نظمت جامعة رفيق الحريري التابعة لمؤسسة رفيق الحريري بالشراكة مع مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة معرضا في خان الافرنج، بعنوان “سكوت يعلو صوته”، تضمن أعمالا فنية من نتاج إبداعات طلاب قسم التصميم الغرافيكي في الجامعة، رسما وتصويرا وتصميم أزياء، برعاية “agenda culturel ” و”YNM GROUP “. وحل ضيف شرف على المعرض ومتحدثا رئيسيا فيه الفنان البريطاني – اللبناني توم يونغ.
وشارك في افتتاح المعرض، رئيسة مؤسسة الحريري النائبة السابقة بهية الحريري والسيدة نازك الحريري ممثلة برئيس جامعة رفيق الحريري الدكتور سعيد اللادقي، في حضور رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي، ونواب رئيس الجامعة الدكتور محمود حلبلب، ابراهيم عكاوي وهشام قبرصلي، عميد كلية الآداب والعلوم الدكتور حسام سلامي ورئيس مؤسسة شرقي الثقافية سعيد باشو، وموظفي الجامعة والاساتذة والطلاب المشاركين واهاليهم واساتذة الفنون في عدد من مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار. وكان في استقبالهم الفريق المشرف على تنظيم المعرض من جامعة رفيق الحريري تقدمتهم مديرة قسم التصميم الغرافيكي سيرين سروجي الى الأستاذتين المساعدتين نادين زهر الدين ونورا سمورة.
سروجي
افتتح المعرض بالنشيد الوطني، فترحيب من سيرين سروجي التي اعتبرت ان المعرض “ليس بمجرد معرض فني، بل هو احتفال بالإبداع والتراث والمجتمع”، وعبرت عن “عميق الامتنان لرئيسة مجلس أمناء مؤسسة رفيق الحريري وجامعة رفيق الحريري السيدة نازك الحريري، على دعمها السخي وإيمانها الراسخ بقوة الفن والتعليم وعلى تشجيعها الذي كان له الدور الأساسي في جعل هذا المعرض حقيقة واقعة”، وقالت: “هذا هو الوقت لنحتفي ليس فقط بإبداع شبابنا، بل أيضا بقدرتهم على تشكيل مستقبل أكثر إلهاما ووعيا وثقافيا. أهلا بكم في احتفال بالرؤية والصوت والحيوية”.
الحريري
ثم تحدثت بهية الحريري، فاعتبرت أنه “عندما يعلو صوت السكوت في جامعة رفيق الحريري، عبر فتح الآفاق للمخزونات الإبداعية والمواهب المميزة لدى طالباتنا وطلابنا فإن هذه الظاهرة تجعلنا نستكين، ونشعر بالكثير من الأمل على أن مستقبل لبنان ستجسده إرادات شاباته وشبابه وقدرتهم على احترام مكوناتهم الإبداعية والعلمية وحبهم العميق لوطنهم الحبيب لبنان”.
وثمنت عاليا “مواكبة جامعة رفيق الحريري للمواهب الإبداعية الصامتة وجعل الأبواب مشرعة لمقاربة كل التحديات الموضوعية في الهوية والبيئة والإستكشافات الفنية والمساهمة في تجديد الوعي وكسر الصمت والسير قدما في مسيرة التجديد والتغيير”، وقالت: “لقد شهد لبنان مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري كل ما يؤكد بأن شابات وشباب لبنان قادرون على مواجهة تحدياتهم وتجاوز تراكمات الماضي الذي يقف حاجزا أمام مستقبل الأجيال. وإنني اليوم أتوجه بخالص التقدير والشكر لجامعة رفيق الحريري على هذا الإبداع المميز وأتوجه أيضا إلى الهيئات التعليمية والفنية كل التقدير والإحترام على مواكبة أجيالنا في اكتساب علومهم ومعارفهم واستكشاف مواهبهم ومهاراتهم ومواكبة إرادتهم في الإبداع والتعبير والتغيير. كل الحب والتقدير لطالباتنا وطلابنا على هذا السكوت الذي يعلو صوته. وأنتم مستقبل لبنان”.
اللادقي
بدوره، أعرب الدكتور اللادقي عن فخر الجامعة بعرض أعمال طلابها الفنية “في هذا المكان الرائع”، وقال: “بالنيابة عن السيدة نازك رفيق الحريري رئيسة مجلس أمناء مؤسسة رفيق الحريري وجامعة رفيق الحريري (RHU) وزملائي في RHU، أتقدم بالشكر إلى السيدة بهية الحريري على ترحيبها الحار وكرم ضيافتها”.
واشار الى ان “هذا المعرض يبرز الأعمال الإبداعية لطلاب تصميم الجرافيك في RHU ويجسد التزام RHU المستمر بالانخراط الثقافي والتعليمي مع المجتمع الأوسع”، وقال: “لقد انتهى العصر الصناعي، وتجاوزنا عصر التكنولوجيا، وأصبحت المعلومات قديمة. وربما في يوم من الأيام، سيصبح عصر الذكاء أيضا قديما، لا نعلم متى”.
