قلب وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما كافأ عنصري حراسة بمبلغ مالي يعادل راتب موظف سوري عادي شهرياً لأكثر من عقد.
فقد تناقلت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو يظهر فيه الوزير في إحدى الجمعات وهو يلقي كلمة، قال فيها إن أنباء وصلت إليه حول قيام عنصري حراسة بحماية أحد المتاحف في دمشق يوم الثامن من كانون الأول، أي ليلة سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد
تابع الوزير أنه قرر نيابة عن وزارة الثقافة تكريم الحارسين بمبلغ قدره 50 مليون ليرة سورية لكل منهما، أي ما يعادل 5000 دولار أميركي.
وأوضح أن القرار جاء إيماناً منه بأهمية الامتنان والشكر والعرفان من جهة، ولأن زمن البخل الذي كان يتعامل به النظام السابق في مثل هذه المواقف قد ولّى، وفق تعبيره.
وشدد على أن تصرف الحراس حمى المتحف وآثاره من اللصوص ومستغلي الانفلات الأمني الذي وقع تلك الليلة، ما زاد من أرباح الدولة إلى حد كبير، لافتاً إلى أن هذا التعويض ما هو إلا عرفان بالجميل لما قاما به.
وبينما لم تعرف تفاصيل كثيرة عن القصة، فإن هذه اللفتة لاقت استحساناً واسعاً بين السوريين، وانتشر مقطع الفيديو على المنصات إلى حد كبير بعد فترة قصيرة من التقاطه.
يشار إلى أن سوريا كانت تعاني من أزمة اقتصادية خانقة خلال سنوات الحرب التي امتدت لأكثر من 14 عاماً، ما أدى إلى خسارة الليرة السورية كثيراً من قيمتها أمام الدولار.
وأدى انهيار العملة إلى ارتفاع معدلات التضخم، مما زاد من معاناة السوريين لتوفير كلفة الغذاء والطاقة والاحتياجات الأساسية الأخرى.
وحذرت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإغاثية مراراً من أن السوريين قبل سقوط النظام، واجهوا أزمة جوع غير مسبوقة، حيث افتقر أكثر من 9.3 مليون شخص لما يكفي من الغذاء.
وفي تلك الفترة، لم يتجاوز راتب الموظف السوري العادي 30 دولاراً شهرياً، ما يجعل مكافأة بـ 5000 دولار حلماً بالنسبة لكثير من التعليقات.
إلا أن سوريا تعيش اليوم أملاً كبيراً بتحسن الوضع بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، في الرياض، رفع العقوبات الخانقة على البلاد، بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما قد يفتح باب الاستثمار وينعش الاقتصاد في بلد خنقته الحرب سنوات طويلة.
