انشغل الأردنيون، اليوم الثلاثاء، بما أعلنته دائرة المخابرات العامة بشأن إحباطها مخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل المملكة .
وقالت المخابرات الأردنية، في بيان، إنها ألقت القبض على 16 متورطاً في المخططات التي كانت تتابعها بشكل استخباري دقيق منذ عام 2021، مشيرة إلى أنها تشمل قضايا تتمثل بتصنيع صواريخ بأدوات محلية وأخرى جرى استيرادها من الخارج لغايات غير مشروعة، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية وإخفاء صاروخ مُجهز للاستخدام، ومشروع لتصنيع طائرات مسيّرة، بالإضافة إلى تجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وخارجها.
وخلال بث اعترافات مصوّرة لأحد المتهمين، ذكر أنه تلقى مع عنصر آخر تدريباً في لبنان.
وبحسب ما ذكر وزير الاتصال الحكومي محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي، فإنّ المتهمين “ينتسبون إلى جماعة غير مرخصة ومنحلة بموجب أحكام القانون”، في إشارة إلى “جماعة الإخوان المسلمين” التي كانت السلطات القضائية الأردنية قررت حلّها عام 2020 واعتبارها غير قانونية.
ماذا عن حزب جبهة العمل الإسلاميّ؟
لكنّ حزب “جبهة العمل الإسلامي”، الذي فاز بـ31 مقعداً من أصل 138 في البرلمان الحالي، يمثّل الجماعة المنحلة ويُعدّ ذراعها السياسي، وسيواجه وفق ما أفاد مصدر مطلع احتمالية حلّه هو الآخر من خلال إجراءات قانونية وقضائية قد تمتدّ لتطال وجوده في مجلس النواب.
ويضيف المصدر أنّ “الدولة الأردنية اتخذت قراراً حاسماً لوضع حدّ لتجاوزات الإخوان المسلمين، خصوصاً مع كشف هذا المخطط الذي يُعدّ الأخطر في ملفّهم. كذلك، ازدياد تحريضهم على الفوضى والفتنة وضرب تماسك المجتمع الأردني بذريعة مناصرة غزة، وهو ما برز مؤخراً في المسيرات التي شهدت تطاولاً على الجيش الأردني والأجهزة الأمنية”.
“تسامح الدولة مع الإخوان”
ويؤكد المصدر أنّ “الإخوان لم يقدّروا تسامح الدولة معهم في محطات عدّة، ورفضها ضغوطات سابقة كانت تهدف إلى تصنيف الجماعة إرهابية، بالإضافة إلى إشراكهم في عملية التحديث السياسي وفوزهم نتيجة ذلك بحصة الأسد من المقاعد المخصّصة للأحزاب من خلال جبهة العمل الإسلامي”.
ويتابع قائلاً إن “الإخوان أصروا على دفع الدولة الأردنية إلى خيارات لا ترغب بها، إذ ظلّت تعمل على احتوائهم على أمل أن يُغلّبوا المصلحة الوطنية العليا في طروحاتهم وسلوكياتهم، إلا أنّ ما ثبت هو العكس، وذلك بعملهم لصالح أجندات وجهات خارجية في مقدّمتها حركة حماس”.
إلى ذلك، قالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان: “إنّ كل ما تم التطرق إليه هي أعمال فردية، على خلفية دعم المقاومة، لا علم لجماعة الإخوان المسلمين بها ولا تمت لها بصلة”.