أميركا تعود للقمر وتبقى هناك

أخبار عربية – واشنطن

يبدو أن الولايات المتحدة لم تنتظر طويلا بعد الكشف عن نوايا روسيا والصين والاتحاد الأوروبي لإقامة “قواعد دائمة” على القمر، لتعلن عن نواياها بإنشاء قاعدة مأهولة خاصة بها على التابع الأرضي، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية.

فقد أعلن مدير وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” جيم برايدنستاين عن خطط “للذهاب إلى القمر والبقاء هناك”، وفقا لما ذكرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية.

وقال برايدنستاين إن الهدف من هذه الخطط هو إرسال رواد فضاء بشكل دائم على القمر، وذلك في غضون العقد المقبل، وطالب “أفضل صناعة أميركية وأكثرها إشراقا بالمساعدة في تصميم وتطوير مركبات للهبوط على القمر”.

وقال برايدنستاين إن ما يعنيه بقوله العودة إلى القمر، ليس كما فعلت ناسا قبل 50 عاما وإنما للبقاء، وباستخدام تقنيات جديدة وأنظمة لاستكشاف المزيد من المواقع على سطح القمر، وقال مشددا “هذه المرة سنذهب إلى القمر.. وسنبقى هناك”.

وحدد برايدنستاين الأسبوع المقبل للبدء بالمخطط، حيث ستكون البداية بدعوة العاملين في القطاع من الشركات الخاصة ومن كل مكان لحضور اجتماع في مقر ناسا لمناقشة الأفكار المتعلقة بمركبات فضائية للهبوط على القمر.

وحتى الآن تعاقدت ناسا مع 9 شركات لإرسال شحنات إلى القمر، وبهدف نهائي يتمثل في تطوير مركبات فضائية لنقل رواد الفضاء من الأرض إلى القمر وبالعكس.

وهكذا ينطلق السباق الفضائي الرباعي لاستيطان القمر، بعد أن سبق في ذلك كل من الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، فهذه الجهات كلها أعلنت عن خطط مشابهة.

فقد كشف رئيس فريق استكشاف القمر في وكالة الفضاء الأوروبية “إيسا” جيمس كاربنتر عن خطط مماثلة، مشيرا إلى أن الاهتمام المتزايد بالقمر مؤخرا “يتجاوز الأهداف العلمية المحضة”.

وأضاف كاربنتر “هناك حافز أو دافع بعيد المدى يتمثل في الوجود البشري الدائم في الفضاء.. فإذا أردنا أن نعيش ونعمل بشكل دائم وبطريقة اقتصادية بعيدا عن الأرض، فهذا يحتاج إلى أن نتعلم استخدام الموارد الموجودة هناك”.

من ناحيتها، تأمل وكالة الفضاء الصينية من خلال المهمة “تشانغ إي 8” أن تضع أسس قاعدة أبحاث قمرية، بما في ذلك بناء مساكن على سطح القمر باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وقال المهندس الأول لمهام “تشانغ إي” وو ويرين للتلفزيون الصيني الرسمي “إن استكشاف العالم المجهول يشكل جزءا من الطبيعة البشرية.. والصين على الطريق لأن تصبح دولة فضائية قوية”.

أما روسيا فقد أعلنت في ديسمبر الماضي عن خططها لإرسال روبوتات إلى القمر للقيام بالأعمال الرئيسية الشاقة لإنجاز مشروعها بإقامة قاعدة على القمر، بدءا بإطلاق المركبة “لونا-25” المخطط لها عام 2021، مشيرة إلى أن البرنامج “القمري” سيمتد حتى العام 2030.

وقال الرئيس التنفيذي في وكالة الفضاء الروسية “روس كوزموس” دميتري روغوزين “لقد خططنا للهبوط على القمر في العام 2021، وستبدأ أعمال الحفر وجمع عينات من تربة القمر وجلبها إلى الأرض من أجل دراستها”.