بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة الذي يصادف في الثامن من ايار احيت سفارة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية حفل استقبال في مبنى السفارة في بيروت وكان في استقبالهم السفير الجزائري في لبنان السيد رشيد بلباقي الذي ربط بين التضحيات الكبيرة الذي قدمها الشعب الجزائري والشعب الفلسطيني قائلاً : تحت شعار ” يوم مشهود .. لعهد منشود ” تجتمع اليوم لإحياء الذكرى 79 لمجازر 08 ماي 1945 وهي الذكرى الرابعة بعد ترسيم تاريخ 8 ماي كيوم وطني للذاكرة الوطنية من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إن تاريخ اليوم يَقِفُ بنا عِند واحدة من أبرز المحطات التاريخية الأليمة التي تأبى الذاكرة نسيانها مجازر الثامن ماي 1945، التي تُعتبر من
الذكريات الدموية الرّاسِخَة في أذهان الأجيال لتأكيد تضحيات الشعب الجزائري الأبي في تطلعه للحرية والاستقلال ، سطيف… قالمة … وخراطة وغيرها من المدن الجزائرية التي فاحت أرضُها بعبق الشهادة ذلك اليوم المشهود يوم فاضت فيه دِماء شعب مُسالم أعزل خرج يحتفل بنصر لم يكتمل في مُظاهرات سلمية قوبلت بوحشية لم يشهد لها التاريخ المعاصر نظيرا، إن مجازر 8 ماي 1945 التي اقترفها الاستعمار الفرنسي ضد الشعب الجزائري، والتي خلفت عشرات الآلاف من الشُّهداء، سَتَظل محفورة في الذاكرة الوطنية، كونها من أبشع الجرائم ضد الإنسانية والقيم الحضرية التي لا تسقط بالتقادم، وسَتَبقى شاهدا على استبسال وتضحيات
الجزائريين الذين واجهوا الآلة الاستعمارية بصدور عارية وهِمّة شامخة.
وأضاف ووفاءً منا لذاكرة الشهداء الأبرار والتاريخ الجزائر المجيد تحتفى بهذا اليوم العظيم الذي ينحني فيه أبناء الاستقلال إجلالا لأبطال الوطن الذين ضحوا في سبيل تحريره بالغالي والنفيس فقد كان الـ 8 من ماي 1945 نقطة الفصل مع المستعمر الفرنسي والنواة الحقيقية لتعبئة لورية انفجرت في الفاتح من نوفمبر عام 1954 ولم تخبو إلا باستقلال الجزائر ولأن الحفاظ على الأمجاد ونقلها .
وشدد بلباقي أن للأجيال واجب يستدعي منا أن تستذكر المحطات التاريخية الخالدة التي شكلت قيم التضحية والفداء في وجدان الشعب الجزائري وعبَّدت له طريق الحرية والاستقلال. كما لها في الحاضر أن تُساهم في تعزيز الوحدة الوطنية والشعور بالهوية والانتماء، وتمكن من بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وتابع : لا يفوتني في هذا المقام إلا أن أذكركم مرة أخرى بمواقف الجزائر الثابتة رئيسا وشعبا وحكومة في مناصرة القضية الفلسطينية خاصة في ظل ما يتعرض إليه إخواننا الفلسطينيون في غَزَةً مِن جرائم إبادة أمام مرأى ومسمع من العالم، وهي مُناسبة أنوه خلالها بالمجهودات التي تقوم بها الدبلوماسية الجزائرية لترفع صوت فلسطين عاليا في المحافل الدولية وسعيها المُتواصل من أجل وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة المنكوب والجهود المبذولة من قبلها لتصبح فلسطين عضوا كامل العضوية في منظمة الأمم المتحدة.
وختم بلباقي : رحم الله شهداءنا الأبرار الذين سقطوا في ميادين الشرف والعزة من أجل أن تحيا الجزائر وعاشت بلادنا أبية شامخة بين الأمم.