ورأى أن “الفن هو تعبير عن المهارة البشرية الإبداعية في أشكال بصرية مثل الرسم والعمارة والأدب والموسيقى. وان الإبداع قوة تتجاوز الحدود، تشعل الخيال، وتمنحنا لمحة عن قلوب وعقول وقيم من يبدعون”، وقال: “كل عمل فني في هذا المعرض يروي قصة، ونحن في RHU نفخر بكوننا المكان الذي تتفتح فيه الأفكار ويمنح فيه الطلاب القوة للتعبير عن أنفسهم بشكل هادف”.
وتوجه اللادقي الى فناني الجامعة الموهوبين قائلا: “هذه اللحظة هي لحظتكم. إنها تحتفي بعملكم الجاد وشجاعتكم في تحويل رؤيتكم إلى واقع. وشكر أعضاء الهيئة التعليمية “العميد سلامي والسيدة سروجي والسيدة زهر الدين والسيدة زبيب والأستاذ عبد الله، على دورهم المحوري في تحويل هذه الرؤى إلى واقع وتعزيز بيئة تحتضن الإبداع وتشجعه”، كما شكر “السيدة نورا سمورة على الشعار الرائع “صامت لكنه صاخب”، واصفا اياه بـ”الأنيق والمعبر”، كما شكر الحضور على “إنضمامهم الى الاحتفال بمواهب طلابنا”.
وتابع: “بينما تتجولون في هذا المعرض، توقفوا أمام كل عمل فني، دعوه يتحدث إليكم ويتحداكم وربما يغيركم. هذا المعرض هو شهادة على قوة الروح الإنسانية في جامعة رفيق الحريري المكان الذي يلهم ويصنع القادة. وحيث تعمل الفرق بروح واحدة والطلاب ليسوا مجرد متعلمين سلبيين، بل جزء من شيء أكبر، تذكروا إرث جامعة رفيق الحريري ليس فقط عن النجاح، بل عن التأثير. وما نراه حولنا اليوم هو التأثير بعينه”.
يونغ
وتحدث الفنان توم يونغ عن عصر الذكاء الاصطناعي التحولي، معتبرا انه “عصر مليء بالفرص والتحديات التي تدفعنا الى إعادة تعريف معنى الإنسانية”، ثم تحدث عن جمال مدينة صيدا التي عاش فيها وعايش ناسها واحبهم، وحكى قصة شغفه بهذه المدينة، وتطرق الى “غنى تاريخها وثقافتها وروحها وأهمية احتضان هذا المكان العريق كجزء حي من هويتنا”.
وختم متحدثا عن “مفهوم الألم، وكيف يمكن أن يكون مصدر إلهام قوي يترجم إلى فن عميق ومعبر يلامس الروح”.
رحلة الى حكايات وعرض أزياء
بعد ذلك قصت الحريري واللادقي شريط افتتاح المعرض وجالا والحضور في اجنحته، في رحلة فنية منوعة المحطات، توزعت في ارجاء القاعة الرئيسية للخان لوحات ورسومات وصورا ومجسمات وتصاميم تروى عند كل زاوية منها حكاية حب وصمود وجمال وأمل، واستكشف في خلالها الحضور الأعمال الفنية لأكثر من 40 طالبا وطالبة تعكس تعبيرات شخصية وجماعية، من خلال فنون بصرية تنطق دون كلمات، تتناول الهوية، الوعي البيئي والاستكشاف الفني، مما يجسد صوت جيل جديد من صانعي التغيير.
كما ضم المعرض مساهمات ملهمة لفنانين لبنانيين ودوليين مرموقين، اضاف حضورهم ومشاركتهم بعدا نوعيا لهذا الحدث.
وفي ختام الجولة فاجأ الطلاب الحضور بعرض يسلط الضوء على تصاميم مستدامة مبتكرة باستخدام مواد معاد تدويرها.
حوارات مع فنانين
وتواصلت في اليوم الثاني فعاليات المعرض بسلسلة من الحوارات الثقافية والفنية القصيرة مع الفنانين برنارد رنو، جورج المر، داليا خضر، كليم بشارة، ياسمينا هلال، فرح قبرصلي، نادين زهر الدين، إسماعيل شريدي، ربيع الشعارني وسارة مكي، حيث تحدث كل منهم عن مسيرته الشخصية وتجربته الفنية ورؤيته لمستقبل الفن في لبنان والعالم العربي.
وتلا ذلك نقاش مع الحضور. واختتم المعرض بزيارة إلى حمام الجديد التراثي في صيدا القديمة الذي تشرف عليه مؤسسة “شرقي”، حيث استمتع الحضور بأحدث الأعمال الفنية للفنان توم يونغ والتي تتناول مواضيع التراث والذاكرة والترميم في قلب المدينة القديمة.