أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تبذل جهودًا حثيثة لإحلال السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة، مشددًا على أن تركيا “لا تطمع في أي أراضٍ خارج حدودها”، بل تسعى إلى إنشاء حزام من السلام في محيطها الجغرافي”.
وأشار أردوغان في كلمة ألقاها خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي، إلى أن النظام الدولي الحالي “عاجز عن مواكبة روح العصر، ولا يقدّم حلولًا ناجعة للمشكلات، لا سيما تلك التي تواجه منطقة الشرق الأوسط”.
وقال: “عندما نقول إن العالم أكبر من خمس دول، فإننا نعني ذلك، لأن الإنسانية أكبر”، معرباً عن أمله في أن تسهم جلسات منتدى أنطاليا في رسم رؤى جديدة لحل النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية، مؤكدًا أن “الوقوف في وجه الظلم واجب إنساني”، ومشيرًا إلى أن تركيا تعمل بتوافق مع جميع الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، لتحقيق الاستقرار في سوريا.
وأضاف: “إسرائيل دولة إرهاب تسعى إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني وتنفيذ نكبة ثانية”، لافتًا إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل حتى الآن 211 صحافيًا في غزة، بالإضافة إلى استهداف عائلات مدنية بالكامل، آخرها في خان يونس. وتساءل: “إذا لم تكن هذه همجية وجبنًا، فماذا تكون إذن؟”
وشدد على أن “النضال الفلسطيني ضد الاحتلال لا يمكن تشويهه بوصفه إرهابًا”، مؤكدًا أن “تحقيق السلام في المنطقة لن يكون ممكنًا إلا من خلال حل الدولتين”.
حذّر من دفع سوريا مجددًا نحو دوامة من عدم الاستقرار، قائلاً إن “من يسعى لإعادة المأساة إلى الشعب السوري عليه أن يعيد حساباته”، مؤكدًا أن تركيا تواصل دورها المحوري داخل حلف الناتو، ولم تبتعد عن هدفها في تحقيق العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي.
ووجه أردوغان تحية إلى “كل المظلومين حول العالم باسم تركيا وشعبها”، مؤكدًا أن بلاده تعمل من أجل السلام، وأنها ترغب في أن تتحول المنطقة إلى “مكان للحضارة والسلام والأمان، لا ساحة للحروب والنزاعات”.
وتابع: “إذا كان الاتحاد الأوربي يريد تجاوز التحديات الحالية عليه التخلص من أعبائه ويمنح تركيا مقعدها كعضو كامل في الاتحاد دون تأخير، ونهدف إلى تحقيق صادرات سنوية بقيمة 100 مليار دولار إلى الولايات المتحدة، وتجمعنا علاقات متعددة مع روسيا وعازمون على تعزيز تعاوننا معها على أساس الاحترام المتبادل”.
وأكد أن “إنهاء الحرب في أوكرانيا لا يزال على رأس أولوياتنا، ونبذل ما بوسعنا إلى ضمان عدم تحول التنافس التجاري وآثار الرسوم الجمركية إلى حالة مدمرة، وصداقتنا قوية مع الرئيس ترمب وبفضل هذه الصداقة ستزدهر العلاقات مع الولايات المتحدة في جميع المجالات”.