أخبار عربية – كييف
تعاني أوكرانيا منذ سنوات من ظروف مأساوية وصلت حد الحرب الأهلية والانفصالية، الأمر الذي أدى إلى تهاوي الظروف الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب السياسية، بحسب ما كشفت صحيفة الاندبندنت البريطانية.
ويبدو أن هذا الأمر جلب قائمة غريبة من المرشحين للانتخابات الرئاسية، التي ستجري في 31 مارس المقبل، وفقا لتقارير إعلامية، حيث تم تسجيل 44 مرشحا، وهو رقم يصل إلى ضعف المرشحين في انتخابات العام 2014، بحسب ما أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات في كييف مؤخرا.
ووفقا للجنة، فإن من أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية الأوكرانية رئيسة الوزراء السابقة، يوليا تيموشينكو، والرئيس الحالي، بيترو بوروشينكو، غير أن هناك مجموعة أخرى مجهولة أو على الأقل لم يكن لها علاقة بالسياسية في أوكرانيا، ومن بينهم متهم بفضيحة جنسية يوجد قيد الإقامة الجبرية وممثل كوميدي، وموظف ضرائب متهم بالاختلاس.
غير أن واحدا من الثلاثة الكبار في صدارة المرشحين الرئاسيين هو الممثل الكوميدي، فلاديمير زيلينسكي، الذي أظهرت استطلاعات الرأي تصدره وتفوقه على كل من تيموشينكو وبوروشينكو، الذي أخذ يستعيد بعضا من خسائره في استطلاعات الرأي السابقة.
وبينما يتصدر استطلاعات الرأي، فإن زيلينسكي، الممثل الكوميدي المعروف والاسم المألوف في أوكرانيا، يبدو مرشحا مفضلا لنحو 15 بالمئة من الناخبين الناشطين، بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، وبزيادة بنسبة 5 بالمئة عن تلك التي أجريت الشهر الماضي.
ويركز الممثل الكوميدي زيلينسكي في حملته الانتخابية، على الرغم من افتقاده للخبرة السياسية، على المواضيع الإيجابية ممثلة بفكرتي “الأحلم” و”التجديد الوطني”، وهما فكرتان تتناقضان مع فكرة تيموشينكو “الوطنية” والمعارضة لمواقف بوروشينكو، كما تتعارض مع الأفكار الشعبوية.
ويبدو أن زيلينسكي، الذي ازدادت شعبيته بعد انسحاب النجم السياسي الصاعد فلاديسلاف فاكرتشوك، أخذ يثير حفيظة “الحرس القديم”، الذي بدأ يتحرك ضده، لكن فرصه في الفوز تزيد على 25 بالمئة بحسب الخبير السياسي المستقل فلاديمير فيسينكو.
ويوضح فيسينكو أن فرص فوز زيلينسكي بالانتخابات كبيرة إذا ما تمكن من الانتقال إلى الدور الثاني، وحتى وإن لم يكن جاهزا لتولي المنصب، مشددا على أن هناك مقولة شعبية مفادها أن من يأتي من الشعب يصبح رئيسا قويا.
ويمكن للممثل الكوميدي أن يستفيد من موجة من عدم الثقة في السياسة والسياسيين، لكن قد يتأثر ذلك بعدم ميل فئة الشباب إلى التصويت في الانتخابات المقبلة.
ويقول مدير المعهد الدولي لعلم الاجتماع في كييف، فولوديمير بانيوتو، إن هناك 3 مرشحين فقط يمكنهم العبور إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية هم زيلينسكي وتيموشينكو وبوروشنكو، الأمر الذي يدفع كثيرين إلى توقع أن تكون الانتخابات بين الأكثر تنافسية في الذاكرة الحديثة في أوكرانيا.
في الأثناء ظهرت مزاعم بشأن احتمالات تزوير الانتخابات المقبلة لصالح الرئيس الحالي بوروشينكو، ومن أبرز المنتقدين يوليا تيموشينكو، وهي من بين العديد من المرشحين البارزين الموقعين على مذكرة تنتقد صراحة تكتيكات فريق الرئيس، الذي يزعم أنه كان يعد للقيام بتزييف جماعي والتلاعب بالانتخابات.
وزعم الرئيس السابق الهارب والموجود في موسكو فيكتور يانوكوفيتش أن بوروشينكو، الذي حسن من وضعه في استطلاعات الرأي مؤخرا يواجه معركة شاقة، “غير قادر” على الفوز في الانتخابات بـ”أمانة”.
ومع ذلك، فإن بوروشينكو يواجه معركة شاقة، إذ أن 50 بالمئة من أفراد عينات الاستطلاع تقول إنها لن تصوت له أبدا.
وإذا ما فاز زيلينسكي في انتخابات أوكرانيا في مارس المقبل، فإنها لن تكون المرة الأولى التي يفوز فيها ممثل كوميدي برئاسة دولة ما.
ففي أكتوبر 2015، فاز الممثل الكوميدي جيمس موراليس بفارق كبير على منافسته السيدة الأولى سابقا ساندرا توريس، في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية في غواتيمالا محققا أكثر من 70 بالمئة من الأصوات.