أخبار عربية – بيروت
يلف الغموض مصير القمة العربية التنموية والاقتصادية المقرر عقدها بعد أيام في بيروت، بعد أن طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بتأجيلها إلى حين تشكيل حكومة جديدة، مع رغبته بدعوة سوريا إلى القمة، واعتراضه على دعوة ليبيا على خلفية قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه هناك منذ 40 عاماً.
وكشف كلام بري عن حجم التصادم في المواقف بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون المؤكد على انعقاد القمة في موعدها.
يذكر أن موقف بري من ليبيا مرتبط بقضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الذين اختفت آثارهم بعد زيارة لليبيا في عهد الرئيسي الليبي الراحل معمر القذافي قبل 40 عاماً. ورغم زوال القذافي، ما زالت هذه القضية تمنع إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.
ومن هنا كان رفض بري حضور أي مسؤول ليبي إلى القمة الاقتصادية، وكان المطروح رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج.
وفي سياق آخر، وقبل أيام من موعد عقد قمة بيروت يومي 19 و20 يناير الحالي، طلب وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي، من هيئة التفتيش القضائية الاطلاع على مسار ملف هانيبال القذافي المعتقل في لبنان، بتفاصيله والتأكد من خلوه من أي مخالفات أو تجاوزات.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن وزير العدل وجه كتاباً إلى رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد، حول قضية هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، يوضح فيه تلقي الجانب اللبناني اتصالاً بهذا الشأن من اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في جنيف للوقوف على مآل التوقيف وظروفه.
وقال جريصاتي: “ومن باب الحرص على الأداء القضائي وتحصينه محلياً ودولياً منعا لكل تشكيك أو اتهام، وفي الوقت ذاته، وبصورة موازية، معرفة الحقيقة لجهة إخفاء إمام السلام ورفيقيه وتغييبهما قسراً وعنوة، أرغب إليكم الاطلاع على مسار هذا الملف بتفاصيله كافة والتأكد من خلوه من أي مخالفات أو تجاوزات للنصوص المرعية وضمانات المتقاضين والتي يعود لكم حق رصدها وتقديرها، كما المراحل التي وصل إليها، وتبيان الفوائد التي يجنيها لبنان من الإبقاء على هانيبال القذافي موقوفاً في سجونه لمعرفة حقيقة تغييب إمام السلام والاعتدال ورفيقيه والإفادة”.
وقد أصدر القضاء اللبناني في 14 ديسمبر 2015 مذكرة توقيف بحق هنيبال، بعد استجوابه بتهمة “كتم معلومات” في قضية اختفاء موسى الصدر في ليبيا.
وتسلمت السلطات اللبنانية هانيبال بعد ساعات على إعلان مجموعة مسلحة خطفه بعد “استدراجه” من سوريا قبل أن تفرج عنه في منطقة البقاع. وأظهر شريط فيديو وزعه حينها الخاطفون هنيبال وهو متورم العينين، ومطالباً كل من لديه “أدلة” حول قضية الصدر إلى “تقديمها فوراً ومن دون تلكؤ وتأخير”.