خاتم ذكي يثير الجدل.. “ذا رينغ” يرصد الخيانة ويلامس الخصوصية

أعلنت شركة “رو” (Ro) الأميركية، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، عن تطويرها جهازاً فريداً من نوعه، يحمل اسم “ذا رينغ” (The Ring)، الخاتم الذكي الذي بإمكانه –بحسب ما أفادت الشركة– كشف خيانة الشريك عبر تحليل المؤشرات العاطفية والجسدية.

بحسب تقرير، نشره موقع “ذا صن” (The Sun)، فإن الخاتم الذكي لم يُطرح في الأسواق بعد، لكن التوقعات تشير إلى أنه سيحدث نقلة نوعية في الطريقة التي تُبنى بها الثقة في العلاقات، أو ربما يُعيد تعريفها بالكامل. الخاتم سيعتمد على مزيج من التقنيات الحديثة التي تشمل الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار الحيوية، إلى جانب ميكروفون حسّاس لرصد نبرات الصوت، خاصة تلك التي توصف بأنها ناعمة أو حميمية.

يعتمد الخاتم على قراءة عدة مؤشرات فيزيولوجية مثل معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم، ويتمتع بالقدرة على التمييز بين تسارع نبضات القلب الناتج عن لحظة عاطفية وبين ذلك الناتج عن نشاط بدني مثل ممارسة الرياضة، لتفادي إصدار إنذارات خاطئة. وفي حال التقط الخاتم أي إشارة تدل على خيانة محتملة، فسيومض بلون أرجوانيّ لتنبيه المستخدم.

رغم ما قد يبدو عليه من صرامة أو تطفل، تقول الشركة إن الهدف من الخاتم يتجاوز مجرد كشف الخيانة. فقد أوضحت الرئيسة التنفيذية مارينا أندرسون بأن “ذا رينغ” صُمم ليكون أداة لـتعزيز الثقة والتفاهم بين الأزواج، وليس العكس، إذ يستطيع الخاتم رصد مشاعر مثل التوتر والقلق، وتقديم تقارير دقيقة عنها عبر تطبيق مرافق يتم العمل على تطويره حالياً.

من الاستخدامات، التي تمّ الترويج لها، قدرة الشريك على دعم الطرف الآخر في المواقف العصيبة، كأن يكون أحدهما في اجتماع عمل مرهق ويظهر توتره عبر المؤشرات الحيوية، مما يسمح للطرف الآخر بالتدخل برسالة دعم أو تشجيع.

رغم الجانب الإيجابي الذي تسوق له “رو”، فإن الجهاز يثير مخاوف كبيرة بشأن الخصوصية، خاصة أنه يتيح وصولاً غير مسبوق إلى المشاعر والسلوكيات الشخصية. وفي هذا السياق، أكدت أندرسون أن الشركة تدرك تماماً هذه المخاوف، وتعمل على وضع ضوابط مرنة تسمح لكل مستخدم بالتحكم بنوع المعلومات العاطفية التي يشاركها، أو يمنع وصولها إلى شريكه تماماً. وقالت: “نحن نوفر التكنولوجيا، لكن كل شخص يملك حرية القرار بشأن كيفية استخدام هذه الميزات في علاقته الخاصة”.

من المتوقع أن يرى “ذا رينغ” النور في أواخر عام 2025 أو أوائل 2026، وسيأتي مزوّداً ببطارية قويّة تكفي لمدة أسبوع كامل بين كل عملية شحن وأخرى.

وبينما يرى البعض في هذا الابتكار وسيلة لتعزيز التفاهم العاطفي، يراه آخرون بداية عهد جديد من الرقابة في داخل العلاقات الشخصية، مما يفتح باباً واسعاً للنقاش حول الخط الفاصل بين الثقة والخصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *