اشارت صحيفة “الأخبار” إلى أنه بخلاف بقية سفراء دول لقاء باريس الخماسي، يُسجّل نشاط لافت للسفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو التي عقدت، في الأيام الماضية، سلسلة لقاءات معلنة وغير معلنة مع قيادات عدة. فقبل زيارتها لرئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، جالت غريو على قيادات مسيحية معارضة لانتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، في محاولة لاحتواء عاصفة الانتقادات التي وجهتها هذه القيادات ضد السياسة الفرنسية في لبنان، على خلفية مشروع المقايضة الفرنسي الذي يحمل فرنجية إلى القصر الجمهوري ونواف سلام إلى السراي الكبير.
اللافت أنَّ ما نقل عن غريو، في لقاءاتها مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، أوحى بوجود مقاربة فرنسية جديدة، رغم أنَّ الأطراف الداعمة لترشيح فرنجية لم تسمع من غريو أو من باريس أي تعديل على ما تبلّغه فرنجية خلال زيارته للعاصمة الفرنسية، والذي أفادت المعطيات بأنه تضمن وعداً من الرئيس إيمانويل ماكرون بمواصلة مساعيه لإقناع السعودية بتسوية المقايضة.
وعلمت “الأخبار” أن غريو أكّدت في لقاءاتها مع القيادات المسيحية أن ترشيح فرنجية هو واحد من الخيارات التي تطرحها فرنسا للخروج من الأزمة، وأن تسميته تأتي في سياق فهم الواقع اللبناني وتوازناته لجهة عدم القدرة على فرض رئيس لا يرضى به الفريق الآخر. لكنها أكدت أن بلادها “تنصح الثلاثي المسيحي بالتوصل إلى اتفاق حول اسم مرشح رئاسي لا يكون نافراً ومستفزاً لحزب الله، بما قد يدفع الأخير إلى التخلي عن دعم ترشيح فرنجية”.
وفيما تتحضر باريس لاستقبال مزيد من الشخصيات اللبنانية، من بينها النائب سامي الجميل، تواصل العواصم الأخرى إطلاق مواقف تؤشر إلى عدم استجابتها للطرح الفرنسي. وفي هذا السياق، أتى الموقف القطري على لسان الناطق باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، تعليقاً على زيارة وزير الدولة في الخارجية القطرية محمد الخليفي إلى لبنان. إذ قال إنه “ليس لدى قطر مرشحٌ مفضلٌ في لبنان”، وشدد على أن زيارة الخليفي كانت استكشافية ومن غير المناسب الحديث عن وجود طرف خارجي يكون لديه مرشح مفضل في انتخابات الرئاسة اللبنانية، وما يمكن أن تقدمه قطر والدول العربية بشأن الأزمة اللبنانية هو دعم اللبنانيين للوصول إلى توافق يخرج لبنان من أزمته الحالية”.
هذا المناخ، أثار تساؤلات لدى الفريق الداعم فرنجية، وقالت أوساط قريبة من ثنائي أمل وحزب الله “إن الجميع بات يسأل عما إذا كانت باريس تلعب على أكثر من خط وتتبع سياسة ذات وجهين. فتسوّق لدى هذا الفريق فكرة المقايضة وتدفع الفريق المقابل إلى اتخاذ موقف يُشكّل إحراجاً للقوى التي تدعم فرنجية، من دون أن تظهر بصورة المعادي لأي من الفريقين”.