أعاصير وفيضانات وزلازل يشهدها العالم اليوم على نحو متزايد. ففي أقل من أسبوعين، شهدت 4 قارات 8 فيضانات كبيرة، وكان إعصار دانيال الذي ضرب ليبيا الأعنف بالمقارنة مع كوارث سبقته، حيث غمرت الأمطار الغزيرة أجزاء من اليونان، تركيا، جنوب البرازيل، إسبانيا، جنوب الصين، الولايات المتحدة.
ويحذر العلماء من أن مثل هذه الأنواع من الظواهر الجوية المتطرفة، والتي تؤثر على البلدان في جميع أنحاء العالم، قد تصبح شائعة بشكل متزايد مع تسارع أزمة المناخ، مما يضغط على الحكومات للاستعداد للمستقبل.
لماذا كل هذه الكوارث؟
وفق تقرير لشبكة الـ”CNN”، تقول جونغ إيون تشو، عالمة الغلاف الجوي والمناخ في جامعة سيتي في هونغ كونغ إن “ظاهرة الاحتباس الحراري تُغير في خصائص هطول الأمطار من حيث التكرار والشدة والمدة”، إلا أن الدمار الذي حدث هذا الصيف كان بسبب مجموعة من العوامل المختلفة بما في ذلك التقلبات المناخية الطبيعية.
ماذا يفعل الاحتباس الحراري
أظهرت الدراسات، بحسب “إن بي سي نيوز”، أن ظاهرة الاحتباس الحراري تعمل على تكثيف دورة المياه على كوكب الأرض، حيث يزداد التبخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما يؤدي لمزيد من الرطوبة.
ونتيجة لذلك، يمكن أن تؤدي العواصف إلى هطول أمطار أكثر كثافة، مسببة فيضانات شديدة. وعلى سبيل المثال، فإن عاصفة دانيال أدت لهطول كمية من الأمطار تعادل عام كامل.
تَغيُّر المناخ ليس طبيعياً فحسب بل بفعل البشر
تقول وكالة “ناسا” إنَّ التغيرات التي لوحظت في مناخ الأرض منذ منتصف القرن العشرين كانت مدفوعة بالأنشطة البشرية وخاصة حرق الوقود الأحفوري، مما يزيد من مستويات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي للأرض، وهذا بدوره يرفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض.
للظواهر الطبيعية أيضاً دور في تغير المناخ، كالبراكين والتغيرات الحاصلة في أشعة الشمس.
في المحصلة: استعدّوا
يحذر العلماء أن الآثار الكارثية للفيضانات تسلط الضوء على الحاجة الملحة للحكومات للاستعداد لهذا الواقع الجديد، خصوصاً أنَّ البلدان الفقيرة والممزقة بالصراعات تقف في الخطوط الأمامية للكوارث المناخية غير المسبوقة بهذه الوتيرة.