أخبار عربية – الرياض
تصدرت أخبار منظومة “ثاد” الصاروخية عناوين وسائل الإعلام المختلفة في الآونة الأخيرة، حيث أعلنت وكالة أنباء رويترز نقلاً عن وزارة الدفاع الأميركية أن شركة لوكهيد مارتن تسلمت من السعودية دفعة مقدمة بقيمة مليار دولار أميركي، في إطار صفقة شراء منظومة “ثاد” الصاروخية، بقيمة إجمالية تصل إلى 15 مليار دولار أميركي، تم التفاوض عليها مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في أكتوبر 2017.
وأشارت رويترز إلى أنه في نوفمبر 2017، قام المسؤولون السعوديون والأميركيون بتوقيع خطابات العرض والقبول لإضفاء الطابع الرسمي على شروط شراء المملكة العربية السعودية لـ 44 قاذفة صواريخ وقذائف ومعدات ذات صلة.
تحديث منظومة الدفاع الصاروخي السعودية
وفي إطار خطة العمل المتفق عليها مع وزارة الدفاع الأميركية، سيتم تحديث الأنظمة المتقادمة حالياً لتحضير البنية التحتية للدفاع الصاروخي السعودي من أجل استقبال التقنية الجديدة لمنظومة “ثاد”.
ماذا تعني “ثاد”؟
وبحسب تقرير لقناة “العربية”، إن THAAD “ثاد” هي اختصار لـ Terminal High Altitude Area Defense وتعني منظومة دفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية الطرفية.
تتميز منظومة “ثاد” بقدرة على التنقل من موقع لآخر، وفاعليتها في اعتراض الصواريخ الباليستية داخل أو خارج الغلاف الجوي خلال المرحلة النهائية من الرحلة.
وتستطيع “ثاد” اعتراض الصواريخ القادمة داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض على مسافة 200 كيلومتر، مما يخفف من آثار أسلحة الدمار الشامل قبل وصولها إلى الأرض، وفقاً لما ذكره موقع Missile Threat” “.
وتجعل القدرة على اعتراض الصواريخ داخل وخارج الغلاف الجوي، منظومة “ثاد” الصاروخية جزءا مهما في إطار مفاهيم الدفاع الصاروخي، كما أنه يجمع بين مزايا منظومة الدفاع exo-atmospheric Aegis لاعتراض الصواريخ خارج الغلاف الجوي وبطاريات صواريخ Patriot الاعتراضية داخل الغلاف الجوي.
وتستطيع منظومة “ثاد” التمييز بين ما هو حقيقي أو وهمي من الأهداف بفضل معدات الاستشعار عن بعد المتقدمة، والتي تتصل بالأقمار الصناعية، وهي أيضا من المزايا التي تساعد على توجيه بل إعادة التوجيه أثناء التحليق للصاروخ، حسب أي مستجدات.
عناصر المنظومة
هناك 4 مكونات رئيسية لـ”ثاد”: قاذفة (منصة رجم) وصواريخ اعتراضية ورادار ووحدة التحكم في إطلاق الصواريخ.
يتم تركيب منصة الرجم على ظهر شاحنة للتنقل والتخزين. هناك 8 صواريخ اعتراضية لكل قاذفة. وتشتمل تشكيلات الجيوش الحالية من بطاريات “ثاد” على 6 منصات رجم و48 صاروخا اعتراضيا، على الرغم من أن بعض التقارير تشير إلى أنه يمكن توسيع نطاقها تلك المنظومة إلى 9 منصات قذف و72 صاروخا اعتراضيا.
توفر كابينة القيادة والتحكم وإدارة المعركة والاتصالات (C2BMC) معلومات تتبع من مناطق إقليمية أخرى وتجمع معلومات واردة من أجهزة الاستشعار عن بعد في أنظمة Aegis وPatriot.
العمود الفقري
يعتبر نظام التحكم في إطلاق الصواريخ هو العمود الفقري للاتصالات السلكية واللاسلكية وإدارة البيانات والمعلومات الواردة من الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار عن بعد المتمركزة في أقاليم أخرى.
تستخدم منظومة “ثاد” الرادار، المعتمد من البحرية الأميركية والقابل للتنقل (AN/TPY-2)، والذي يقوم بكشف وتتبع صواريخ العدو على مدى يصل إلى 1000 كيلومتر.
أول اختبار ومركز التدريب
قامت منظومة “ثاد” للمرة الأولى باعتراض هدف صواريخ باليستية متوسطة المدى في اختبار أجري في 11 يوليو 2017. ويتم تدريب أفراد قوات الجيش الأميركي على استخدام المنظومة في مركز تدريب في فورت سيل، أوكلاهوما منذ عام 2010.
معارضة بكين وروسيا
وكان أول نشر لبطاريات صواريخ “ثاد” بالخارج إلى غوام في عام 2013 ردا على التهديدات الكورية الشمالية للجزيرة. وأعقب ذلك نشر 3 بطاريات صواريخ “ثاد” على التوالي.
وتعاقدت كوريا الجنوبية على صفقة لمنظومة “ثاد” حيث أفادت محاكاة أجراها الجنرال كيرتيس سكاباروتي الكوري الجنوبي أن عدد 2 إلى 3 بطاريات من منظومة “ثاد” سوف تكفل حماية لأراضي كوريا الجنوبية ضد أي صواريخ من بيونغ يانغ، لكن لاقت تلك التحركات معارضة من الصين وروسيا تحديدا على نشر الرادار البعيد المدى المصاحب للمنظومة.
وذكرت مصادر كورية جنوبية أن السفير الصيني في سيول أرجح أن إتمام تلك الصفقة سوف يؤدي إلى تدمير فوري للعلاقات الثنائية الصينية – الكورية الجنوبية.
لكن تم إتمام الصفقة وبالفعل بدأ نشر العناصر الأولى من منظومة “ثاد” إلى كوريا الجنوبية في 6 مارس 2017، ووصلت المنظومة إلى قدرتها التشغيلية الأولية في 1 مايو 2017.