وسط التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر منذ أشهر، والمخاطر التي تهدد سلامة الملاحة في هذا الممر المهم دولياً، بدأت تلك المياه تشهد مستجدات جديدة مقلقة.
فقد كشفت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت تقريرا عن احتجاز سفينة تجارية من قبل مجموعة تعرف نفسها باسم البحرية اليمنية، طالبت الطاقم بتغيير مساره جنوب غرب مدينة عدن.
نصف ساعة
كما أضافت في بيان نشرته على حسابها في منصة “إكس”، اليوم الأربعاء، أن عملية الاحتجاز دامت نصف ساعة تقريبا.
إلا أن الهيئة لم تكشف عن المسار الذي سلكته السفينة التجارية لاحقاً.
تصريح قبل دخول المياه اليمنية
أتى هذا الحادث، بعد تصريحات أطلقها مسفر النمير وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة جماعة الحوثي اليمنية غير المعترف بها دولياً يوم الاثنين الماضي، اعتبر فيها أن على السفن الحصول على “تصريح من هيئة الشؤون البحرية” التي يسيطر عليها الحوثيون قبل دخول المياه اليمنية.
كما أشار إلى أنه “لا بد أن تحصل سفن الكابلات البحرية على تصريح من الشؤون البحرية في صنعاء قبل دخولها المياه الإقليمية اليمنية”، حسب ما نقلت قناة المسيرة الحوثية.
كذلك، أضاف أن “وزارته على استعداد للمساعدة في تلبية طلبات التصريح والتعريف بالسفن لدى القوات البحرية اليمنية” التابعة للحوثيين.
منتصف مضيق باب المندب
ويمتد نطاق المياه الإقليمية المتأثر بقرار الحوثيين هذا إلى منتصف طريق مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 20 كيلومترا، وهو المدخل للبحر الأحمر الذي تمر عبره نحو 15 بالمئة من حركة الشحن العالمية ذهابا وإيابا من قناة السويس.
ففي الأوقات العادية، تبحر أكثر من ربع شحنات الحاويات العالمية – بما في ذلك الملابس والأجهزة وقطع غيار السيارات والمواد الكيميائية والمنتجات الزراعية مثل القهوة – عبر قناة السويس.
أكثر من 60 هجوماً
ومنذ 19 نوفمبر، نفذت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، أكثر من 60 هجوما بالمسيرات والصواريخ على سفن تجارية في هذا الممر الملاحي المهم دولياً، زاعمة أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، وذلك دعما لقطاع غزة الذي يشهد حرباً إسرائيلية عنيفة منذ 7 أكتوبر.
فيما أجبرت تلك الهجمات شبه اليومية الشركات على التحول إلى مسار أطول وأعلى تكلفة حول إفريقيا.
كما أذكت المخاوف من أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحماس إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، ما دفع القوات الأميركية والبريطانية إلى شن ضربات مشتركة على مواقع عدة في اليمن تابعة للجماعة منذ 12 يناير، في محاولة ردعها وحماية الملاحة البحرية.
في حين رأى بعض المراقبين أن هجمات الحوثي لن تتوقف ربما حتى لو نفذت هدنة في غزة. وفي السياق، رأى وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس أن هناك “سببا وجيها للشك في أن الحوثيين سيوقفون هجماتهم على السفن إذا أدى اتفاق لوقف إطلاق النار إلى توقف الحرب في قطاع غزة”. وقال في مؤتمر خاص بقطاع شحن الحاويات في لونج بيتش بولاية كاليفورنيا قبل يومين (4 مارس الجاري) “قد يقررون أنهم معجبون بفكرة التحكم في حجم الشحن الذي يمر عبر البحر الأحمر، وسيستمرون في ذلك لفترة غير محددة من الزمن”.