تحقيق لشبكة الجزيرة يكشف عن استهداف إسرائيلي متعمد لقافلة موظفين إغاثة في غزة

كشف تحقيق أجرته الجزيرة تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف قافلة موظفي منظمة المطبخ المركزي العالمي 3 مرات متتالية عند شارع الرشيد جنوب دير البلح وسط قطاع غزة.

وتمكن تحقيق أجرته وكالة سند التابعة لشبكة الجزيرة، اعتمد على المصادر المفتوحة وروايات شهود عيان وصور لمواقع القصف، من إجراء رسم زمني ومكاني للأحداث وتحديد المواقع الجغرافية لـ3 سيارات تابعة للمنظمة في مواقع متقاربة، بالإضافة للمستودع الذي انطلقت منه القافلة قبل تعرضها للقصف.

الصورة تظهر استهداف سيارة من سيارات موظفي منظمة المطبخ المركزي العالمي من الجو (رويترز)
وأمس الاثنين، الأول من أبريل/نيسان 2024، أفاد صحفيون محليون عند الساعة 10:43 مساء بتوقيت غزة بتعرض سيارة للقصف الإسرائيلي عند شارع الرشيد في دير البلح ووقوع ضحايا، وتتفق تفاصيل هذه الأنباء مع شهادة أحد النازحين للجزيرة، الذي أكد وقوع أكثر من قصف بين الساعة 11:00– 11:30 مساء.

وتبين أن القصف استهدف 3 سيارات تابعة لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، منها سيارتان مصفحتان، وسيارة ثالثة بدون تصفيح، وأسفر القصف عن مقتل 7 موظفين من فريق الإغاثة يحملون جنسيات أجنبية متعددة، بمن فيهم السائق الفلسطيني من رفح سيف أبو طه.

ما تبقى من إحدى سيارات منظمة المطبخ المركزي العالمي التي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي (الأناضول)
وأكدت شهادة النازح حسن الشوربجي، الذي يسكن على مقربة من القصف مع عائلته، أن السيارة الأولى تعرضت للقصف، مما أدى إلى احتراقها بالكامل، وجرى إجلاء المصابين في السيارة الثانية وبعد تحركها تعرضت للقصف.

رسم الأحداث
وأكد بيان منظمة المطبخ المركزي العالمي أن القافلة تحركت من مستودع تابع لها في محافظة دير البلح باتجاه شارع الرشيد، حيث تمكن التحقيق من تحديد الموقع الجغرافي لمستودع تابع للمنظمة بدير البلح ومسافته عن موقع القصف.

ويقع المستودع على الإحداثيات (31°24’54.7″N 34°22’05.1″E)، وبتحديد الموقع الجغرافي لاستهداف السيارات الثلاث، فقد تبعد أولى السيارات المستهدفة التي تفحمت بشكل كامل عن المستودع بمسافة تقدر بـ4760 مترا تقريبا، مقسمة وفق المسار المتوقع (من المستودع باتجاه شارع الرشيد حيث تبعد المسافة بينهما قرابة 3 آلاف متر تقريبا، وعلى بعد 1700 متر تقريبا من شارع الرشيد إلى موقع استهداف السيارة الأولى).


ووفق شهادة الشوربجي، فقد أصيبت السيارة الأولى في القافلة بصاروخ، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها، وهو ما يتطابق مع صورة السيارة المصفحة المحترقة.

ونُقل المصابون من السيارة المستهدفة للسيارة المصفحة الأخرى لتتحرك بسرعة، ليتم استهدافها مرة أخرى.

وبتحديد الموقع الجغرافي للسيارة الثانية المستهدفة وخط سيرها، يتضح وجود تطابق مكاني مع شهادة النازح الشوربجي، حيث تبعد السيارة الثانية بمسافة نحو 800 متر تقريبا من موقع استهداف السيارة الأولى.

وتعرضت السيارة الثالثة لاستهداف على بعد نحو 1600 متر تقريبا من السيارة الثانية، بعد تحديد موقعها الجغرافي عقب القصف.

وبمراجعة المشاهد من مواقع القصف، فقد تبين وجود علامات وشعارات في غاية الوضوح في سقف السيارات والزجاج الأمامي تحمل اسم منظمة المطبخ المركزي العالمي، حيث وقع القصف أيضًا بوجود تنسيق بين المنظمة والجيش الإسرائيلي، وفق ما ذكرت البيانات الرسمية.
وبتحليل صور استهداف السيارة الثانية والثالثة، يتضح آثار دخول جسم من أعلى إلى أسفل في سقف السيارتين، وهو ما يشير إلى استهداف السيارتين من الجو.

وأقر الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن حادثة مقتل عمال الإغاثة في غزة الليلة الماضية نتيجة غارة إسرائيلية، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن قوات الجيش الإسرائيلي “بشكل غير متعمد” أصابت أشخاصا أبرياء في غزة.

من جانبه قال أحد مصادر الدفاع لصحيفة “هآرتس”: “إنه أمر محبط”. “نحن نبذل قصارى جهدنا لضرب الإرهابيين بدقة، ونستخدم كل خيوط المعلومات الاستخبارية وفي النهاية تقرر الوحدات الميدانية شن هجمات دون أي استعداد، في حالات لا علاقة لها بحماية قواتنا”.

المصدر : الجزيرة