يثير موضوع النازحين السوريين في لبنان إشكالات كثيرة على رأسها إثارة نزعة عنصرية ضد السوريين من دون التمييز بينهم. وهناك معلومات عن جهات تريد افتعال مشاكل بين السوريين أنفسهم من مجموعات دينية متطرفة خدمة للخارج الدولي الذي يعترض على معالجة حقيقية لملف النازحين بين السلطات اللبنانية والسورية.
والملاحظ أن هناك إشاعات تروّج لها وسائل إعلام التواصل الإجتماعي والتلفزيوني والالكتروني تعزز النزعة العنصرية اللبنانية تحت عنوان تكريس الاستيطان عبر منح جنسية لبنانية. وهذا وهم ذلك أن منح الجنسية اللبنانية محتاج إلى قرار سياسي يحوز على إجماع فرقاء السلطة السياسية اللبنانية.
من هنا المطلوب تطبيق القوانين وفتح حوار جدي بين السلطتين اللبنانية والسورية ومعرفة أن الخارج الدولي الأوروبي يبحث عن مصالحه الخاصة. فعودة النازحين الطبيعية تفترض وجود بنى تحتية سورية متوفرة وإمكانية بناء المدارس المدمرة. وهذا في حد ذاته لو كان هناك جدية أوروبية في مقاربة ملف النازحين لكانت أسهمت في رفع العقوبات الجائرة عن سوريا تحقيقا لمعالجة جدية لهذا الملف. وإلا لماذا يتدخل في ملف النازحين السوريين بهذه الطريقة بحثا عن أدوار في لبنان تعزله عن محيطه العربي وتؤدي إلى تشنج العلاقات بين بلدين شقيقين تجمع بينهما مصالح متبادلة.
المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع الرئيس عبد الهادي محفوظ