بدعوة من الحركة البيئية اللبنانية وبالشراكة مع تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا والجوار، واللجنة البيئية في مبادرة صيدا تواجه، وبالتعاون مع إتحاد بلديات صيدا الزهراني، وبرعاية من وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين (الذي شارك عبر تطبيق زووم لأسباب صحية)، عقد مؤتمر بيئي تحت عنوان ” آفاق وتحديات البيئة في منطقة صيدا الزهراني”، في مسرح بلدية صيدا بعد ظهر الجمعة ١٤ نيسان ٢٠٢٣، بحضور عشرات من الناشطين والمهتمين يتقدمهم رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، وعدد من أعضاء المجلس البلدي وفاعليات منطقة صيدا.
بعد الترحيب بالحضور، تحدث في جلسة الافتتاح عضو الهيئة الادارية في الحركة البيئية اللبنانية المهندس سليم خليفة الذي أشار إلى أهمية تعاون البلديات مع المجتمع المدني “لمواجهة الوضع السياسي وتفكك مؤسسات الدولة والكوارث البيئية التي نعيشها الى جانب مشكلات النفايات والتعديات على المساحات الخضراء”.
واضاف:” كما نجحت صيدا في تحويل مكب النفايات القديم الى حديقة، فإننا سننجح بتعاوننا جميعا مع الحركة البيئية والبلديات على مكافحة التلوث ووقف الانتهاكات التي تصيب الطبيعة”. وأكد على أهمية العمل على توعية الانسان على مخاطر التي تتعرض لها البيئة من اجل مستقبل الأجيال القادمة.
ثم تلاه السعودي الذي قال:”منذ ثلاثة اسابيع، واثناء مشاركتي في منتدى حواري عن تجربتي في العمل البلدي، تحدثت عن صعوبة الظروف التي تمر بها البلديات والتحديات الكبيرة التي تواجهنا. تحدثنا بالتفصيل يومها عن واقع الايرادات وكيف بقيت على حالها، فيما تضاعفت بشكل مهول كل النفقات. يومها عنونت احدى الوسائل الاعلامية عني اني قلت: لا انصح احدا بالترشح للانتخابات البلدية… اؤكد هذا لكن للكلام تتمة حقيقة، وهي أني لا انصح احدا بالترشح للانتخابات البلدية ان كان يظن أن الموضوع نزهة أو اقله بسيط الصعوبة. لكن امام عنوان لقاء اليوم، افاق وتحديات، اقول أن الافق ضيق والتحديات صعبة فوق العادة. لبنان في وضع دقيق جدا، والبلديات امام واقعها المحلي لا يمكن أن تواجه الظروف بالعدة العادية التي اعتادت ان تواجه فيها سابقا. من هنا، انطلقنا في بلدية صيدا لنرعى تأسيس “صيدا تواجه”، ايمانا منا بأن المرحلة المقبلة لا يمكن أن تخاض بدون تعاون مختلف الأفرقاء والفاعليات في صيدا واتحاد البلديات”. واضاف :”على المستوى البيئي تحديدا، نحن بحاجة الى تصور شامل متكامل بين اتحاد بلديات صيدا الزهراني، والذي اثمر تضافر جهودنا من خلاله سابقا في حل مؤقت لأزمة النفايات، لكن الأيام المقبلة بحاجة الى جهد أكبر. هذه الجهود، لا يمكن ايضا ان تحقق نتيجتها المرجوة، ان بقي واقع الرعاية الوزارية للبلديات على حاله مثل السابق. فلا بد بالتالي ان توضع خطة عمل متكاملة بين البلديات والوزارات، لا سيما وزارة البيئة في هذا المجال، لكي تثمر الجهود المتضافرة حلولا تكون بالحد الأدنى الاقل ضررا ويبنى عليها للمستقبل. ثم تحدث الوزير د. ياسين فاشار الى النقاط الاتية:”ضرورة مساعدة البلدية في معالجة مشكلة النفايات في معمل المعالجة والانتقال الى منظومة جديدة وإدارة جديدة ليعاد تأهيله وكيفية إعادة تشغيله عبر البلدية او بالشراكة مع القطاع الخاص.كذلك إقامة مطامر صحية حقيقية تحظى بالرقابة الصارمة”.وشدد ياسين على أهمية الفرز من المصدر واقامة مراكز بلدية لذلك.وأكد على أهمية تطبيق اللامركزية الحقيقية لمعالجة النفايات وتعديل قانونها لزيادة قدرة البلديات.وختم بالإعلان عن خطة اليونيسيف والاتحاد الاوروبي لتشغيل محطات الصرف الصحي.ثم عقدت الجلسة الأولى تحت عنوان:”نحو معالجة فعلية للنفايات المنزلية الصلبة”. تحدث فيها: رئيس جمعية غرين غلوب والعضو المراقب في الامم المتحدة لشؤون البيئة المهندس سمير سكاف، ومندوبة اللجنة البيئية في صيدا تواجه المهندسة سهاد عفارة. وادار النقاش المهندس سليم خليفة.طرح خليفة بداية سؤال: هل فعليا هناك حل لمشكلة النفايات؟ وهل نحن محكومون بالفشل؟ لماذا نجح البعض؟ وهل ننجح في ايجاد الحلول المناسبة؟تلاه سكاف الذي أشار إلى “أن اهدافنا تتضمن تطوير البلد، وتحصيل حقوق الانسان، وتساءل لماذا صيدا ليست مثل نيس او كان في فرنسا، وأن الامر يتعلق بالارادات.وراى ان غياب الهوية المعمارية هو أكبر خسارة امام جشع الساعين الى زيادة الاستثمار المعماري.
