تفقدت وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي المتعلمين الذين يشاركون في التقويم التشخيصي في يومه الأخير، المخصص للتقويم الخطي في مواد اللغة العربية واللغة الأجنبية المعتمدة في المدرسة والرياضيات.
ولهذه الغاية، جالت في مدرسة أمين بيهم النموذجية الرسمية في بيروت، وكان في استقبالها رئيس منطقة بيروت التربوية محمد الحمصي ومديرة المدرسة سوسن الصوفي والهيئة الإدارية والتعليمية فيها. وقد أعد التلامذة استقبالا للوزيرة ولبسوا ثيابا فولكلورية تراثية وتلوا القصائد وعبروا عن فرحهم وبهجتهم بها وقدموا إليها هدايا ولوحات وقصائد تعبر عن فرحهم بحضورها
الصوفي
وألقت المديرة الصوفي كلمة، عبرت فيها عن اعتزازها باختيار مدرستها لهذه الزيارة التفقدية، وأكدت أن المدرسة “تعمل كخلية نحل وبكل جهد للسهر على جودة التعليم وتوفير بيئة مدرسية ملائمة للتعليم”، كما عبرت عن ارتياح الهيئة التعليمية “لهذا التقويم على الصعيد الوطني الذي يشير إلى نوع الفاقد التعليمي ووضع خطة لمعالجته”.
كرامي
ودخلت الوزيرة كرامي الى الصفوف وتحدثت إلى التلاميذ الذين تبين أنهم “يعرفون أهمية هذا التقويم في تحديد حاجاتهم التربوية، كما يدركون أنه لا يؤثر في نجاحهم أو رسوبهم، بل يشير إلى مكامن الضعف ليصار إلى معالجتها”.
ونفذت كرامي مع تلامذة الصف تمرينا للتنفس والإسترخاء مما يساعدهم على خفض التوتر، ووزعت عليهم أوراق التقويم، كاشفة لهم أنها كانت معلمة وأنها تتابع الأنشطة “من خلفية تربوية عريقة”، تجعلها قادرة على “مواكبة هذا التشخيص بكل مراحله ونتائجه”، ودعتهم إلى “بذل الجهد بكل هدوء وتركيز”.
وتحدثت كرامي إلى الإعلاميين، فقالت: “هذا يوم مهم جدا، وقد اطلقنا عليه إسم يوم التقويم التشخيصي الوطني. فقد انطلقنا من دراسات كثيرة أجريت بعد الأزمات وأفادت بأن تلامذتنا يعانون من فاقد تعليمي، أي ان تعليمهم لا يوازي الأهداف المحددة لهم، وبالتالي فإننا، استعدادا للعام الدراسي المقبل، قررنا العمل على كفايات أساسية مفصلية، بالتعاون مع المركز التربوي للبحوث والإنماء مشكورا، إذ بذل فريق العمل في المركز جهودا كبيرة في فترة قصيرة جدا، حتى تمكنا من وضع هذه الإختبارات غير التقليدية والتي تركز على مهارات معينة، إذا ما نجحنا في إعطائها إلى المتعلمين في العام الدراسي المقبل فإنها سوف تحدث فرقا كبيرا في مستوى التعلم”.
اضافت: “يواكبنا ايضا في هذا التقويم المرشدون التربويون من جهاز الإرشاد والتوجيه، وهم يساعدون في المدارس لإنجاح التقويم، كما يوجد فريق عمل في الوزارة يتلقى الإتصالات على الخط الساخن لتذليل أي عقبات أو إشكالات، سيما وأن هذا التقويم يتم إجراؤه في كل مدارس لبنان الرسمية، ويشارك فيه اكثر من 130000 ألف متعلم، وسوف يتم جمع كل المعلومات من النتائج كي نعمل عليها في العام الدراسي المقبل”.
