نعى الرئيس حسان دياب، الرئيس سليم الحص، وقال في بيان: “لا يمكن وداع الرئيس الدكتور سليم الحص من دون ذرف دمعة على الرجل الذي شكّل ظاهرة في الحكم والسياسة في لبنان، وكان عن حق وواقع ضمير لبنان الذي بقي صامداً أمام المغريات السياسية والشعبوية والمالية، ولم يستسلم للأمر الواقع ولم يسلّم به، ودفع ثمن ما يؤمن به، وانكفأ عندما وجد نفسه عاجزاً عن مواجهة منظومة الفساد التي تسلّحت بقدرات جعلتها أقوى من الدولة، بل جعلتها الدولة، بحماية مظلّة فساد تتشعب أسقفها داخل لبنان وتتمدّد خارجه، والتي ما تزال تمسك بمفاصل البلد، وتتحكم بمصيره، وتسببت بانهيار مالي لطالما حّذر منه الرئيس الحص وحاول مواجهته بما يمتلك من منطق علمي وبسلوك رجل الدولة الذي لا يقيم وزناً لأي مصلحة طائفية أو مذهبية أو حزبية أو شخصية”.
وأضاف: “لقد كان الرئيس الحص نبراساً، وقد شكّل بالنسبة الي، كما للكثير من اللبنانيين، نموذجاً يحتذى في السلوك السياسي وممارسة الحكم، من أي موقع، سواء في الشأن الخاص أو العام، لكن المفاهيم التي أرساها شكّلت خريطة طريق لمنطق الدولة العادلة القادرة التي ترعى شؤون اللبنانيين بمعيار الانتماء إلى الوطن ومن دون منطق المحسوبيات.
وقال: “صحيح أن الرئيس الحص اختار طوعاً الانكفاء السياسي، قبل أن توافيه المنية، لكن القيم التي أرساها، والمفاهيم التي كرسها، والسلوكيات التي اعتمدها، والأخلاق التي تمتع بها، ونظافة الكف التي حافظ عليها، ومنطق الدولة الذي وضعه، ستبقى منارة للبنانيين الطامحين لقيام الدولة العادلة ومواجهة الفساد الممسك بمفاصل الدولة، وستبقى لي شخصياً، ولكل من يريد أن يعمل في الحقل العام بمفاهيم سليم الحص، مبادئ لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها”.
وختم دياب: “رحم الله رجل الدولة، وضمير لبنان الرئيس الدكتور سليم الحص”.