يفضل أكثر الناس تناول اللحوم بأنواعها والمأكولات البحرية على اختلافها، في أكلاتهم، خصوصاً في رمضان، للحصول على احتياجاتهم من البروتين، سواء من خلال اعتياد أنماط غذائية معينة، أو لتميز مذاقها، أو لعدم الإلمام بالثقافة الغذائية الشاملة والصحية، وذلك على الرغم من تعدد مصادر البروتين، التي تحقق العديد من الفوائد الصحية.
وتصحح د. تغريد كمال، مدرس التغذية بالمعهد القومي للتغذية بالقاهرة، الكثير من المفاهيم والعادات الغذائية الخاطئة، مؤكدة أن مصادر الحصول على البروتينات تتسم بالتنوع، ما بين الأغذية الحيوانية والنباتية، بما يشمل كافة أنواع اللحوم والدواجن والأسماك والألبان، والأجبان والزبادي، والبقوليات، والخضراوات، والأطعمة النشوية.وتنصح بضرورة تنويع المصادر البروتينية، للحصول على طعام صحي، وعلى أجسام قوية تتعامل مع كل أنواع البروتينات، مؤكدة أنه يفضل للإنسان، سواء في شهر الصيام أو في غيره، ألا يحصر احتياجاته من البروتين في المصادر الحيوانية فقط، وإنما عليه أن يعدد من هذه المصادر.وتشير إلى أن احتياجات الإنسان البالغ من البروتين، تقدر يومياً بما يتراوح بين 70 إلى 100 جرام، ما يمنح الإنسان اختيارات غذائية واسعة في طعامه اليومي.وتوضح أن كل ثمرة خضار، على سبيل المثال، تحتوي على جرامين من البروتين، كما تحتوي كل 3 ملاعق فول على 7 جرامات، ومن ثم يمكن الاكتفاء بـ 6 ملاعق منه يومياً، بينما يحتوي كوب اللبن أو الزبادي على 8 جرامات، وتحتوي كل 3 ملاعق أرز أو معكرونة على 3 جرامات بروتين، وكذلك الحال مع الخبز، فهو يحتوي أيضاً على كميات من البروتين.
ويمكن للإنسان، وفقاً لهذه المصادر المتنوعة والغنية، أن يحصل على الجزء الأكبر من احتياجاته البروتينية من كل هذه المصادر معاً، ليتبقى له تناول قطعة صغيرة من المصادر الحيوانية، وبالتالي يحقق عدة فوائد، منها أنه يحصل على احتياجاته، ويتلافى أي نقص في البروتين.وتؤكد د. تغريد كمال، أن هذا التنويع له فوائد صحية متعددة على كل المستويات، لأن الإكثار من البروتين الحيواني، بأزيد من الكمية التي يحتاجها الجسم يتسبب في حدوث بعض المشكلات الصحية، التي تضر الكبد والكلى بالتحديد، وخصوصاً إذا كان هناك عوامل تساعد على ذلك.
وتقدم وجبة متكاملة من البروتين، في رمضان، عبر الاستفادة من التنوع الغذائي، ما بين البيض والفول والجبن وسلطة الحمص، والخضار والفاكهة وكوب اللبن أو الزبادي والخبز، وبالتالي يمكن التقليل تماماً من الاعتماد على البروتين الحيواني، وتلافي كافة مشكلاته الصحية.