ووجهت كرامي كلمة إلى أهالي التلاميذ، خصوصا إلى الأهالي الذين فقدوا ثقتهم بالمدرسة الرسمية في فترة معينة، قالت فيها: “ان المدرسة الرسمية هي الحجر الأساس للتربية في لبنان واستعادتها صحتها، وإننا نبذل كل الجهود من أجل التعليم الرسمي، ونأمل أن تكون هذه الخطوة الأولى في إنجاز التقويم لكي نتعرف أكثر إلى أولادهم ونقف على حاجاتهم ونعمل على تلبيتها بأفضل صورة وأن نستحق الثقة التي منحونا إياها، وندعوهم إلى اختيار المدرسة الرسمية”.
سئلت: كيف سيتم العمل على رفع المستويات التي لم تكن على قدر الآمال؟.
أجابت: “عندما استخدمنا مصطلح فاقد تعليمي، كنا مدركين أن هناك فوارق في المستويات، وهذه المشكلة طبيعية وموجودة في كل بلدان العالم، لكننا في لبنان واجهتنا ظروف أصعب بكثير من البلدان الأخرى، وبالتالي فإن حجم المشكلة لدينا أكبر، ونتوقع أن نرى تفاوتا في اكتساب المهارات بين سنة وأخرى، ولدينا فريق عمل من الخبراء يتعاون مع المركز التربوي لنكون بصدد وضع خطط تعليمية وتدخلات. كذلك فإننا نقوم بجهود كبيرة مع الجهات المانحة للحصول على دعم يمكننا من القيام بهذه النشاطات الإضافية، وإن هذا التقويم الذي نتابعه اليوم، يقع ضمن العام الدراسي العادي ومهام الهيئة التعليمية، لكن التدخلات سوف تستدعي بذل جهود إضافية وموارد إضافية نعمل على توفيرها من اليوم وحتى مطلع السنة الدراسية الجديدة”.
سئلت: اذا كانت المناهج التعليمية تسهم في تطوير التعليم فأين أصبحت ورشة المناهج؟.
أجابت: “إن ورشة المناهج التربوية بدأت في أيام الوزير السابق الدكتور عباس الحلبي وقطعت شوطا، وتم إطلاق جزء من العمل في احتفال أقيم في السرايا الكبيرة قبل تسلم هذه الحكومة مهامها، ونحن مستمرون في الورشة وقد انطلقنا من النقطة التي وصلت إليها الورشة وليس لدينا تاريخ محدد لإنجازها، لكننا نعمل على ترشيد الوقت وتسريع العملية قدر المستطاع وأن نبدأ في بداية العام الدراسي المقبل بالتطبيق على مدارس محددة لكي تكون هناك انطلاقة كاملة للتطبيق في العام الدراسي الذي يليه. وهذا الموضوع أساسي على أجندتنا ونعمل عليه بشكل أساسي، لكن التدخلات التي تحدثت عنها ضرورية لتعويض الفاقد التعليمي بمعزل عن إنجاز ورشة المناهج أو مع إتمامها، أي أنها في نظرنا مثل إعطاء الفيتامين لمن يحتاج إليه وتقديم المساعدة للتعلم الأفضل”.
سئلت: هل انتهت الإستعدادات للامتحانات الرسمية، وهل هناك أي تغيير عما أعلنتم عنه سابقا؟.
أجابت: “عندما أعلنا عن الإمتحانات الرسمية كنا قد أنهينا كل الدراسات اللازمة لاتخاذ القرار النهائي، وبدأت الترتيبات لإعداد المراكز مع إهتمام خاص بكل المناطق المتضررة وخصوصا في الجنوب والمناطق التي لا تزال غير مستقرة وتعاني من ظروف صعبة جدا، وعيوننا عليها من قرب، وننظر في أي أمر إضافي يمكن أن نوفره من أجلها. وإن شاء الله فإن الاستعدادات تتم على قدم وساق. وأشكر المديرية العامة للتربية بشخص مديرها العام رئيس اللجان الفاحصة الأستاذ فادي يرق الذي يقود هذه العملية ومعه دائرة الإمتحانات ودائرة المعلوماتية والمناطق التربوية والجهاز الذي يستعينون به لإجراء الإمتحانات، ونأمل خيرا للجميع”.