واضاف:” اننا نخسر نصف مليار دولار يمكن الحصول عليه إذا احسنا التعامل مع الشاطىء اللبناني، وخصوصا اذا عرفنا كيف نتعامل مع ٨ مطامر عملاقة على الساحل. وان سبب الازمة هو الانقسام الحكومي والنزاع في مجلس النواب وان أزمة النفايات أزمة سياسية وطائفية وليست تقنية.
وأكد على ضرورة الفرز من المصدر واستخدام النفايات العضوية في انتاج الاسمدة، ودعا الى اعتماد اللامركزية الفعلية والحد من الرقابة الرسمية وتحرير اموال الصندوق البلدي المستقل. وراى ان تعثر مراكز الفرز في الجنوب يعود إلى الخلافات السياسية.ثم تحدثت عفارة عبر الإشارة إلى اربع محطات لمعالجة النفايات وهي الفرز من المصدر، جمع ونقل النفايات، المعالجة والطمر. وعرضت خارطة طريق للمعالجة الصحية تبدأ بتقليل حجم النفايات وصولا الى الطمر.واشارت الى أسباب المشكلة الحالية بانها تعود الى السياسات المتبعة، غياب الرقابة والمحاسبة، العقود الموقعة وضعف الموارد المالية وغيرها.وقدمت تصورا تقنيا يمكن ان يكون مدخلا للمعالجة.ثم دار نقاش مع المشاركين.وعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان: “كيف نحافظ على الشاطىء اللبناني من خلال تكرير المياه المبتذلة بطريقة علمية”.تحدث فيها خبير الصرف الصحي المهندس جوزف كساب، المستشار العلمي راجي معاصري، والناشط في المجتمع المدني ربيع العوجي.وادار النقاش المهندس بلال شعبان.تحدث اولا كساب واصفا المحطة الموجودة في صيدا انها محطة تصفية اولية لمياه المجاريرالتي تخضع الى تركيد الرمول بعد سحب النفايات الكبيرة المرمية في المجارير، وتضخ عبر أنبوب طوله ١٢٠٠ متر داخل البحر. وأشار الى ان المشكلة تكمن بالمواد التي ترمى في المجارير مثل بقايا البويا، مياه المعامل والزيوت ومحطات البنزين.وأكد على ضرورة ان تكون هناك معالجة اولية وثانوية، وأن ما تعانيه محطات التكرير هو عدم القدرة على تأمين المازوت وغياب التيار الكهربائي.تلاه معاصري الذي أكد ان المشكلة الاساسية تكمن بغياب رؤية عامة للمدينة وغياب المخطط التوجيهي العام وعدم لعب البلديات دورها بشكل فعال وسوء ادارة محطات التكرير.وراى ان المدخل هو الايجابة على سؤال: الى اين نريد أن نصل، وما هو نوع المياه التي نريد أن نصل اليها؟واكتفى الناشط العوجي بعرض عدد من أفلام الفيديو والصور الفوتوغرافية التي تظهر مدى التلوث الذي تحدثه المياه المبتذلة التي تصب على شواطىء البحر في مدينة صيدا.ثم دار نقاش واسع بين المشاركين والمتحدثين.ان هذا المؤتمر يشكل خطوة أولى لتضافر جهود كل المعنيين لصياغة خطة بيئية لمنع التلوث والانتهاكات التي تتعرض لها الطبيعة، وتكون قابلة للتحقق من اجل مستقبل الأجيال القادمة.الحركة البيئية اللبنانية.