أخبار عربية – كراكاس
أمرت واشنطن بعض دبلوماسييها بمغادرة فنزويلا لدواعٍ أمنية لكنها أبقت السفارة مفتوحة.
وأصدرت الولايات المتحدة، الخميس، أمراً يقضي بأن يُغادر موظفوها “غير الأساسيين” البعثات الدبلوماسية التابعة لها في فنزويلا، وفق ما نقلت وكالة “فرانس برس”.
ولم تحدد وزارة الخارجية الأميركية عدد الدبلوماسيين الذين سيبقون في فنزويلا.
وفي “تنبيه أمني” منشور على موقع تابع لوزارة الخارجية الأميركية، طلبت إدارة الرئيس دونالد ترمب أيضاً من المواطنين الأميركيين المقيمين في فنزويلا أو المسافرين إليها بأن “يُفكّروا جدياً” بمغادرة هذا البلد.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن “حكومة الولايات المتحدة قادرة فقط على توفير خدمات الطوارئ للمواطنين الأميركيين في فنزويلا بشكل محدود”.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ، قد أعلن الخميس، إغلاق سفارة بلاده وكل قنصلياتها في الولايات المتحدة بعدما قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن التي اعترفت بالمعارض خوان غوايدو رئيساً بالوكالة.
وقال مادورو أمام المحكمة العليا: “قررت استدعاء كل الطاقم الدبلوماسي وإغلاق سفارتنا وكل قنصلياتنا في الولايات المتحدة”.
في الأثناء طلبت الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ السبت لمناقشة الوضع في فنزويلا، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وأفادت مصادر بأن واشنطن عبرت عن الأمل بعقد اجتماع علني رغم معارضة روسيا التي عبرت عن دعمها للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وفيما أعلن الرئيس الفنزويلي إغلاق سفارة فنزويلا في الولايات المتحدة، مشدداً على عدم شرعية غريمه، حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مادورو من عواقب لجوء الأخير إلى استخدام القوة العسكرية لضمان بقائه في السلطة.
وأضاف بومبيو أن وقت النقاش حول فنزويلا قد انتهى، وأن حكومة مادورو غير شرعية، ومفلسة أخلاقياً، وغير ديمقراطية إلى أبعد الحدود.
بداية الأزمة
الأزمة في فنزويلا ليست حديثة العهد بل اندلعت شرارتها إثر فوز يمين الوسط في الانتخابات التشريعية نهاية 2015، الأمر الذي أنهى هيمنة تيار تشافيز الرئيس الراحل.
حينها شرعت المعارضة بالمطالبة برحيل نيكولاس مادورو وضاعفت جهودها تجاه ذلك عام 2016 حين دعت لتنظيم استفتاء يدعو لرحيله. غير أن المحكمة الدستورية العليا حينها ضيقت السبل القانونية أمام ذلك وأطاحت بالاستفتاء.
ولم يقف المأزق عند هذا الحد، فبعد فشل جهود الاستفتاء بدأت المعارضة بالدفع تجاه إجراء انتخابات عامة مبكرة في عام 2017 لتأمين رحيل مادورو قبل انتهاء ولايته في ديسمبر 2018.
لكن الرئيس الفنزويلي أعلن وقتها قبوله إجراء انتخابات محلية دون مستوى رؤساء البلديات والأقاليم أو المستوى الرئاسي، متهماً المعارضة بالتورط بمؤامرة أميركية لمحاولة الانقلاب وهو ما نفته واشنطن.
واستمرت محاولات المعارضة بعد ذلك للإطاحة بالرئيس لكنها لم تفلح، ليفوز بفترة رئاسية جديدة في 20 مايو من العام الماضي بعد انتخابات محسومة لصالحه، وسط مقاطعة المعارضة وغياب منافسين جديين.
ولم تحظ الانتخابات باعترف البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، لتخرج احتجاجات مناهضة قتل على إثرها العشرات واعتقل الآلاف.
وتتهم المعارضة مادورو بتقويض الديمقراطية وسوء الإدارة ما جر البلد الذي يملك ثروة نفطية هائلة إلى أزمة اقتصادية خانقة.