لم تستطع وسائل الإعلام العبرية تصديق الأرقام التي أعلنها جيش الاحتلال الإسرائيلي عن عدد الإصابات في صفوفه، فسارعت إلى إجراء تحقيقات لتبيان صحة ما أعلنه جيش الاحتلال، وتبيّن من نتائج هذه التحقيقات أن حجم الإصابات في صفوف قوات الاحتلال هو أقرب إلى “الكارثة”.
فبعد التحقيق الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت”، يوم السبت، وأعلنت فيه أن عدد الجرحى هو 5000 جريح من بينهم 2000 أصبحوا معاقين، ثم إجبار الصحيفة من قِبل الرقابة العسكرية على شطب رقم الـ5000 من تحقيقها على الموقع الالكتروني والإبقاء على رقم 2000 جريح أصبحوا معاقين، نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية، مساء الأحد، تحقيقاً جديداً كشف أن عدد أرقام الإصابات في صفوف جيش الاحتلال هي أكبر بكثير أيضاً من الرقم الذي أوردته “يديعوت أحرنوت”.
وقد نشر جيش الاحتلال بياناً تضمن عدد الجنود المصابين منذ اندلاع الحرب على غزة وزعم أن عدد المصابين هو فقط 1593 جندياً، من بينهم 255 أصيبوا بجروح خطيرة، و446 بجروح متوسطة و892 بجروح طفيفة.
وقد فنّدت صحيفة “هآرتس” العبرية، صحة ما نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي، حول عدد الجنود المصابين في الحرب على قطاع غزة، مشيرة إلى أن معطيات المستشفيات تدل على عدد أكبر بكثير.
وأشارت “هآرتس” إلى أن الفحص الذي أجرته قبالة المستشفيات التي خضع فيها الجنود للعلاج أو ما زال يرقد فيها جنود مصابون، يظهر فجوة كبيرة جداً، بين المعطيات التي نشرها جيش الاحتلال وتلك الواردة من المستشفيات.
وأوردت الصحيفة أمثلة على معطيات من المستشفيات في كيان الاحتلال، تظهر فجوة كبيرة بالفعل بينها وبين معطيات جيش الاحتلال وهي كالتالي:
مستشفى “برزيلاي” استقبل وحده 1949 جندياً مصاباً، من بين 3117 مصاباً “إسرائيلياً”.
مستشفى “سوروكا” في بئر السبع 1000 جندي مصاب.
مستشفى “شيبا” نحو 500 مصاب.
مستشفى “أسوتا” في أسدود نحو 178 جندياً مصاباً.
مستشفى “إيخيلوف” في تل أبيب 148 مصاباً.
مستشفى “رمبام” في حيفا 181 مصاباً.
مستشفى “هداسا” في القدس المحتلة 209 مصاباً.
مستشفى “بيلنسون” 287 مصاباً.
مستشفى “شاعريه تسيدك” 139 مصاباً.
وقالت الصحيفة إن هذه المعطيات جزئية فقط، ما يعني أنها لا تعكس الصورة الكاملة، لافتة إلى أنه “حتى لو أخذنا في الاعتبار الفجوات المحتملة في التسجيل والبلاغات، على سبيل المثال حالات الإبلاغ المزدوج عن الجرحى الذين نقلوا من مستشفى إلى آخر، فلا يزال من الصعب تفسير الفجوة الكبيرة بين بيانات الجيش وبيانات المستشفيات. أما التفسير المحتمل الآخر، فهو أن جزءاً من المستشفيات على الأقل استقبل أيضاً جنودًا كانوا بحاجة إلى علاج طبي لا علاقة له بالحرب، وإنما لأسباب طبية أخرى”.
ولفتت الصحيفة إلى أن معظم المستشفيات لديها تسجيل كما تقوم بتشغيل غرفة طوارئ تتعامل مباشرة مع مصابي الحرب، ولذلك فإن المعطيات التي يتم الإبلاغ عنها تتطرق إلى الجنود المصابين جراء الحرب.
وتصبح الفجوات بين بيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي وبيانات المستشفيات أكبر عند مقارنتها ببيانات وزارة الصحة، التي تعرض في صفحة يتم تحديثها على موقع الوزارة على الإنترنت، بيانات إجمالي الضحايا من المدنيين والجنود، وفقا للصحيفة.
وبحسب بيانات الوزارة، استقبلت المشافي الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر وحتى اليوم 10.584 جندياً ومستوطناً مصاباً في المشافي جراء إصابتهم في الحرب، وتوفي 131 منهم أثناء دخولهم المستشفى، فيما رقد 471 في المستشفيات في حالة خطيرة أو حرجة، و868 في حالة متوسطة، و8.308 في حالة طفيفة. ويشكلون معاً نحو 15%، وصُنف 600 على أنهم مصابون بالهلع، و206 وصفت حالتهم بـ “غير معروفة”.
وقالت الصحيفة العبرية، إنه عند الافتراض بأن جزءاً كبيراً من مصابي الحرب هم من الجنود، فمن الصعب القبول بالمعطى الذي يقول إن 1592 من المصابين فقط هم جنود وهو الرقم الذي يشكل نحو 15%.
ونقلت الصحيفة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إن المعطيات تتطرق إلى الجنود الذين رقدوا في المستشفيات أو تم ضمهم إلى وحدات طبية منتشرة في المستشفيات (الحديث عن وحدات يتم ضم جنود إليها، غير مؤهلين طبياً للاستمرار في الخدمة بصورة منظّمة)