إلى ذلك، أوضحت أن ضربات “حزب الله” لم تسجل إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين، لأن قادة الجيش توقعوا ما سيفعله نصرالله بعد هجوم الطائرتين المسيرتين.
واشنطن: مثال آخر على دور وكلاء إيران
أما على صعيد التعليقات والردود على التوتر في جنوب لبنان، فقد أعربت الخارجية الأميركية، مساء الأحد، عن قلقها من تصعيد التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل، بعد تبادل القصف بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي.
وأكدت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تدعم بالكامل “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” بوجه الصواريخ التي أطلقها “حزب الله” على قاعدة إسرائيلية في منطقة حدودية.
وأضافت: “على حزب الله أن يمتنع عن أعمال معادية من شأنها تهديد أمن لبنان واستقراره وسيادته… هذا الأمر هو مثال آخر على دور وكلاء إيران المزعزع للاستقرار، عبر تقويض السلام والأمن في المنطقة”.
الجامعة العربية: انفراد القرار ليس لصالح لبنان
عربياً، أعلن مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن الأمين العام أحمد أبو الغيط يتابع بقلق وانزعاج تطورات تبادل إطلاق النار في المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل، مؤكداً أن انفراد جهة أو فصيل باتخاذ قرارات مصيرية متعلقة بالحرب هو أمرٌ لن يصب في صالح الدولة اللبنانية أو الشعب اللبناني، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وأكد أبو الغيط تضامن الجامعة العربية الكامل مع الدولة اللبنانية في مواجهة أية اعتداءات تتعرض لها، وشدد على أن الانزلاق نحو المواجهات العسكرية قد يخرج بالوضع عن السيطرة، وحمل المجتمع الدولي مسؤولية ضبط ردود الأفعال الإسرائيلية التي قد تدفع بالأمور نحو مزيد من التصعيد لأغراض انتخابية داخلية.
وأوضح المصدر المسؤول أن “الحفاظ على مصداقية مؤسسات الدولة اللبنانية أمام المجتمع الدولي يجب أن يُمثل أولوية متقدمة في هذا الظرف الدقيق، وانفراد جهة أو فصيل باتخاذ قرارات مصيرية متعلقة بالحرب هو أمرٌ لن يصب في صالح الدولة اللبنانية أو الشعب اللبناني في عمومه”.
وكانت إسرائيل أعلنت، الأحد، أنها قصفت مناطق في جنوب لبنان بعد إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه أراضيها، فيما أعلن “حزب الله” تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في مستوطنة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، وذلك بعد أسبوع من اتهامه إسرائيل بشن هجوم بطائرتين مسيرتين في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت وقتل اثنين من عناصره في غارة على سوريا.