“حميميم” و”طرطوس”: “مسمار” روسيا في “المياه الدافئة”!

منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، فكّكت روسيا قواعدها العسكرية في مختلف أنحاء العالم، أنهت انتشارها العسكري خارج حدود روسيا الاتحادية.

إلا أنها احتفظت بقاعدة طرطوس البحرية باعتبارها المنفذ الروسي إلى “المياه الدافئة”، ثم أنشأت في العام 2015 قاعدة “حميميم” الجوية في منطقة اللاذقية.

وتعتبر هاتان القاعدتان العسكريتان “مسمار” موسكو لحضورها العسكري والسياسي في الشرق الأوسط وفي حوض البحر الأبيض المتوسط .

ومع التغييرات السريعة في المشهد السياسي والعسكري في سوريا، بدأت الأسئلة حول مصير قاعدتي طرطوس وحميميم.

قاعدة طرطوس البحرية

تأسست قاعدة طرطوس البحرية في العام 1971 بموجب اتفاقية بين الرئيس الراحل حافظ الأسد والاتحاد السوفياتي، وكانت آنذاك القاعدة البحرية الوحيدة للإتحاد السوفياتي في البحر المتوسط.

وتتمتع القاعدة بأهمية استراتيجية، حيث تمثل منشأة أساسية لتزويد السفن الروسية بالإمدادات والإصلاحات. كما توفر نقطة انطلاق للسفن الروسية في مياه البحر المتوسط، دون الحاجة إلى المرور عبر المضائق التركية للوصول إلى القواعد الروسية في البحر الأسود.

وفي عام 2010، بدأت موسكو تعزيز قدرات القاعدة ضمن خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة إحياء النفوذ الروسي.

وفي عام 2015، تزايد النشاط الروسي في القاعدة مع تدخل موسكو لدعم الرئيس السابق بشار الأسد، ما شمل تحديث المرافق وتمكينها من استقبال السفن الحربية الكبرى.

وبالرغم من السرية التي تحيط بعدد الجنود الروس في القاعدة، تشير تقارير إلى وجود حوالي 1700 عنصر فيها عام 2015. وتشهد القاعدة مناورات عسكرية دورية، كان آخرها في مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024.

قاعدة “حميميم” الجوية

استخدمت روسيا قاعدة حميميم منذ عام 2015 كنقطة انطلاق رئيسية لعملياتها الجوية في سوريا. وقد أدت الطائرات الروسية المنطلقة من هذه القاعدة دورا رئيسيا في قصف المدن الخارجة عن سيطرة النظام.

وتعد هذه القاعدة إحدى أدوات روسيا الرئيسية لتعزيز الوجود الروسي في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق مصالح موسكو الاستراتيجية.

تتمتع القاعدة بحماية مشددة عبر أنظمة دفاع جوي متطورة تغطي مناطق واسعة، بما في ذلك الحدود التركية. كما تضم وحدات من الشرطة العسكرية الروسية لضمان الأمن الداخلي للقاعدة.

كانت القاعدة تضم 22 طائرة مقاتلة، و15 مروحية هجومية، بالإضافة إلى طائرات مسيرة، حتى منتصف عام 2023، لكن القاعدة شهدت تخفيضاً كبيراً في العتاد والعديد منذ عام 2022، نتيجة تحويل الموارد الروسية إلى جبهة أوكرانيا.

وتشكّل القاعدة نقطة عبور رئيسية للمستشارين العسكريين الروس المنتقلين إلى أفريقيا، التي سعت موسكو إلى تعزيز نفوذها فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *