في تطور لافت، رفع زوجان أميركيان دعاوى قضائية ضد شركة الأدوية الدنماركية “نوفو نورديسك”، متهمين إياها بإخفاء مخاطر “مدمرة” مرتبطة باستخدام أدوية إنقاص الوزن الشهيرة “أوزمبيك” و”ويغوفي”، بعد إصابتهما بفقدان دائم للبصر في كلتا العينين.
سيليت ميتشل، جدة تبلغ من العمر 64 عامًا ونائبة رئيس سابقة في أحد البنوك الكبرى في كاليفورنيا، قالت لصحيفة نيويورك بوست إن استخدامها للأدوية بدأ في عام 2023، وسرعان ما لاحظت “ظلالًا داكنة” في عينها اليمنى، تبين لاحقًا أنها نتيجة إصابتها بمرض “الاعتلال العصبي البصري الأمامي الإقفاري غير الشرياني” (NAION) — وهو اضطراب مفاجئ وخطير قد يؤدي إلى العمى الدائم. بعد أسابيع، أصيبت عينها الثانية بنفس المرض، وأكد الأطباء فقدان بصرها بالكامل.
وقالت ميتشل: “لو كنت أعلم أن أوزمبيك سيأخذ رؤيتي، لما استخدمته أبدًا”، مضيفة أن فقدان بصرها غيّر مجرى حياتها، وأجبرها على التقاعد قبل أوانها، والاعتماد على الآخرين في أنشطتها اليومية.
أما المدعي الثاني، وهو رجل من نيوجيرسي، فادعى أنه فقد بصره بالكامل بعد فترة قصيرة من بدء استخدام الأدوية، مؤكداً أن حالته شُخّصت أيضًا بـ NAION الثنائي، مما أفقده القدرة على القيادة أو القراءة، ودفعه للاعتماد كليًا على زوجته
الشركة ترد… والمحامون يتهمونها بـ”الإهمال الخطير”
وفي بيان لصحيفة ذا بوست، نفت “نوفو نورديسك” وجود علاقة مباشرة بين أدويتها وحالات العمى، معتبرة أن مرض NAION نادر الحدوث و”ليس تفاعلًا سلبيًا مع الدواء”. وأكدت الشركة أن ملف فوائد ومخاطر مادة “سيماجلوتايد” (الفعالة في أوزمبيك وويغوفي) “لم يتغير”.
لكن محامي المدعين، كريغ سيلفرمان، شدد على أن “محاولة نوفو نورديسك التقليل من خطورة هذه الأعراض غير مقبولة”، مشيرًا إلى أن الشركة “فشلت في تحذير الأطباء والمرضى من مخاطر فقدان البصر الدائم”.
دراسات تربط بين الأدوية وNAION
تستند الدعويان إلى دراسات طبية حديثة، من بينها بحث نُشر في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية عام 2024، خلُص إلى أن مستخدمي أدوية GLP-1 أكثر عرضة للإصابة بـNAION مقارنة بغيرهم، رغم إشارته إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد العلاقة السببية بدقة.
وتُشير الدعاوى إلى أن عبوات الأدوية لم تتضمن أي تحذير من مخاطر العمى أو مرض NAION، رغم شكاوى متكررة من مستخدمين سابقين يزعمون تعرضهم لأعراض مماثلة.