تفسير علمي لهجمات أسماك القرش

طرحت دراسة علمية حديثة تفسيراً غير متوقع لبعض هجمات أسماك القرش على البشر.

وعلى الرغم من السمعة المخيفة التي التصقت بأسماك القرش منذ عرض فيلم “الفك المفترس” عام 1975، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد هجمات القرش لا يتجاوز 100 حالة سنوياً، 10% منها فقط تعدّ قاتلة. وفي المقابل، يُقتل عشرات الملايين من أسماك القرش سنوياً على يد البشر.

وأظهرت الدراسة أن هذه الحيوانات البحرية قد تعضّ دفاعاً عن النفس، وليس فقط بدافع الافتراس أو الغريزة الإقليمية كما كان يُعتقد سابقاً.

وقال الدكتور إريك كلوا، الباحث في جامعة PSL الفرنسية والمتخصص في سلوك أسماك القرش، إن نتائج الدراسة تسلّط الضوء على جانب مهمل في فهم هجمات هذه الكائنات، مؤكداً أن: “أسماك القرش قد تعض الإنسان كرد فعل على سلوك تراه عدوانيا من جانبه، وهي بذلك تتصرف بدافع البقاء، لا الهجوم”.

وأضاف أن أي تفاعل جسدي مع القرش – حتى لو بدا الحيوان في محنة – قد يُفهم من قبله كتهديد مباشر، مشدداً على ضرورة تجنّب لمسها أو الاقتراب منها، احتراماً لطبيعتها وخوفها الفطري من البشر.

وأشار كلوا إلى أن بعض الأنواع الساحلية، مثل قرش الشعاب المرجانية الرمادي، تمتاز بسلوك إقليمي وجرأة كافية تجعلها أكثر احتكاكاً بالبشر. وقال: “حين تشعر بالخطر، قد تستخدم أسماك القرش قوة مفرطة في ردّها الدفاعي، ما يسبب ضرراً يفوق التهديد الفعلي”.

وشدد على أن هذه الكائنات لا تتصرف بدافع الانتقام، وغالباً ما تخاف الإنسان أكثر مما يخافها.

ارتكزت الدراسة على توثيق عضّات أسماك القرش في بولينيزيا الفرنسية منذ أربعينيات القرن الماضي، مع تحليلات دقيقة بين عامي 2009 و2023، تم خلالها تسجيل 74 حالة عضّة، منها 4 يُرجح أن تكون بدافع الدفاع عن النفس – أي ما يمثّل 3% إلى 5% من الإجمالي.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج قد تنطبق على حوادث مشابهة في أنحاء أخرى من العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *