وصف محلل الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي جاكي خوجي مظاهر الترحيب في الإعلام السعودي باغتيال قادة المقاومة في قطاع غزة ولبنان، أنها مشابهة لمظاهر الترحيب في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ورأى أن وسائل إعلام سعودية مثل “الحدث” و”العربية” و”mbc” عبرت في تغطيتها للحرب الإسرائيلية عن موقف الرياض الرسمي من “محور المقاومة”.
وقال خوجي، في مقال نشرته صحيفة “معاريف” العبرية، إنه “من الصعب على أي متابع للإعلام السعودي تجاهل الفرحة الظاهرة في تقاريرهم بعد اغتيال يحيى السنوار وحسن نصر الله ورجالهم”.
وأضاف أنه “كان من الصعب التمييز بين صحف يوم الجمعة الماضي الإسرائيلية وصحيفة عكاظ السعودية”، معتبراً ان “الصحيفة السعودية، مثل الصحف الإسرائيلية، احتفلت برحيل يحيى السنوار، حيث كان العنوان العلوي الرئيسي: إسرائيل ألحقت السنوار بهنية”.
وقال الكاتب الإسرائيلي إن “هذا الاحتفاء من صحيفة سعودية أثار احتجاجاً واسعاً على الإنترنت، حيث استغرب المعلقون بشكل خاص أن السعودية، التي تدعي قيادة العالم العربي والإسلامي، تبدي سروراً بمقتل زعيم عربي مسلم على يد الجيش الإسرائيلي. وعاد مصطلح الصهاينة العرب إلى الظهور، في إشارة إلى العرب المؤيدين لإسرائيل”.
ولم تكن صحيفة “عكاظ” وحدها، فقد بثت قناة “MBC” السعودية تقريراً يسرد عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد أعدائها، بدءا من قيادات “حزب الله” كعماد مغنية وسمير القنطار وحتى السنوار، الذي أشار إليه التقرير بلقب “جزار خان يونس”.
وتكرر الأمر نفسه في صحيفة “الشرق الأوسط” التي نشرت مقالات عديدة تنتقد “حزب الله” و”حماس”، حيث دعا أحد الكتّاب إلى “دفن جثة حزب الله لإنقاذ لبنان”، معتبراً أن “تأخير جنازته سيطيل من معاناة البلاد”، وفقا لما أورده المقال.
واعتبر الكاتب الإسرائيلي، أن “هذه الوسائل الإعلامية التي يملكها أفراد من العائلة المالكة أو رجال أعمال قريبون من القصر الملكي، عبرت عن موقف الرياض الرسمي”، على حد قوله.
ولفت إلى أن وسائل الإعلام السعودية كانت خلال الحرب الإسرائيلية “بمثابة مصدر معلومات حصري لإسرائيل، إذ كانت تنشر أسماء القيادات المستهدفة بعد دقائق من قصفهم، قبل أن تتاح لعائلاتهم فرصة العلم بوفاتهم، ما أتاح لإسرائيل إهانة المقاومة بشكل مضاعف”، على حد قوله.
ووفقاً لما أورده المقال، فإن قنوات مثل “العربية” و”الحدث” أصبحت “جزءاً من هذا التعاون، حيث تعمل هذه القنوات السعودية من دبي، وبتمويل من رجال أعمال سعوديين وخليجيين. وأحيانًا تنضم قناة سكاي نيوز العربية إلى هذا النهج، إلى جانب الصحافة المكتوبة مثل صحيفة الشرق الأوسط”.
الكاتب الإسرائيلي، أشار إلى أن “التعبئة السعودية المذكورة هنا لم تأت بنية مسبقة لخدمة إسرائيل”، معتبراً أنها “طريقة السعوديين للانتقام من محور المقاومة، وهم يتذوقون انتقامهم البارد يومياً وبشكل مستمر”.
ولفت الكاتب الإسرائيلي، إلى أن “الدافع السعودي عميق الجذور في تاريخ العلاقات المتوترة بين السعودية والمحور الإيراني”، حسب تعبيره.
وفي السياق، دعا الكاتب إلى عدم تعليق آمال كبيرة بشأن إمكانية إثمار هذا التوجه السعودي في الإعلام عن تقارب إسرائيلي مع المملكة، مشيرا إلى لقاء أجرته “بي بي سي” مع سفير السعودية في بريطانيا، خالد بن بندر.
وأعرب السفير السعودي عن “تفهمه للصدمة التي مرت بها إسرائيل في السابع من أكتوبر، ولكنه هاجم حكومتها بحدة” مشيراً إلى أن “بعض وزرائها يعبرون عن كراهية وتطرف من النوع الذي تتهم به إسرائيل كلا من حماس وحزب الله”، وفقاً للمقال.
ونقل المقال عن خالد بن بندر، قوله “يبدو أن إسرائيل فقدت السيطرة، فهي تعمل بشكل تكتيكي وربما تحقق أهدافاً يومية، لكن ما هو الثمن؟ قتل 40 ألف شخص لتصفية بعض قادة التنظيم ليس هو الطريق الصحيح”.
وأضاف الدبلوماسي السعودي عند سؤال المذيعة عن فرص التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي: “ولي العهد كان واضحاً في تصريحاته. لقد قال: طالما لم نرَ دولة فلسطينية بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فلا مكان للتطبيع. يجب أن نسعى إلى تطبيع السلام، وليس تطبيع العنف. لا أرى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تسير في هذا الاتجاه”.