كتبت “نداء الوطن” تقول: أطلق الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أمس موقفاً واضحاً في شأن عمل المقاومة التي يمثّلها حزبه في لبنان، في وقت يتركز الاهتمام الدولي على تطبيق القرار 1701 لإنهاء التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وفي مقدمة بنود القرار أن تصبح منطقة عملياته جنوب نهر الليطاني في يد الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة «اليونيفيل». وأسهب نصرالله في كلمته لمناسبة «يوم القادة الشهداء» في توصيف دور الجيش اللبناني، قائلاً: «نحن نطالب بأن يكون الجيش اللبناني جيشاً قوياً مقتدراً، لكن المشكلة مين يللي عم يمنع ذلك؟ من يمنع ذلك أميركا. هيي بدا جيش يبقى يعيش حالة الحاجة للأميركي، وهذه مشكلة حقيقية. عندما نحكي عن خيار المقاومة لا نقول حلّوا جيوشكم، نحن نقول: فليكن لديكم الجيش، ولكن فلتتبنّوا حيث يمكن خيار المقاومة الشعبية التي أثبتت جدواها في إنجاز التحرير في لبنان وفلسطين والعراق».
وتوعّد نصرالله بأن تدفع إسرائيل ثمن دماء المدنيين الذين قتلوا الأربعاء جراء غارات في جنوب لبنان، مهدداً بأنّ حزبه قادر على استهداف إيلات في جنوب الدولة العبرية. وقال: «نساؤنا وأطفالنا الذين قتلوا (…) سيدفع العدو ثمن سفكه دماءهم». وأضاف: «سيكون ثمنها دماء وليس مواقع وآليات وأجهزة تجسس». ثم أردف: «دعوني لا أحدّد أو أفصّل، بل نتركها للميدان… نتركها للأيام وللوقت».
وفي موضوع الانتخابات الرئاسية، قال: «لا «حزب الله» ولا حركة «أمل» ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة، تحدّث عن فرض رئيس جمهورية». وأضاف: «بالقدرة قادرين»، لكنه استبعد ذلك لأسباب شتى.
وهاجم البيان الأخير للمطارنة الموارنة من دون أن يسميهم، فقال: «في حدا بيطلع بيقول هؤلاء فاتحين الجبهة والمفاوضات لأنهم بدهم يروحوا على ترسيم حدود، ترسيم حدود مشبوه في غياب رئيس الجمهورية، يا عمي انتو اشبكن شي عن مين عم تحكوا».
وتساءل نصرالله: «كيف يمكن لـ 54 دولة اسلامية و22 دولة عربية ومئات الملايين من العرب، ويقال ملياري مسلم، أليس من الذل والهوان، وهذا من نتائج الاستسلام للارادة الاميركية، أن لا تستطيع هذه الدول أن تدخل الدواء والغذاء والخيم والماء الى أهل غزة؟».
وفي ردود فعل إسرائيل على كلمة نصرالله، كتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة»إكس»: «يتحدث نصرالله بلغة التهديد والوعيد ليحاول إخفاء حقيقة قيامه بدفع لبنان إلى أزمة غير مسبوقة بسبب قرارات اتخذها بأوامر إيرانية، والتي تهدف إلى توريط لبنان في حرب لا شأن له فيها دعمًا لـ»حماس».
ومن لبنان الى المانيا، حيث اجتمع أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بموفد الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين في «مؤتمر ميونيخ للأمن». ووفق بيان صادر عن مكتب ميقاتي الإعلامي أنه «تم خلال الاجتماع البحث في التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الجنوبية، وإعادة تأكيد الحاجة إلى حل ديبلوماسي يساهم في تحقيق الاستقرار الدائم وعودة النازحين إلى قراهم».
أما هوكشتاين، فقال: «إنّ الولايات المتحدة تعمل بطريقة هادئة لمعرفة كيفية إنهاء الصراع عبر الحدود بين «حزب الله» وإسرائيل». وأبلغ قناة «العربية»: «أنّ حرباً أكثر شمولاً ليست هي الحل». وأضاف:» ما كنا نحاول القيام به هو التأكد من أنه يمكننا احتواء القتال إلى أدنى مستوى ممكن، والعمل على حلول دائمة يمكن أن تحقق وقف الأعمال العدائية». ورأى أنه «من الواضح أنّ هناك علاقة بما يحدث في غزة».