لم تحمل الساعات الماضية أي جديد يذكر بما بتعلق بالاستحقاق الرئاسي، بحسب الأنباء” الإلكترونيّة، وهذا يدل على أنَّ الشغور قد يمتد إلى ما بعد الخامس عشر من حزيران، إلاّ في حال حصول مفاجأة خارجية ما، قد تعيد خلط الأوراق وتؤدي الى تصاعد الدخان الأبيض من ساحة النجمة. وفي غضون ذلك لم تتمكن المعارضة من تسمية أي مرشح بديل عن النائب ميشال معوّض كما وعدت، بانتظار موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، كذلك فريق الممانعة لم يبد أي ليونة بالتخلّي عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لصالح الرئيس التوافقي.
كلّ ما سبق يعني أن إنجاز الاستحقاق مؤجل الى أجل غير مسمى، وهو ما يتوافق مع إعلان مساعد وزير الخارجية القطري ماجد الأنصاري الذي أكد أن لا اجتماع قريباً للجنة الخماسية في الدوحة، واعتبار ذلك إشارة الى توقف الجهود القطرية التي سعت للتسويق لقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وفي سياق المواقف السياسية، أشارَ النائب بلال الحشيمي في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “كل فريق من الأطراف السياسية ينتظر الآخر”، مستبعداً انتخاب رئيس الجمهورية في النصف الثاني من حزيران، واصفاً هذا التوقيت “بغير الواقعي، فالأمور برأيه ما زالت على حالها”.
وإذ استبعدَ الحشيمي أن “يفضِ لقاء باسيل مع وفيق صفا لأي نتيجة (بحال حصوله)، لأن باسيل يريد أن يعرف أين سيستثمر أكثر مع المعارضة أم مع حزب الله”، لفتَ إلى أن “مشكلة لبنان طويلة”، وأكد أن “السعودية لم تعطِ ضوءاً أخضر لأية جهة سياسية على الإطلاق، لكنها حددت مواصفات الرئيس المطلوب وعلى الكتل النيابية ان تعرف كيف تختار رئيس جمهورية لبنان، والمهم ان تعرف جماعة حزب الله من يصلح لأن يكون رئيساً لجمهورية بلد منهار مثل لبنان”، مقللاً من أهمية المبادرات المحلية “لأنها لم توصل الى شيء سواء بالنسبة لمبادرة النائب الياس بو صعب او النائب غسان سكاف، فلا المعارضة لديها الجواب الشافي ولا الممانعة أيضاً”، مستغرباً صمت اللبنانيين مما يجري.
واعتبرَ الحشيمي أن لدى المعارضة فرصة للاتفاق على مرشح إنقاذ شرط التنازل عن شروط البعض لمصلحة لبنان، فالمطلوب برأيه رئيس سيادي يعيد الثقة بلبنان ويعمل على معالجة الاقتصاد المنهار.
من جهته، لفت النائب السابق أنيس نصّار في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية الى “وجود تواصل بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، لكنه لم يؤد الى شيء جوهري بعد لأن باسيل يريد ان يأخذ من القوات ليفاوض حزب الله، والقوات لا تريد الوقوع بخطأ تفاهم معراب مرة ثانية”، مشيراً الى “موقف القوات المعارض انتخاب فرنجية لأنها غير مستعدة لإطالة عمر الأزمة اللبنانية ست سنوات أخرى”.
نصّار قال “إننا نريد رئيساً سيادياً يؤمن بسيادة واستقلال لبنان ويتولى ضبط المعابر ومنع التهريب واستعادة ثقة العالم بلبنان، وليس رئيساً ينصاع من اليوم الأول لأوامر حزب الله، بل رئيسا لديه القدرة على محاربة الفساد ويعرف من أين دخلت النترات الى لبنان، وبالتالي نريد رئيساً صنع في لبنان”.
وعليه، لا يزال الغموض يخيّم على الملف الرئاسي في ظلّ عدم تبلور خارطة الطريق الداخلية، علماً أنّ الوضع لم يعد يُحتمل والبلد ينجرّ يوماً بعد يومٍ نحو الفوضى تحت وطأة الفراغ.