أطلقت “لجنة مهرجانات بيت الدين الدولية”، خلال مؤتمر صحافي، عقدته قبل ظهر اليوم، في القاعة الزجاجية – وزارة السياحة – الحمرا، “برنامج صيف 2025، برعاية وزيرة السياحة لورا الخازن لحود، وفي حضور وزيري الثقافة الدكتور غسان سلامة، والإعلام المحامي بول مرقص، رئيسة اللجنة نورا جنبلاط، الفنانة جاهدة وهبي المشاركة في المهرجان، المخرج روي الخوري وكوكبة من أهل الفن والثقافة والسياحة.
وأشارت وزيرة السياحة الى انه “في الدورة الحالية، نلتقي بفنانين جعلوا أعظم المسرحيات الغنائية العالمية روايات ناطقة بلغتنا وبهمومنا وبآمالنا”.
وقالت : “نلتقي بأصوات وأوتار، تختزن الذاكرة العالمية والعربية، وترتقي بالقصائد والمقامات لتمسي صلاة… في بيت الدين”.
اردفت:”وجهة رحلة عبر الشوف، تأخذنا من شاطئ ذهبي وسهل معطاء، إلى قصر المير أمين والمكتبة الوطنية في بعقلين، من غابة الأرز في الأعالي، إلى كرم كل بيت فيها.
كل هذا في بيت الدين، رحلة في المكان،رحلة في الروح. هذا هو لبنان الذي نؤمن به والذي نعمل لأجله. لبنان الذي يستعيد ثقته بذاته وثقة عاشقيه به”.
تابعت:” نفتخر بدور كل مشارك في هذا اللقاء، في التأكيد على مساهمة السياحة في خطة الإنقاذ الاقتصادي ومسيرة النهوض التي انطلقت مع العهد الجديد والحكومة الجديدة.
ونحن في وزارة السياحة، ندرك أن كل مهرجان، كل بيت ضيافة، كل أمسية موسيقية، وكل درب مشي… هو استثمار في لبنان، وفي صورة لبنان، وفي فرص العمل التي تبقي شبابنا في أرضهم”.
أضافت:”أعرف تماما، أن لجنة مهرجانات بيت الدين لا تنتظر التكريم، فهي معتادة على التألق. لكن من واجبنا أن نقول شكرا. شكرا لنورا جنبلاط، على هذا الإيمان المستمر، وعلى هذا التصميم على أن يبقى لبنان مساحة للإبداع”.
وتابعت: “صيف بيت الدين بدأ، صيف لبنان بدأ. والمستقبل، كما سنراه من مسرح القصر، يليق بأحلامنا… يليق بلبنان.
بدوره، تحدث الوزير مرقص فقال:” يطيب لي أن أقف بينكم اليوم للحديث عن حدث مفرح: مهرجانات بيت الدين.
دعوني أقول، أولا إن لبنان كله يبدو في مهرجانات متواصلة، منذ انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، إلى تأليف الحكومة برئاسة الدكتور نواف سلام، وانطلاق عجلة العمل في كل المجالات”.
أضاف: “هذا هو لبنان الذي نرنو إليه، متجددا، نابضا، ثقافيا وحضاريا وفنيا”.
واعتبر ان مهرجانات بيت الدين الدولية ليست مجرد حدث فني أو سياحي عابر، إنها جزء من هوية لبنان الثقافية ومن مسيرته التي تحدت الصعاب وعادت لتزهر من جديد في بداية عهد جديد.
ورأى “أن الحديث عن بيت الدين يقودنا تلقائيا إلى التاريخ، تاريخنا الناصع والضارب في الجذور، ولعلها فرصة تتجدد سنويا لنوائم بين هذا التاريخ الأصيل وحاضرنا الذي من خلاله نتطلع الى بناء المستقبل على أسس صلبة تليق بوطن الأسطورة.
والواقع يقتضينا القول إن لبنان، على الرغم من كل ما عصف به، لا يزال يولد كل يوم، كطائر الفينيق، منبعثا من رماده ومتوثبا للإبداع، ومتمسكا بموقعه على الخريطة الثقافية العالمية”.
وقال إن “إطلاق مهرجانات بيت الدين يرسل إشارة واضحة أن الأزمات لا تطفئ روح لبنان، ولا تعطل إرادة الحياة فيه. ونحن على أبواب صيف واعد، نستعد لموسم سياحة ثقافية لطالما كانت ركيزة أساسية في جذب اللبنانيين والمنتشرين والزوار من مختلف أنحاء العالم، فكيف اليوم ونحن في انتظار المغتربين والسياح من كل العالم، ولا سيما الإخوة من دول الخليج؟”.
وكشف مرقص أن الكويتيين بعد الإماراتيين يتحضرون للعودة إلى لبنان وهم لطالما واظبوا على زيارة بلدهم الثاني.
وأكد ان الإعلام في هذا الإطار، لا يكون ناقلا فقط، بل هو مساهم في نقل صورة لبنان الحقيقية إلى العالم كبلد ثقافي وسياحي وفني. ونؤمن بأن الإعلام يجب أن يكون شريكا في إبراز هذه الفعاليات، وداعما لمثل هذه المبادرات التي تعزز صورة الوطن الإيجابية”.
واردف: “أكثر من أربعين سنة مرت على أول انطلاقة لمهرجانات بيت الدين، واليوم يتحلق المحبون وأعضاء اللجنة المنظمة، حول رئيسته السيدة نورا جنبلاط لتجديد فعل الإيمان بلبنان الوطن، لبنان الحضارة والفن والإشعاع”.
من جهتها، توجهت جنبلاط في بداية كلمتها، الى وزيرة السياحة على استضافتها لإطلاق مهرجانات بيت الدين، ولوزير الثقافة على دعمه ورعايته المستمرة للثقافة والتراث، ولوزير الإعلام ومن خلاله الصحافة والإعلام،”الذين لم يبخلوا يوما في تغطية نشاطاتنا وأعمالنا.
وقالت: “عن عودة مهرجانات بيت الدين لهذا العام، بعد انقطاع قسري العام الماضي، حيث نقدم برنامجا غنيا ومتنوعا، يجمع بين الفنانين اللبنانيين الكبار والفنانين العالميين، وبأعمال أعدت خصيصا لمهرجانات بيت الدين.
أضافت: “يبقى الهدف الأساسي هو التأكيد على أهمية الفن والثقافة والموسيقى، لا سيما في لحظات الحروب التي لا تنتهي، والمآسي التي لا تتوقف، ومهرجانات بيت الدين، نجحت على مر السنين بجذب مئات الآلاف من الزوار، مما ساهم في الحفاظ على الإرث الثقافي وهوية لبنان المنفتح الحضاري، وتعزيز الإقتصاد والتنمية”.
وتطرقت جنبلاط الى حال القصر التاريخي، متوجهة بالشكر الى وزير الثقافة على “بشارته الجميلة” حول إعادة ترميمه”.
وأشارت، الى ان “اللجنة تولت خلال سنوات عديدة، وحيدة، مسؤولية الاهتمام بقصر بيت الدين وترميم بعض اجزائه وإنارته وإضاءة أقسامه وساحاته المختلفة خلال فترة المهرجانات”.
وكشفت جنبلاط “ان القصر خارج أوقات المهرجانات يفتقر الى الاضاءة، علما انه واحد من أبرز المعالم التاريخية والأثرية في لبنان والشرق”، داعية “الجهات المعنية، خصوصا في ظل هذا العهد الجديد للالتفات الى تحسين أوضاع هذا القصر”.