في سياق لا يزال يحمل آثار النزاع في جنوب لبنان، استضاف القطاع الغربي لليونيفيل تجمعًا هامًا للأديان في بلدة يارون، وهي بلدة ترمز إلى الدمار الذي خلفه الصراع الأخير.
وكان اختيار الموقع مقصودًا: فقد دُمّرت يارون بالكامل، بما في ذلك كنيستها ومسجدها، وهما رمزان لدينين مختلفين توحّدا في نداء واحد للأمل والتجدد.
نُظّم الحدث وسط أنقاض كنيسة مار جرجس ومسجد يارون، وقد أُعيد بناؤهما رمزيًا في قلوب المؤمنين والحاضرين.
وبين الركام، برزت رسالة واضحة: الدمار ليس نهاية، بل يمكن ويجب أن يكون بداية جديدة. من وسط آثار الخراب، ارتفع صوت مشترك يدعو للسلام والمصالحة والإرادة المشتركة لإعادة البناء.
نظّم الحدث العميد نيكولا ماندوليسي، قائد القطاع الغربي لليونيفيل، وجمع ممثلين كبارًا عن الطوائف الدينية الرئيسية في لبنان، في مبادرة مشتركة للحوار والإخاء وبناء السلام.
من بين القادة الدينيين الذين حضروا: السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبّال ممثلاّ بالشيخ عصام كسّاب، سيادة المتروبوليت إلياس كفوري، رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس، ممثلًا عن سيادة المونسنيور قيصر أسيسيان، النائب الرسولي؛ وسيادة المتروبوليت جورج إسكندر، رئيس أساقفة الروم الملكيين الكاثوليك.
في كلمته الافتتاحية، أشار الجنرال ماندوليسي إلى التنوع الغني في لبنان، قائلًا:
“لبنان بلد صغير بمساحته، كبير بتنوعه — فسيفساء نادرة من الثقافات والأديان. الحوار بين الأديان في لبنان يعكس مسؤولية مشتركة تجاه الأجيال القادمة… لنعمل معًا على ترسيخ ثقافة الحوار وتعليم أطفال هذا الوطن الجميل احترام التنوع بدلًا من الخوف منه.”
خلال الحدث، عبّر القادة الدينيون عن امتنانهم للدور الحيوي الذي تلعبه اليونيفيل في الحفاظ على الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان، مع توجيه شكر خاص لقائد القطاع الغربي وفريقه على دعمهم والتزامهم المستمر.
اختُتم اللقاء بتوقيع إعلان نوايا، تم تسليمه رمزيًا إلى كل من القادة الدينيين.