كتب الفنان المصري محمد صبحي في وداع الشهيد السيد حسن نصر الله، رسالة رثاء خاطب فيها الشهيد.
وقال صبحي في الرسالة: “إلى روح السيد حسن نصر الله..
أيها الفارس الذي شق طريقه في عتمة الزمان، وأضاء للأمة دروب الحق بنور إيمانه، ها نحن نقف اليوم في وداعك، والشوق إلى كلماتك وآرائك ينفطر في قلب كل حرّ.
لقد رحلتَ، لكنك تركت فينا نبراسًا لا يطفئه الزمان، وذكراك خالدة في أرواحنا كما كانت فلسطين في قلبك، لا تغيب، لا تُنسى.
لقد كنتَ رمزًا للعزّة، وصوتًا يصرخ في وجه الظلم مهما علا، وعينًا ساهرة على فلسطين، ذلك الحلم الذي طالما حلمنا به، والذي حملته على أكتافك وقاومت لأجله بلا تعب.
في كل كلمة نطقتها، كانت فلسطين حاضرة، وفي كل معركة خضتها، كانت رايتها مرفوعة بأسمى معاني الكرامة.
لا يمكن للكلمات أن تعبر عن الحزن الذي يخنقنا اليوم، ولكننا نعلم أن رحيلك عنّا ليس إلا تحولًا من جسد إلى روح أبية، تظل ترفرف في سماء الأحرار، لا تُرى، ولكنها تُحسّ في كل نفسٍ نبضُه حرية.
لقد كنتَ مدرسة في الثبات، وحياة تُعلّمنا كيف نرفع رؤوسنا عاليًا، مهما كانت الأثمان.
وكما كان دربك مليئًا بالتضحيات، فإن دربنا اليوم سيكون مليئًا بالعزم ، متمسكين بأمل فلسطين الذي زرعته في قلوبنا، ولم نكن نعلم يومًا أنه يُمكن أن يغيب عنّا.
اليوم، ونحن نودعك، نعلم أن فلسطين لن تُنسى، وأن ما زرعته فيها سيظل ينبت أملًا ونضالًا حتى يتحقق الحلم الذي لطالما حلمت به، حلم العودة، وحلم التحرير.
رحمك الله يا سيد حسن، ستظل روحك فينا، تلهبنا بالعزيمة وتدفعنا للمضي قدمًا.
نعدك، أننا سنظل نرفع راية فلسطين في السماء، عزيزة كعزتك، حرة كحريتك، ولن نتراجع حتى يتحقق الوعد الذي لم يتوقف قلبك عن مناداته: تحرير فلسطين كل فلسطين.”.
يذكر أن “حزب الله” يشيع الشهيد نصر الله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، يوم الأحد 23 شباط، في مدينة كميل شمعون الرياضية، في بيروت.