| زينب سلهب |
لم تكن بدايات انتشار مسيرات تأييد الشذوذ الجنسي الأولى من نوعها هذا العام، فقد بدأت منذ الستينات في نيويورك، والتي تعتبر من أكثر الدول تأييداً واعترافاً بالشذوذ في العالم.
انتشرت خلال العام الحالي آفة الانحلال الإخلاقي محاولات الترويج للشذوذ بشكل أكبر من أي وقت مضى في الدول العربية، وخصوصاً لبنان، حيث بدأت مسيرات دعم الشذوذ تنتشر بشكل كبير فيها. مما أثار الجدل في الرأي العام اللبناني والعربي والإسلامي على وجه الخصوص، باعتباره جريمة ضد المجتمع والدين.
وقد جاء ذلك على ضوء اعتراف الأمم المتحدة هذا العام بأن “الشاذين” جنسياً يحق لهم التواجد والتعبير عن أنفسهم بـ”حرية” في المجتمعات الغربية والأوروبية، وأن لا أحد يحق له معارضة “الشذوذ الجنسي”.
أنشئت في لبنان عام 2002 مؤسسة “حلم” الداعمة لمجتمع الشذوذ أو ما يسمى (مجتمع الميم) في لبنان، وصدرت أول مجلة باسمهم ودعمهم عام 2005 وهي “مجلة برّا”، التي تعتبر أول مجلة داعمة للشذوذ في العالم العربي.
وفي العام 2006، بدأت الدعوات لإغلاق المؤسسة من قبل حكومة فؤاد السنيورة، باعتبارها لا تمثل مبادئ المجتمع اللبناني، وتتعارض مع أسسه، بغض النظر عن القيام الدينية التي تتعارض مع هذه الفكرة أو “الحركة”.
كما نُظمت أولى مسيرات تأييد الشذوذ الجنسي في لبنان عام 2017 بعنوان “فخر بيروت”، حيث تم إلغائها من قبل المنظمين لظروف لوجستية على حد قولهم، وفي العام 2018 نظمت مسيرة أخرى وألغيت فيما بعد، بسبب اعتقال منظمها هادي داميان، وأمر المدعي العام في بيروت بتعليق الأنشطة المخطط لها من قبل المنظمين.
وفي العام الماضي، وجه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال الحالية بسام المولوي، تعليمات بمنع التجمعات والمسيرات التي تنظم من قبل دامي الشذوذ، وأي مظاهر لترويج الشذوذ الجنسي بشكل علني في البلاد.
أما هذا العام، نظمت مسيرة أو محاولة مسيرة تم إحباطها من قبل بعض المواطنين تسمى بـ “مسيرة الحريات”، حيث اعتدوا على المشاركين بالركل والضرب، لكونهم يدعمون “الشذوذ الجنسي” ويدعون له ويحرضون عليه.
كما اعترض عدد كبير من المواطنين اللبنانيين على خلفية محاولة الترويج للشذوذ الجنسي من خلال كتب المدارس، مما دفع وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال وسام المرتضى لاقتراح قانون للتشدد في نشر أو ترويج الشذوذ الجنسي في المجتمع، إلى جانب اعتراض أغلبية القوى السياسية أيضاً على الحملات في المجتمع اللبناني.
وشن رواد التواصل الاجتماعي حملة هجوم كبيرة على قناة لبنانية لدعمها الشذوذ والترويج له، وأقاموا حملة مقاطعة كبيرة لها، حيث تم حجبها في العديد المناطق اللبنانية.
وجاء ذلك بعد قرار المرتضى بتوقيف عرض فيلم “باربي” الأجنبي الذي صدر هذا العام، في صالات السينما اللبنانية، باعتباره يروج للشذوذ الجنسي ويعكس قيماً غير مماثلة للمجتمع اللبناني.
إلى جانب ذلك، نُظمت حملة كبيرة اعتراضاً على قرار المرتضى باعتباره محاولة لـ”قمع” الحريات في المجتمع، بينما اعتبره البعض ضرورة لحماية المجتمع اللبناني والجيل القادم من الانحلال الأخلاقي.
أما في بلاد الاغتراب، وخصوصاً كندا، قام العديد من أهالي الطلاب اللبنانيين بإخراج أطفالهم من المدارس واللجوء للتعليم عن بعد، بعدما بدأت المدارس بالترويج لـ”الشذوذ” بشكل كبير في البلاد.
ونشرت إحدى الأمهات المغتربين في كندا، فيديو على حسابها عبر منصة “تيك توك” اعترضت فيه على نظام التعليم في البلاد، مؤكدة أنها أخرجت أولادها من المدرسة خوفاً من التأثير بشكل كبير على عقليتهم، وشددت على كل الأديان المساوية ترفض “الشذوذ” الجنسي، وليس فقط الدين الإسلامي.
“الشذوذ” هو ظاهرة غير أخلاقية ومرفوضة بشكل كبير في المبادئ والقيم التي نشأ عليها أجيال المجتمع اللبناني، ولا ينحصر الموضوع بالشق الديني فقط، ولا يقتصر الرفض الذي يواجهه على الدين الإسلامي فحسب، بل هو ظاهرة أو آفة مجتمعية يجب مواجهتها بشكل دائم، وعدم السماح للترويج لها بالانتشار بشكل كبير، لما قد تسببه من تأثير سلبي على مبادئ وقيم وأخلاق الأجيال القادمة في المجتمعات اللبنانية.