نشر موقع “n12” الإسرائيليّ تقريراً جديداً تحدث فيه عن مُخطّط كبير كان يحضر له “حزب الله” في لبنان ضدّ إسرائيل، مشيراً إلى أنَّ الحزب كان يخطّط لـ”إغراق أنظمة الدفاع الجوي” الإسرائيلية ومن ثمّ ضرب مواقع استراتيجية بصواريخ دقيقة.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ الجيش الإسرائيلي استعدّ لفترة طويلة لأي هجمات يقوم بها “حزب الله”، كما قام بدرس الأخير من “الرأس إلى أخمص القدمين”، موضحاً أنَّ “الهدف كان ولا يزال فهم نقاط الضعف لدى الحزب وتحديداً تلك التي ستكون عملية مهاجمتها بمثابة ضربة ساحقة من شأنها أن تغير المشهد”.
ويقول التقرير إنَّ “الجيش الإسرائيلي وصل إلى مستويات من الدقة والمعرفة عن حزب الله لم يكن يتخيلها أحد”، مشيراً إلى أنه “تم الوصول إلى أماكن معقدة بالإضافة إلى أمور دقيقة أتاحت تحقيق الكثير”.
وينقل التقرير عن مصدر في قسم الأبحاث في الاستخبارات الإسرائيلية قوله: “كانت المخاوف والتحذيرات من كارثة قادمة من الشمال، من نوع لم تشهده إسرائيل من قبل، تطفو في ذهني باستمرار.. لقد قالوا إن المباني سوف تتساقط من حيفا إلى تل أبيب، لكننا تمكنا من نزع فتيل هذا السيناريو”.
ويكشف تقرير “n12” أنَّ سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي استخدم ضد المواقع تحت الأرض التي يُخزن فيها “حزب الله” ترسانته العسكرية، أسلحة يمكنها ضرب النفق وتفجيره.
هنا، يقول المصدر في قسم الأبحاث: “قبل الحرب، كانت التقديرات تشير إلى وجود عشرات مراكز التدمير، وأضرار في الدفاعات الجوية والمواقع الاستراتيجية. بفضل بنك أهداف وبنية تحتية معرفية عمل عليها مئات الأشخاص لعقود، تمكنا من منع ذلك. عشية اندلاع الحرب، كان حزب الله المنظمة التي تمتلك أكبر مخزون صاروخي في الشرق الأوسط”.
إلى ذلك، يوضح التقرير أنَّ “الصورة مُختلفة اليوم، فبحسب التقديرات، جرى تدمير نحو 70% من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله”، وأضاف: “حالياً، المنظمة لا تمتلك القدرة على إطلاق ضربات نارية ضد دولة إسرائيل، ولا يزال حزب الله يملك القدرة على إطلاق النار، كما نرى من وقت لآخر، لكن نطاق إطلاقه أصبح أقل بكثير”.
ويقول المصدر الاستخباراتي الإسرائيليّ إن “حزب الله حاول فصل التشكيلات لجعل مهاجمة إسرائيل لها أكثر صعوبة”، وتابع: “قام الحزب ببناء تشكيل متماثل يضم مجموعات متطرفة مختلفة داخله. على سبيل المثال، في مناطق الإطلاق في جنوب لبنان، وضع الحزب المسار في مكان وعنصر الإطلاق في مكان آخر، وكل مجموعة لديها سلاح ووحدة مختلفة.
ويوضح المصدر في قسم الأبحاث أن “ضربة الحزب الافتتاحية لهجوم كبير كانت مخططة لتكون بالآلاف – على سبيل المثال، إطلاق مئات الصواريخ قصيرة المدى على مدينة كبيرة، ثم الصواريخ متوسطة المدى، ثم الصواريخ الدقيقة”.
وأكمل: “هكذا خطّط الحزب لاغراق منظومات دفاعنا الجوي، ثم إطلاق صواريخ دقيقة لضرب مواقع استراتيجية. كان هدف التنظيم اللبناني تنفيذ هذه الخطة على عدة أهداف في آن واحد – فبنوا عددًا لا بأس به من القدرات الاستخبارية النارية القادرة على التواصل مع مثل هذه التحركات. لقد بنوا آليات جيدة، وركزنا على استنزاف أكبر قدر ممكن من القدرات منها”.
ويقول المصدر في قسم الأبحاث: “كانت نقطة التحول عندما تمكن حزب الله من تجميع ما يكفي من الصواريخ الدقيقة. لقد بنوا نظاماً حيث إذا سافرت إلى الخارج لمدة عام، ستكتشف عند عودتك أن كل شيء قد تغير”.
يلفت التقرير أيضاً إلى أنَّ “الجيش الإسرائيليّ هدف أيضاً إلى ضرب أنظمة الاستخبارات والاتصالات التابعة لحزب الله، فضلاً عن منشآت التخزين التابعة له بالإضافة إلى استهداف القادة الكبار الذين يقودون هذه التحركات”.
هنا، يقول المصدر في قسم الأبحاث والخطط: “أولاً، علينا أن ندمر أسلحة التنظيم، بالإضافة إلى قيادته وسيطرته. هذا الضرر تراكم مع مرور الوقت في الحرب، من الجيش إلى قادة القطاعات والأمين العام للحزب حسن نصر الله نفسه. كانت هناك وحدات انتهت بلا قائد واحد، من رتبة قائد سرية أو قائد كتيبة فما فوق”.
ويؤكد المصدر في وحدة الاستخبارات: “بقيت وحدة الصواريخ الدقيقة بلا قادة. قضينا على قائد الوحدة ونائبه وقائدي قطاعين وبديل أحدهما، وغيرهم. 40% من عناصرهم لقوا حتفهم. لم يمر أسبوع دون مقتل صديق لهم”.
ويضيف: “الوحدات العسكرية لدى حزب الله عانت من الإنهيار، فهناك هياكل تفككت، عاجزة عن أداء مهامها. إنَّ حزب الله ليس في وضع يسمح له بالبدء بإعادة البناء بعد، ولا يزال يحاول فهم ما حدث له”.
وبحسب تقديرات وتحليلات الجيش الإسرائيلي، فقد تم تدمير نحو 80% من الدفاعات الجوية لوحدة “الرضوان” التابعة لحزب الله، كما تم القضاء على ما لا يقل عن ثلث قواته. وفي ما يتعلق بالبنية التحتية للأنفاق بالقرب من الحدود، فقد تم تدمير كل ما تعرف عليه الجيش الإسرائيلي، وهي خطوة تزيد من تعقيد خطط الغزو والهجمات على المستوطنات، وفق ما يقول التقرير.
أيضاً، زعم تقرير “n12” أنه تم تدمير حوالى 70% من البنية التحتية لحزب الله في كافة أنحاء لبنان مثل الشقق العملياتية، مراكز القيادة، مستودعات الأسلحة، مواقع الإنتاج، وأضاف: “حزب الله يواجه اليوم صعوبة كبيرة في تهريب الأسلحة اليوم، بسبب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا المجاورة للبنان. لقد ضربت إسرائيل مراكز الأبحاث وورش العمل والعلماء والمهندسين. كذلك، تضرر النظام الاقتصادي للحزب، وهذا ما يؤخر توزيع التعويضات والأموال على السكان بعد الحرب.