كشفت معلومات أن القوات الأميركية نفذّت عملية “تقييم استطلاعي” في سماء لبنان، عبر تفعيل برنامج “السطع الجوي”، بهدف تقدير قدرات الرد الردعي لدى “حزب الله”، في حال نفّذ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً كبيراً على لبنان يتجاوز قواعد الاشتباك الحالية، القائمة منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر.
وأكد خبير عسكري أردني بارز أن الاستطلاعات العسكرية التي نفذتها القوات الأميركية مؤخراً، بهدف مساعدة كيان الاحتلال الإسرائيلي إذا ما اندلعت مواجهة عسكرية مفتوحة مع “حزب الله”، لم تقدّم فيما يبدو “إجابات حاسمة” على السؤال العسكري الأساسي الذي يتردد صداه الآن في الولايات المتحدة وفي الكيان الإسرائيلي.
وشدد الفريق قاصد محمود، وهو أحد أبرز الخبراء العسكريين المتقاعدين في الأردن، على أن المسألة لا تتعلق بـ”قدرة إسرائيل الواضحة على ضرب وإيذاء قوات حزب ألله أو لبنان، لأن ذلك ثابت ومعروف ومؤكد. ولكن الأهم هو توثق الإسرائيليين والأميركيين من قدرة حزب الله على الرد بإيذاء مماثل”.
ونقلت صحيفة “القدس العربي” عن الفريق قاصد محمود أن السؤال الأساسي هو: “هل لدى غرفة العمليات العسكرية الأميركية والإسرائيلية، تصورات محددة مطمئنة، بأن حزب الله لا يملك إمكانات الرد المؤذي، حتى بعد التوثق من توجيه ضربات قوية له؟”.
ورأى الخبير العسكري بأن واشنطن أسست لخطوتين للإجابة على السؤال، فقد أرسلت مبعوثها إلى بيروت مباشرة ونفذت ما يمكن وصفه بعمليات “استطلاع جوي سطعية” عميقة للغاية، وتفصيلية، حاولت تفهم قدرات “حزب الله” الحقيقية.
وأشار إلى أن عملية “السطع الجوي” التي نفذتها استطلاعات جوية أميركية مرتبطة بـ”تقدير قدرات الرد الردعي”، لأن الحديث هنا ليس عن طائرات استطلاع عادية، بل عن عملية استطلاع تفصيلية عميقة لها وظيفة تكتيكية يعلم بها الخبراء العسكريون، لأنها تشوش أثناء الاستطلاع على رادارات الخصم وتقيس عمق الرتبة وكل اعتبارات القدرات العسكرية والعوامل الطبيعية.
ويعتقد الفريق قاصد محمود أن عملية “التقييم الاستطلاعي” التي نفذها الأميركيون، عبر تفعيل برنامج “السطع الجوي” مؤخراً، “لا يبدو أنها تعرض ضمانات مؤكدة حول قدرات ونوايا حزب الله في حجم الرد على إسرائيل إن وجهت ضربة قوية للبنان أو له، الأمر الذي يبرر بحث المبعوث الأميركي في بيروت عن ضمانات لبنانية بأن لا يرد الحزب بـ’قوة مؤذية وتدميرية’ واضح أنه يملكها الآن”.
ولذلك، يرى الفريق قاصد محمود أن “الإدارة الأميركية معنية جداً بأن لا تحصل مواجهة عسكرية مفتوحة إقليمياً، باتخاذ موقف ضاغط على تل أبيب بأن لا يتم توجيه ضربة صعبة وقوية لحزب الله من الصنف الذي يؤدي إلى اشتباكات إقليمية مفتوحة”.