جاء في “الأنباء الكويتية”:
رأى عضو كتلة التغيير النائب ياسين ياسين انه مهما حاولت اللجنة الخماسية جمع اللبنانيين في مساحة مشتركة لرأب الصدع في الاستحقاق الرئاسي، ستبقى صولاتها وجولاتها لاسيما في ظل الأوضاع الإقليمية الضاغطة ميدانيا وسياسيا، من دون افق إن لم نقل عقيمة ولا طائل منها سوى إضاعة الوقت، وذلك لأسباب عديدة أهمها ثلاثة:
1 ـ حاجتها إلى توحيد الرأي والقراءة بين أعضائها، أولا حيال تعقيدات الداخل اللبناني، وثانيا حيال التطورات الإقليمية الراهنة بما فيها جنوب لبنان.
2 ـ كون تحركها امتدادا واضحا لمهمة الموفدين والمبعوثين الدوليين الذين تكثفت زياراتهم للبنان أخيرا في محاولة لتبريد جبهة الجنوب والعمل على عدم سقوط قواعد الاشتباك بين العدو الإسرائيلي وحزب الله.
3 ـ وهو الأهم، تصادم مهمتها مع المصالح الخاصة والشخصية لكل من اطراف الخماسية اللبنانية (أي الأحزاب الخمسة الرئيسية).
وعليه، أعرب ياسين، في تصريح لـ”الأنباء” الكويتية، عن اعتقاده ان الفراغ الرئاسي في لبنان، باق على استفحاله إلى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا، علما ان اللبنانيين قادرون بمعزل عن التدخلات والوساطات الخارجية، على الوصول إلى نتائج إيجابية، شرط ان يتجردوا من اجنداتهم، ويقدموا بالتالي المصلحة الوطنية العليا على مصالحهم الخاصة وارتباطاتهم الخارجية، الا ان ما يدعو للأسف، هو ان المصالح الخاصة تتحكم بعملية النصاب في مجلس النواب، وخير دليل على ذلك هو التمديد لقائد الجيش جوزاف عون بناء على توصيات خارجية، فيما التمديد للمجالس البلدية اتى وفقا لما تقتضيه المصالح الحزبية والخاصة والشخصية.
وردا على سؤال، أكد ياسين ان الحوار الذي يطالب به رئيس مجلس النواب نبيه بري لإخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة، لا طائل منه، وسط مشهدية الانقسام العمودي بين اللبنانيين، وسينتهي بالتالي كسابقاته من الجلسات الحوارية، مع الإشارة إلى ان الرئيس بري لا يمثل فقط نفسه في المعادلة السياسية، انما يلعب سياسيا ضمن ثنائية ترعى دعواته للحوار ومواقفه من الملفات والاحداث، معتبرا بالتالي ان الحوار وبالرغم من كونه آلية حضارية للتفاهم بين الخصوم، الا ان عناصر نجاحه في لبنان لم تنضج بعد لانتخاب الرئيس وعودة الانتظام العام إلى المؤسسات الدستورية.
وعن قراءته لمصير جبهة الجنوب، لفت ياسين إلى ان زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان، توحي بان تسوية خاصة بجنوب لبنان تلوح في الأفق، وقد تشكل لاحقا قوام المرحلة المقبلة، على ان يكون تطبيق القرار الدولي 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية وترسيم الحدود البرية مع الكيان الإسرائيلي، ابرز عناصرها، وعلى ما يبدو، فان الأطراف المتحاربة تتجه نحو هذا الحل، وما نسمعه بالتالي من مواقف تصعيدية نارية سواء من قبل رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، او من قبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بألا تسويات ولا مفاوضات قبل وقف اطلاق النار في غزة، ليس سوى من اساسيات العملية التفاوضية بهدف انتزاع ما يمكن انتزاعه من مكاسب.
وختم ياسين مشيرا إلى ان حزب الله مكون أساسي في جبهة الممانعة، ويملك ما يكفي من وسائل ردع تخيف الطرف الإسرائيلي، وهو بالتالي في موقع القوة التي تخوله فرض شروطه في التسوية المقبلة، فما بالك وحزب الله يدرك بان ترسيم الحدود البرية كبند أساسي في التسوية، لا يمكن إنجازه الا بوجود رئيس للجمهورية، وهنا بيت القصيد، حيث يرنو حزب الله إلى رئيس لا يشكل عائقا امام سلاحه وأجندته وطموحاته.