/ مرسال الترس /
بالرغم من كل الضجة الإعلامية “المعارضة”، التي تقودها أحزاب “القوات اللبنانية” و”الكتائب” و”التيار الوطني الحر”، يبقى رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية متقدماً على كل المرشحين” وفق معظم “البوانتاجات” التي تجري علناً وتوارياً.
لذلك، يمكن تفسير الدعوة إلى سحب ترشيحه للسير بالتوافق على إسم مرشح يحمل لقب “مستقل” و”سيادي”، على أنها ليست سوى ذراً للرماد في العيون من أجل التغطية على الفشل بالتوافق، لأن لكل فريق منهم حساباته ومرشحه، ولا يبدو أنهم يستطيعون الالتقاء على شخصية تجمعهم، لأنهم ينطلقون من قواعد “الحصص” و”الأسهم” واقتطاع المساحة الأكبر من “جبنة” السلطة، وقد ظهر ذلك جلياً في “اتفاق معراب” الذي كان هدفه إلغاء كل المسيحيين الذين هم خارج أحزابهم.
من هنا، شكّل ترشيح فرنجية صدمة لهم، لأنه استطاع ان يجمع نواباً يمثلون كل الطوائف والمذاهب في لبنان، وهذه هي النقطة التي تؤرقهم وتؤرق من يريد إبقاء المجتمع اللبناني مشرذمأً، بما بتيح لهم تمرير تلك الفدرالية التي يحاولون رفع شعاراتها عند كل منعطف محوري.
ومما زاد في الطين بلّة، هو تلبية فرنجية دعوة سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري إلى دارته، والتي جاءت بعد قمة جدة التي فتحت آفاقاً جديدة في العلاقات بين الدول العربية، بعد مرحلة حادة من الصراعات، وأشاحت معها تلك “الغيمة” التي كانوا يرفعونها في كل المناسبات، بالقول إن المملكة تضع “فيتو” على فرنجية.
ولكن الضربة قد تكون قاضية في حال تلقى فرنجية دعوة لزيارة الرياض مثلاً، وسط مؤشرات تقول إن السعودية وفرنسا تتناغمان في موضوع الاستحقاق الرئاسي اللبناني إلى حدود غير متوقعة، في وقت يبدو فيه جميع المعنيين بالشأن اللبناني، ومن بينهم “مجموعة الخمس” التي التأمت في باريس، متوافقون على أن منطقة الشرق الأوسط يجب أن تكون مهيأة لأجواء استقرار تناسب جميع الأفرقاء، ولاسيما منهم المعنيون بموضوع الطاقة المتعدد الجوانب.