فشلت “القوات اللبنانية” في إعطاء “لقاء معراب” صفة “لقاء وطني”، بعد أن غابت قوى سياسية رئيسة وحضر بعضها رمزياً عبر ممثلين. كما أن “لقاء معراب” لم يستطع تقديم نفسه باعتباره لقاء لقوى “المعارضة”، وبالتالي فإن نتائج اللقاء جاءت بلا فاعلية وبيانه الختامي بلا تأثير.
افتتح اللقاء بكلمة لجعجع طلب فيها “الوقوف دقيقة صمت وصلاة على ارواح “الضحايا الذين قضوا في الحرب الدائرة في لبنان”، و”من أجل شفاء الجرحى والمصابين، من اجل بلسمة عذابات النازحين والمنكوبين، ومن اجل الذين فقدوا احباء واجبروا تحت وابل القصف على الانسلاخ عن بيوتهم وقراهم، ومن اجل طفولة ابناء لبنان وبناته وحقهم في العيش في وطن يضمن حقوقهم، ومن اجل انتهاء الحرب ونزيف الدم واحلال السلام وقيام دولة ومن اجل انقاذ لبنان”.
وبعد الانتهاء من المناقشات والحوارات بين المشاركين حول الوضع العام المأساوي، شُكلت لجنة لصياغة البيان الختامي تألفت من النائبين جورج عدوان، وأشرف ريفي، النائب السابق ايلي ماروني، العميد المتقاعد خالد حمادة والإعلامي أحمد عياش.
وتلا جعجع البيان الختامي وجاء فيه: “نلتقي اليوم بعد أن بات واضحا لنا أن لبنان كسفينة تغرق لا ربّان لها ولا دفة ويمر لبنان بأصعب أيام وأُدخل في أتوب حرب جديدة ارتفعت وتيرتها تدريجياً مع اشتداد الدمار والنزوح وتقضي على البشر والحجر ما سبب ضرراً كبيراً للبنانيين”.
وأضاف: “أكثر ما يؤلمنا وجود أكثر من مليون لبنانيّ مهجراً من أرضه وعائلات أرغمت على ترك بيوتها وأرزاقها وتفترش الشوارع وأطفال تشتاف لدفء سريرها”.
وأشار إلى أنه “بعد مراعاة الظروف الإنسانية لا بد من وقوف وقفة وطنية فالشعب اللبناني يستحق أن يعيش الحياة الكريمة بلا أن يبقى هاجس الحروب مسلطاً عليه، وفي هذه المرحلة المطلوب استعادة الدولة في ظل انهيار الهيكل على رؤوس الجميع والهيمنة على قرار الحرب في لبنان”. وأردف: “في ظل هذا الوضع المأساوي المطلوب مقاربة تقدم الحلول المستدامة، فتراكم أنصاف الحلول لن يؤدي إلى ما يؤدي إلى ما ادى إليه وأثبتت التجارب بألا استقرار بلا بناء دولة”.
كما شدّد على أنه “لا ثقة للمجتمع الدولي والعربي بالمنظومة الحاكمة اليوم المتربصة بالدولة والتي لا تحرك ساكناً لمساعدة لبنان من خلال مبادرات عديدة، وأمام كل ما يعيشه الشعب اللبناني في وضع منكوب ودولة غير موجودة لا بد من مبادرة وخارطة طريق نحدد من خلالها خارطة طريق لوقف النزيف والمعاناة والحاجة الملحة أولاً التوصل إلى وقف لإطلاق النار الذي يضع حداً للكارثة التي يعيشها شعبنا”.
وختم جعجع بالقول: “لم يبق لنا إلا الذهاب لانتخاب رئيس للجمهورية يطبق الدستور ويحترم القوانين ورئيس يتعهد مسبقاً بتطبيق القرارات الدولية 1559 1680 و1701 كما بنود اتفاق الطائف، ويجب لإنتخاب رئيس يتعهد بأن القرار الاستراتيجي لن يكون إلا للدولة وإعطاء الجيش اللبناني كل الصلاحيات اللازمة ورئيس خارج كل السياسات الفاشلة ومشهود له بالاستقامة والوطنية وبعدها استشارات نيابية ملزمة وانتخاب رئيس للحكومة وتشكيل حكومة”.