ما زال التوترُ سيّد الموقف في مخيم عين الحلوة بعدما تصاعدت حدّة الإشتباكات مساء اليوم الأربعاء، وأسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة أكثر من 10 آخرين.
وقالت مصادر ميدانية متابعة أنّ الوضع يشيرُ إلى تأزم الأحوال داخل المخيم، واصفة الإشتباكات بـ”العنيفة جداً”.
وخلال ساعات المساء، تركّزت الإشتباكات بين حركة “فتح” من جهة ومسلحي “جند الشام” و “الشباب المسلم” من جهة أخرى، عند المحاور التالية: حطين، الرأس الأحمر، التعمير التحتاني، البركسات، في حين أفيد عن حدوث توتر داخل حي صحون – الرأس الأحمر.
في غضون ذلك، قالت مصادر مسؤولة في حركة “فتح” ″ إنَّ “قوات الحركة تردّ على الهجمات التي تُشنّ ضدها في مُخيّم عين الحلوة”، مشيرة إلى أنّ “فتح” تدافع عن المُخيم وأهله في وجه جماعات مُسلحة لا تريدُ الإحتكام للشرعية اللبنانية وتسليم المطلوبين بجريمة إغتيال القيادي “الفتحاوي” اللواء أبو أشرف العرموشي.ولفتت المصادر إلى أنّ “الحركة لم تُحدّد حتى الآن ساعة الصفر لشنّ عملية عسكرية”، وقالت: “ما يجري اليوم هو أنَّ المجموعات المُسلّحة انتفضت ضدّ تعاون الدولة اللبنانية مع فتح وقرّرت شنّ هجماتها على أكثر من محورٍ قتاليّ”. وختمت: “المهلة الزمنية المُعطاة لإتمام تسليم المطلوبين لن تطولَ جداً وكل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الجماعات المسلحة داخل المُخيّم”.
مقتل مسؤول في “تيار الإصلاح الديمقراطي في فتح”
ووسط الإشتباكات القائمة، أعلن “تيار الاصلاح الديمقراطي” في حركة فتح لبنان في بيان، اليوم الأربعاء، مقتل القائد العسكري في التيّار خالد أبو النعاج إثر “عملية غدرٍ وإطلاق نار” داخل مُخيم عين الحلوة.
واتّهم “تيار الإصلاح” مجموعة مخترقة في الأمن الوطني يقودها المدعو شادي زيد بتنفيذ عملية الإغتيال”، مشيراً إلى أنّ “تلك المجموعة مرتبطة بأجندات خارجية وتسعى الى تدمير المخيم واجهاض كل محاولات التهدئة وعودة الحياة الى طبيعتها، الامر الذي ادى الى استشهاد خالد أبو النعاج”. وأضاف: “لقد تعاملت مجموعاتنا مع مصادر النيران وتم القضاء على مطلقي النار بين قتيل وجريح وقد عملت قيادة التيار على عودة الهدوء والاستقرار”.
كذلك، ذكر التيار أنّ قيادته تلقت إتصالاً من السفير اشرف دبور، الذي أكد أن “هذه المجموعة مخترقة ومرتبطة بالمشاريع الهدامة التي تطال مخيمنا”. وختم البيان: “نعاهد شهيدنا و شعبنا ومخيماتنا باننا سنبقي اوفياء لتضحياتهم ومعاناتهم ونحافظ على امنهم برموش عيوننا وبأننا سنقتص من الشرذمة التي تسعى الى اغتيال قضيتنا والاعتداء على كوادرنا”.
لا تدخّل من اللينو”
من جهتها، نفت مصادر فلسطينيَّة الخبر المُتداول عن دخول مجموعة عسكريّة تابعة لمسؤول “تيار الإصلاح الديمقراطي في فتح” محمود عيسى المُلقّب بـ”اللينو” على خطّ الإشتباكات في المخيم.وأكدّت المصادر أنَّه لا صحة لما قيلَ عن أنّ “التيار” الذي يقوده “اللينو” فتحَ جبهة قتالية في حي الصفّوري الذي يسيطر عليه الأخير داخل مُخيم عين الحلوة.
هل قُتِل هيثم الشعبي؟
إلى ذلك، كشفت معلومات أنَّ أمير جماعة “جُند الشام” هيثم الشعبي تعرّض للإصابة بيده قبل أيام جرّاء الإشتباكات الأخيرة في مخيم عين الحلوة، نافيةً ما قيل عن أنّ المطلوب المذكور قد قُتل إثر المواجهات المسلحة داخل المخيم.ولفتت المصادر إلى أنَّ الشعبي ما زال مُتحصناً داخل أحد المنازل في حيّ التعمير التحتاني مع عددٍ كبيرٍ من المُقاتلين.
منشورٌ لافت من قيادي في “حماس”
بدوره، اعتبرَ القياديّ في حركة “فتح” موسى أبو مرزوق إنّ ما يجري في مخيم عين الحلوة الآن هو تدميرٌ للمخيم تحت عنوان “محاربة الإرهاب” ولكن من دون نتائج حقيقية تُذكر، وقال في منشور عبر حسابه على منصة “إكس”: “حاولنا جاهدين مساعدة من هو في مأزق لكنّ التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى”.